العبقرى هو شخص يملك قدرات فكرية استثنائية تتمثل غالبا بدرجات عالية من الإبداع فى مجال معين يميزه، وفى المجال الفنى نجد عباقرة التمثيل الذين تمكنوا من حمل مسؤولية فيلم كامل بمفردهم فضلا على موهبتهم الفائقة وثقة كامل طاقم العمل بهم فأدوا شخصية واحدة تمر عبر عدد من التحديات الجسدية والنفسية لعبور محنة غير متوقعة أصابت بطلها أو بطلتها مما يتطلب أداء مثاليا وجهدا مضاعفا من الممثل الذى وقع الاختيار عليه، ليتمكن بشكل مثالى لدمج المشاهد مع معاناة البطل طوال مدة عرض الفيلم ويشعر أنها حقيقة مع عدم الشعور بالملل لعدم وجود ممثلين آخرين، إليكم بعض الأفلام التى تمكن أبطالها من حل المعادلة الصعبة ومنها أفلام حصلت على أكثر من جائزة أوسكار.
فيلم (127 Hours)
القصة مقتبسة من كتاب (Between a Rock and a Hard Place) الذى كتبه أرون رالستون عن قصة حقيقية حدثت له عندما كان يمارس رياضة تسلق الجبال فى الأخاديد العظيمة بأمريكا.
يقول أرون فى مذكراته التى أسماها "Between A Rock and a Hard Place" لقد انتهكت ألف باء قواعد الرحلات عندما لم أترك خطة تفصيلية"، ويتذكر فى موضع آخر الكلمات التى وجهها لأفراد عائلته فى شريط مسجل وهو يرصد لحظات حياته الأخيرة: "إننى أموت هنا. سأذوى وأتلاشى هنا مع ذراعى المحشورة فى هذا المكان. عندما يقتلنى الجفاف فى نهاية المطاف." فى نهاية اليوم الخامس عندما يئس تماما من مجىء أحدهم لإنقاذه قرر فى خطوة شجاعة التخلص من يده العالقة قام بذلك بواسطة السكين الصغيرة التى يملكها بدأ بتقطيع الشرايين والعظام ببطء شديد لتكلفه هذه العملية 5 ساعات من الألم المتواصل وتمكن فى النهاية من التحرر من يده ومواصلة طريق العودة.
تدور أحداث الفيلم حول موظف فى شركة شحن كبرى تقع طائرته فى المحيط بعد تعرضها لعاصفة قوية ولكنه ينجو بأعجوبة ليجد نفسه على جزيرة غير مأهولة ومهجورة وبمرور الوقت يصاب بالاكتئاب الشديد، خاصة مع اكتشافه صعوبة إنقاذه من هذه الجزيرة المنعزلة فيحاول التعايش مع هذا الأمر فكان بحاجة إلى أن يكون مجتمع ليتعايش معه حتى لا يشعر بأنه وحيد فاخترع شيئا أطلق عليه اسم "ويلسن" وهو كرة قدم رماها مرة وكفه ملطخة بالدماء بعد أن جرفها المحيط إلى الجزيرة التى هو عليها، فرسم وجها على الدماء وأخذ يحادثها حتى يفكر ذات يوم فى صنع مركب يقله عبر المحيط ليعود إلى وطنه ثانية ولكنه يضيع ويلسن فى رحلة العودة.
تدور أحدث الفيلم حول شاب يعيش رحلة قاسية وموحشة بعد تحطم السفينة وغرق كل أفراد أسرته ونجاته منها وبعض الحيوانات التى كانت معة على متن السفينة، ولكن لم يكن يخطر على باله ما واجهه من أخطار شتى فى عرض بحر هائج وحوله عدد من الحيوانات المتوحشة التى تبدأ صراعا عنيفا مع بعضها من أجل البقاء حتى يتمكن النّمر من افتراسهم جميعا ليبقى بمواجهة معه، وفى هذه المرحلة من الصراع وسط البحر يبدأ الشاب بتسجيل مذكراته عن المشاق التى بدأ يواجهها دفاعا عن وجوده وحياته وعن حقيقة الإله الذى لم ينسه فى خضم هذه المحنة، بل بقى يبحث عنه وفى لحظة عاصفة يجد نفسه يخاطب السماء (أيها الإله أنا أهبك نفسى أنا خادمك، أيا كان ما سيأتى أريد أن أعرف) كانت هذه الجملة اختصارا لمحتوى الشخصية الرئيسية التى كانت تبحث عن المعرفة وسط ثقافة دينية متنوعة ومختلفة تتعدد فيها تسمية الإله الذى يعبده البشر وصولاً إلى الطمأنينة والسعادة يمر البطل بأحداث كثيرة جدا إلى أن يتم إنقاذه.
فيلم (The Revenant)
تدور أحداث الفيلم عام 1823فى القرن التاسع عشر حول مستكشف وصائد جلود الحيوانات الذى يتعرض لهجوم من قِبل "دب كبير" ويتركه على أبواب الموت وخلال هروبه هو ورفاقه من مطاردة قبيلة هندية، فيقوم أحد رفاقه بنهبه وقتل ابنه وتركه ليموت وحيدا فى الغابة، إلا أنه ينجو ويمضى فى رحلة طويلة للانتقام من الرجل الذين خانه وقتل ابنه، فكان علية مع الجروح البالغة التى يعانى منها وقسوة موسم الشتاء أن يصمد فى وجه هذه الظروف الصعبة محاولًا البحث عن الخلاص.
فيلم (Gravity)
أصبح علامة فاصلة فى تاريخ السينما العالمية، بعد التقنيات المستخدمة فى تصويرة والتى تميزت إلى جانب صورها الهائلة وطريقة صنعها المتقدمة بقصة نجاة استثنائية محورها الانجراف فى الفضاء، وتدور أحداث الفيلم حول مهمة لرواد فضاء تابعين لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" تتعلق بـ"تيليسكوب" فى الفضاء ثم يتم تنبيههم أن روسيا قد أطلقت صاروخا لتدمير قمر صناعى قريب منهم وأن حطام هذا القمر سيمر عليهم فى أى لحظة وأن عليهم إنهاء المهمة فورا, إلى أن تتعرض مركبة الفضاء لإصابات بالغة لا تمكن رائدة الفضاء التى تلعب من العودة إلى الأرض مما يدفعها فى النهاية إلى محاولة إيجاد وسيلة عبر محطة فضاء دولية تابعة للصين للعودة إلى الأرض باستخدام كبسولة صغيرة لتكون الناجية الوحيدة من هذا الحادث.
بعد انتشار فيروس قاتل توفى بسببه أكثر من 90% من سكان العالم ومنهم من تدهورت حالتهم إلى أن أصبحوا لا يستطيعون التعرض لأشعة الشمس مما أجبرهم على الاختباء فى الأماكن المظلمة أثناء النهار مما عرفوا باسم (الزومبيز) ومن أعراض المرض أنهم يأكلون أى كائن حى، أصبح أخصائى الفيروسات "روبرت نيفيل" هو الوحيد غير المصاب بالفيروس الموجود فى مدينة نيويورك وبعد عدة أعوام من الوحدة حتى ظن أنه الوحيد الناجى وظل يقضى أيامه بعد انتشار الفيروس فى محاولات لإيجاد علاج للوباء ورحلات للصيد ولجلب الطعام مع كلبة الناجى معة والذهاب إلى الشارع جنوب الميناء وإرسال رسائل لاسلكية على مختلف الموجات من أجل البحث عن ناجين آخرين.