عرفت النجمة الكبيرة الراحلة مديحة يسرى بالرقى والأخلاق العالية، فضلا عن جمالها الذى سحر الكثيرين، ولكن دائما يكون فى حياة الإنسان أشياء تؤرقه ويشعر بالندم والحزن كلما تذكرها، وفى حياة سمراء النيل الجميلة موقف حدث فى طفولتها ظلت تشعر بالندم وتأنيب الضمير كلما تذكرته.
وقالت مديحة يسرى لمجلة الكواكب عام 1953 وكانت المجلة تجرى استطلاعا للنجوم بمناسبة قدوم شهر إبريل حول الأكاذيب فى حياتهم أنها لا تزال تذكر كذبة لا تنساها أبدا.
وأوضحت سمراء النيل: "كنت ألهو بسوار والدتى الذهبى أثناء غيابها، فلما حضرت لم أستطع وضعه فى مكانه بالدولاب وأخفيته فى حقيبتى الصغيرة حتى تأتى الفرصة لوضعه فى مكانه".
وتابعت:"يشاء سوء الطالع أن أنسى هذه الحقيبة فى الترام فى اليوم التالى، وتفقدت والدتى سوارها الثمين ولم تجده، وسألتنى عنه فكذبت عليها وقلت أنى لا أعلم عنه شيئا فاتهمت فى الحال خادمنا العجوز بسرقته".
وأضافت مديحة يسرى :"وصل الأمر إلى البوليس الذى فتش منزل الخادم فعثر فيه على أشياء بسيطة مسروقة من بيتنا واعتبرت قرائن كافية، فأحال القضية إلى النيابة والقضاء الذى حكم بحبس الخادم شهراً.
وأكملت قائلة: "قضى المسكين مدة الحبس وخرج دون أن نرى وجهه ولكننى كنت أشعر دائما بوخز شديد فى ضميرى بسبب الكذبة التى ارتكبتها فى صغرى، حتى التقيت به بعد سنوات فكفرت عما فعلته بأن أجزأت له العطاء، والحقته بعمل جيد ظل فيه سعيدا ً حتى مات رحمه الله وغفر لى كذبتى".