أن تقدم موهبة مميزة لكرة القدم فهو أمر عظيم جداً، ولكن أن تقدم أكثر من موهبة فى المركز الأهم وهو الهجوم فهو أمر صعب للغاية، إلا أن فريق أتليتكو مدريد الإسبانى قد نجح فى هذا الأمر خلال السنوات الماضية، حيث نجح فى تقديم أكثر من مهاجم سوبر ترك بصمة رائعة سيظل يتذكرها الجميع دائماً، رغم أن طريقة لعبهم تميل بشكل كبير للأسلوب الدفاعى.
حيث دائماً ما يتميز فريق أتليتكو مدريد بوجود مهاجم متميز ضمن صفوفه خلال السنوات الماضية، بل يصبح بعدها هو هدف كل أندية أوروبا نظراً لتألقه الكبير، حتى يرحل فيظن بعدها الجميع أن مع رحيله سيتأثر الفريق فى هذا المركز، إلا أن هذا لم يحدث أبداً بل يتم تعويضه بموهبة أخرى كبيرة تتطور مع الوقت.
وفى هذا التقرير نستعرض أبرز المهاجمين الذين كانت بداية تألقهم مع فريق أتليتكو مدريد :
فرناندو توريس
هو مهاجم من الطراز الفريد وصاحب رحلة طويلة ومميزة مع العديد من الفرق إلا أن فريق أتليتكو مدريد يظل هو المفضل بالنسبه له، خاصة أن بداية تألقه وتوهجة كان مع الفريق الإسباني، فمنذ عام 2001 ارتدى المهاجم الإسبانى قميص أتليتكو مدريد ليقدم مستويات رائعة معهم حيث خاض معهم 214 مباراة أحرز خلالهم 82 هدفاً، لتتوالى العروض عليه ويقرر خوض تجربة جديدة لينتقل إلى صفوف ليفربول عام 2007.
ثم بعدها انتقل إلى صفوف تشيلسى الإنجليزى عام 2011، وبالرغم من أن مستوى الإسبانى كان مهزوز بشكل كبير مع البلوز لكنه نجح فى التتويج معهم باللقب الأهم والأغلى خلال مسيرتهم وهو دورى أبطال أوروبا موسم 2012 عندما حققوا فوزاً قاتلاً على بايرن ميونخ الألماني، ليلعب بعدها توريس لفريق إسى ميلان.
وفى عام 2015 عاد الإسبانى إلى ناديه المفضل أتليتكو مدريد على سبيل الإعارة من الفريق الإيطالي، ليستمر معهم حتى عام 2018، قبل أن ينهى مسيرته فى أوروبا.
سيرجيو أجويرو
بالتأكيد سيكون الأرجنتينى سيرجيو أجويرو واحداً من أبرز المهاجمين فى هذه القائمة، ولما لا وهو من أفضل الهدافين فى العالم حالياً، بل إنه يحقق أرقاما قياسية كبيرة فى الدورى الإنجليزى حالياً مع فريقه مانشستر سيتى، أجويرو الذى بدأ مسيرته الاحترافية مع فريق إنديبندينتى الأرجنتينى من عام 2003 وحتى عام 2006، لينتقل بعدها إلى فريق أتليتكو مدريد لتكون هى انطلاقته الحقيقية.
فهو قضى خمسة سنوات مع أتليتكو، نجح خلالهم أن يقدم مستوى فنى رائع خطف بيه أنظار الجميع، حيث خاض مع الفريق الإسبانى 175 مباراة أحرز فيها 74 هدفاً، بل أنه قادهم للتتويج ببطولة الدورى الأوروبى، والسوبر الأوروبى موسم 2010، ليصبح بعدها هو المطلب الأول للفرق الأوروبية الكبرى.
حتى انتقل إلى صفوف مانشستر سيتى الإنجليزى عام 2011،. ليزداد توهج النجم الأرجنتينى بشكل كبير بعدها ويحقق انجازات عديدة فى البريميرليج سواء على المستوى الفردى أو حتى الجماعى.
دييجو كوستا
أتليتكو مدريد كان بوابته الحقيقة للتألق والتوهج، فعبر الفريق الإسبانى بدأت الأندية تنظر للمهاجم القوى الذى يهز الشباك من أنصاف الفرص، ففى عام 2010 تألق المهاجم الإسبانى بشكل لافت للنظر بعدما خاض مع الفريق 94 مباراة أحرز خلالهم 43 هدفاً، بل أنه كان على علاقة قوية بمدرب الفريق الأرجنتينى دييجو سيميونى الذى كان يثق بشكل كبير فى قدراته الفنية.
ليخوض بعدها كوستا تجربة مع فريق تشيلسى الإنجليزى عام 2014، ويقدم مستوى جيد مع البلوز إلا أن خلافاته مع المدرب الإيطالى أنطونيو كونتى كتبت نهاية مسيرته معهم، ليقرر العودة مرة أخرى إلى أتليتكو عام 2017، ويستعيد الذكريات ويعود مرة أخرى إلى التألق مع الفريق الإسبانى.
راداميل فالكاو
فالكاو من المهاجمين الذين قدمهم أتليتكو مدريد للساحة الأوروبية بقوة، ففى عام 2013 قدم المهاجم الكولومبى مستوى رائع مع الفريق الإسبانى، حيث كان هو أحد أهم أسلحة الفريق الهجومية، ليدخل دائرة اهتمام معظم أندية أوروبا، وعلى رأسهم الفريق الإسبانى ريال مدريد الذى سعى كثيراً من أجل الحصول على خدمات اللاعب.
إلا أن فالكاو قد اتخذ قراراً مفاجئاً للجميع بشكل كبير، حيث فضل الانتقال لفريق موناكو الفرنسى الذى كان يخطط وقتها لبناء فريقاً كبيراً على خطى باريس سان جيرمان ومانشسترسيتى الآن، ولكن هذا المشروع لم ينجح بل أن مازاد الأمر سوءاً أن الفريق الآن يعانى بشكل كبير فى الدورى الفرنسى، ليبتعد المهاجم الكولومبى عن الاهتمام الذى يستحقه مقارنة بحجم موهبته الكبيرة.
أنطوان جريزمان
النجم الفرنسى المتألق والمتوج بكأس العالم مع منتحب فرنسا، المهاجم الذى قدم مستوى رائع مع فريق ريال سويداد الإسبانى ليخطف الأنظار بقوة، وينتقل بعدها إلى فريق أتليتكو مدريد الإسبانى فى عام 2014، لينفجر جريزمان فنياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
حيث استطاع المهاجم الفرنسى أن يكون هداف الفريق الأول، بل أن يصبح هو السلاح الهجومى الأهم لدى الفريق الإسباني، خاصة أنه قادهم لتحقيق أكثر من بطولة مثل كأس السوبر الإسبانى عام 2014، وبطولة الدورى الأوروبي، وكأس السوبر الأوروبى عام 2018.
والآن وبعد مرور قرابة الـ5 سنوات أصبح جريزمان واحداً من أفضل اللاعبين فى العالم، ولما لا وهو كان مرشحاً لمعظم الجوائز خلال العام الماضى، خاصة بعد المستوى الرائع الذى قدمه سواء مع الفريق الإسبانى أو منتخب فرنسا، بل هو الآن هدفاً لأكبر فرق أوروبا، وعلى رأسهم فريق برشلونة الإسبانى.