52 دقيقة هى المدة الزمنية التى شهدتها الحلقة الأولى من الموسم الثامن والأخير للمسلسل التاريخى Game Of Thrones، كان معظمها مشاهد متوقع حدوثها من الموسم الماضى، كان أهمها وصول جيوش آل تايجريان إلى الشمال للمشاركة فى الحرب الكبرى ولقاء جون سنو بأشقائه بعد غياب سبعة مواسم.
لقطات بسيطة فى الحلقة الأولى هى التى احتوت على العمق الذى اعتاد عليه عشاق السلسلة من مشاهدته طوال السبعة مواسم الماضية، تفاصيل داخل التفاصيل ومشاهد تتعلق بمشاهد مر عليها سنوات، هى ما ينتظره متابعى GOT كالمعتاد، وهو ما ظهر فى مشهد واحد فقط فى الحلقة الأولى من الموسم الجديد،و هو "الرمز اللولبى الذى رسمه الـ White Walkers فى منزل آل أمبر فى الشمال".
لم يكن الرمز الذى جسده "النايت كينج" فى منزل آل أمبر للطفل الصغير "نيد"، هو مشهد عابر لا يحتوى على أى دلالات، فاللوحة التى جسدها الـ White Walkers على جدان المنزل والمحاطة بأطراف بشرية مقطعة، ومرتبة بنمط حلزونى مألوف، ليست اللوحة الاولى من نوعها التى يجسدها جيوش الموتى، ويكشفوا فيها عن ميولهم الفنية.
مشهد لم يدم أكثر من ثلاث دقائق، أخذ المشاهدين لإعادة ذاكرتهم للحلقات السابقة من المواسم السبعة الماضية، للوصول إلى اللوحات الفنية التى اشتهر الـ "White Walkers" فى رسمها بالأطراف البشرية وفى بعض الأحيان بأطراف الحيوانات.
وكان أولى تلك المشاهد، فى افتتاح السلسلة فى اولى حلقاتها فى الموسم الأول بمشهد مماثل للرسمه الحلزونية التى نقشها الوايت ووكر على جدران آل أمبر، ولكن بأطراف لحيوانات وطيور برية وليست أطراف بشر فى رسم نمط دائرى الشكل، ولم ينتبه إليه الكثيرون كونه رسالة يجب حفرها فى ذاكرة المشاهدين لتعلقها بإحداث فيما بعد.
وسرعان ما كانت الرسالة الثانية من الـ White Walkers فى الموسم الثالث، بعد تعثر رجال مانس رايدر وجون سنو فى دوامة كبيرة الشكل تشبه الرسمة الحلزونية ولكن بأذرع كبيرة، واستخدم فيها الموتى السائرون أطراف الخيول لرسمها وسط الجليد.
أكثر تفسير للوحات الثلاثة التى نقشها الـ White Walkers، هو المشهد الذى ظهر فيه بران ستارك فى الموسم السادس، وهو يقوم برحلة عبر الزمن، وظهور لقطة علوية لشجرة الـ Weirwood التى استخدمها "أطفال الغابة" فى تحويل أول ملك ليل عليها وتظهر بجوارها رسمة مماثلة ولكن بالصخور.
وفى وقت لاحق تظهر نفس الصورة العلوية للشجرة والرسمة الحلزونية للصخور، ولكن مغطاة بالثلوج، وهى الرسالة التى يحاول إيصالها الوايت ووكر، بالإشارة ألى البقعة الأولى التى ولد فيها "ملك الليل"، على ايدي أطفال الغابة، والتى غالباً ما سيكون لها علاقة بسحر متعلق بإنشاء الوايت ووكر الأول، وهو ما يجدده الموتى من وقت لآخر فى رسوماتهم التى تكون عبارة عن تضحيات لتجديد السحر.
وفى ظهور آخر للرسومات الحلزونية فى الموسم السابع، المشهد الذى جمع "جون سنو ودينيريس" داخل كهوف "الدراجون ستون" اثناء استخراج الـ"الدراجون جلاس"، فى منحوتات أطفال الغابة على جدران القلعة من الداخل لشرحهم كيف كان تعاونهم مع الرجال الأوائل خلال الليل الطويل، لمحاربة عدوهم المشترك.
وفى تعليق للكاتب ديفيد بنيوف، أوضح أن الأنماط الحلزونية التى ظهرت لها علاقة غامضة بأطفال الغابة والتى غالبا ما ستكون وسيلة اتصال ما للوايت ووكر فى الأحداث القادمة.
ففى النهاية لم يستطع أحد التوصل إلى النظرية الأوضح لتلك النقوشات الحلزونية، فالوحيدون القادرون على الكشف عن حقيقة الرسومات هم الـ White Walkers أنفسهم، ويبدو أنهم قليل الحديث، فلم يتبق سوى خمس حلقات لابد أن يزال الستار فيهما عن أهمية تلك الرسومات.