- مستعدة لإعادة «الشيماء»..ونفتقد إلى مفكرين يكتبون موضوعات تتعلق بالتراث الإسلامى
للفنان نصيب من أعماله، فكم من ممثل ناداه الناس باسم شخصية قدمها فى أحد أعماله وارتبط أداؤه لها بأذهانهم، وحين نتذكر «زمن الحب» لابد أن يبادر إلى ذهنك اسم الفنانة القديرة سميرة أحمد، فلا يخلو عمل فنى لها من قيمة نبيلة، إيمانا منها بدور الدراما وتأثيرها فى المجتمع، وقيمة الفنان أن يترك أثرا فى وجدان المشاهد، فى زمن غابت فيه القدوة وحل فيه الابتذال بديلا للإبداع.
وانطلاقا من مسؤولية الفنان تجاه مجتمعه قررت القديرة سميرة أحمد العودة للدراما من خلال مسلسل «بالحب هنعدى» تكشف فى حوار لــ«عين» أسباب رجوعها فى هذا الوقت تحديدا، ورأيها فيما يقدم من أعمال درامية على الساحة، وتروى ذكرياتها مع عمالقة الفن المصرى.
يوسف معاطى كلمة السر فى عودتك للدراما.. ما كواليس اختيارك لمسلسل «بالحب هنعدى»؟
اخترت مسلسل «بالحب هنعدى» بين أكثر من رواية من تأليف يوسف معاطى بعد آخر تعاون بيننا فى «ماما فى القسم» اللى كسر الدنيا وقتها، ويقدمنى يوسف فى تلك المرة فى شخصية جديدة علىّ تضم أكثر من جانب فهى شخصية اجتماعية ووطنية وفيها كل شىء.
لماذا وافقتِ على العودة للشاشة فى هذا الوقت تحديدًا؟
أنا مش بعمل حاجة وخلاص، لابد أن أقدم جديدا، وشجعنى مشاركة أبطال حقيقيين فى المسلسل؛ ومنهم خالد زكى، ورانيا فريد شوقى، وسامح الصريطى، ومجموعة من الوجوه الجديدة.
ياسمين وكريم عبدالعزيز خرجا من عباءة سميرة أحمد.. هل تتوقعين تكرار ذلك فى «بالحب هنعدى»؟
معايا مجموعة من الشباب الموهوب جدا، وبتمنى كل اللى يشتغلوا معايا النجاح ويكونوا إضافة للفن فى مصر.
ما الحوار الذى دار بينك وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تكريمك فى احتفالية المرأة المصرية؟
ساعتها مكنتش مصدقة وبجرى من الفرحة، وقصيت عليه حكاية أخى الذى كان يخدم فى الجيش، وتم أسره فى إسرائيل، ودار بيننا هذا الحوار:
أنا جريت عشان أسلم عليك يا ريس.
وحشتينا يا أستاذة سميرة.
بشكرك على التكريم.. موقف مش هنساه إنى أقف قدامك وأتكرم.
أنتِ القيمة بتاعتنا.
مصر هى اللى عملتنى وخلتنى أقف قدامك.
ووعدنى الرئيس يومها بعودة يوم الفن لما يتضمنه من رسالة نبيلة، أعتبر هذا اليوم تكريما للفن كله، وبشكره جدا إنه افتكرنى، وعايزة أقول إن الرئيس السيسى أنقذنا وأنقذ مصر، ربنا يحميه لإنه شايل حمل كبير.
ما تقييمك لما يقدم من أعمال فى السينما والدراما؟
أتابع التليفزيون أكثر من السينما، فأنا لا أذهب إلى السينمات كثيرا، وعندى تحفظ بخصوص الموضوعات التى تقدم فى الدراما، يجب أن يراعوا المرأة والأم، لا أحب أن أرى الأم أو المرأة بشكل عام تهان، ولا أحب أن أسمع ألفاظًا بذيئة على ألسنة الممثلين، وده بيتكرر كتير فى الأعمال الحالية، فلا مبرر درامى لكل هذا.
ما المسلسلات التى نالت إعجابك فى السنوات الأخيرة؟
هناك فقر فى الموضوعات مقابل تطور فى التكنيك، لكن عجبنى جدا تجربة ليالى أوجينى وجراند أوتيل، ولا عيب فى اللجوء للفورمات الأجنبية، فجيلى على سبيل المثال قدم أعمالا مأخوذة عن أعمال أجنبية.
هل لديك تفسير لفقر الموضوعات الدرامية؟
قارن بين الكُتّاب فى جيلى ومؤلفى الجيل الحالى، فالأدباء كانوا يكتبون للسينما والدراما، فمثلا قدمتُ أفلاما للسينما من تأليف إحسان عبد القدوس، وعبد الحميد جودة السحار، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويحيى حقى، وأحمد باكثير.
أى ممثل يعجبك أداءه من الجيل الحالى؟
من الممثلين كريم عبد العزيز، وأحمد حلمى، وأمير كرارة، وطارق لطفى، وأحمد مجدى، ومحمد عادل، ومن الممثلات؛ ياسمين عبدالعزيز، ومنى زكى، وريهام عبدالغفور، وأسماء أبواليزيد.
لم تذكرى محمد رمضان رغم نجوميته الكبيرة.. ما السبب؟
سهوًا منى ليس أكثر، بحب رمضان وعجبنى جدا فى مسلسل «نسر الصعيد» بالموسم الرمضانى الماضى، كان عامل الدور حلو قوى ولايق عليه، بالإضافة إلى إجادته للهجة الصعيدية.
سميره احمد عالم عيال
ممثلة من الجيل الجديد تعتبرينها امتدادًا لكِ.. من هى؟
سؤال صعب لا أستطيع الإجابة عنه، أعتقد إن الإجابة عند الجمهور، هو اللى يقول.
هل توافقين على تجسيد سيرتك الذاتية فى عمل درامى؟
أوافق ليه لأ.. لكن المشكلة إن أعمال السيرة الذاتية التى تتناول حياة الفنانين قلما تنجح لدى الجمهور، فمثلا مسلسل أم كلثوم نجح، لكن مسلسل عبدالحليم لم ينجح لأنه متعملش صح.
ومن تختارين من نجمات الجيل الحالى لتجسيد شخصية سميرة أحمد؟
معرفش مين بالضبط، لا يحضرنى اسم ممثلة الآن، ومن الوارد أن تظهر ممثلة جديدة تكون أنسب من نجمات الجيل الحالى.
تنتشر أقاويل بين فترة وأخرى عن اعتزال سميرة أحمد.. ما حقيقة هذه الأخبار؟
لم أفكر فى الاعتزال إطلاقا، غبت عن الظهور لمدة طويلة، لكن كل هذا الوقت أفكر عن كيفية العودة للشاشات من جديد.
الفنان دائما تطارده الشائعات.. ما أكثر شائعة أزعجتك خلال مشوارك الفنى؟
شائعة موتى أكثر ما أزعجنى، كنت وقتها فى النادى وبلغونى بالخبر وناس كتير حاولت تطمئن علىَّ، لإن أنا ماعنديش فيس بوك أو واتس آب، ولا أتعامل مع السوشيال ميديا إطلاقا، ومازلت أنام فى التاسعة مساء وأستيقظ فى الخامسة صباحا.
من أقرب أصدقائك فى الوسط الفنى؟
«فيروز» كانت أقرب صديقاتى ومفتقداها جدا، كنا نتقابل فى الأسبوع 5 مرات وولادها بعتبرهم زى «جليلة» بنتى.
«خيرية أحمد» لم تكن أختى فقط بل صديقتى أيضا، وأشعر بفراغ كبير بعد فقدانها، وكانت تسألنى عن أدوارى وتساعدنى فى حفظ منولوجات أفلامى.
سميره احمد
اتجهتى للعمل السياسى فى فترة من الفترات.. ما الدافع وراء ذلك؟
كنت حاسة إنى عايزة أعمل حاجة لبلدى، طول الوقت عايشة للبلد وبفكر فى مصر، ومؤخرا تبرعت بملابس شخصياتى لصندوق تحيا مصر، ولو طلب منى أى شىء لمصر فلن أتأخر.
سميرة أحمد تاريخ كبير فى السينما والدراما.. ما أقرب الأعمال إلى قلبك؟
كل عمل حبيته قبل ما أصوره ولست نادمة على أى منها، لكن أعتز بأعمال بعينها مثل الشيماء، وأم العروسة، وخان الخليلى، وليل وقضبان، وقنديل أم هاشم.
«الشيماء» إحدى علامات السينما المصرية.. لماذا لم تفكرى فى إعادة تقديم الأعمال الدينية؟
أنا على استعداد لإعادة تجربة فيلم الشيماء، لأننى أعتبره علامة فى حياتى الفنية، ولو عرض علىَّ عمل فنى إسلامى هوافق فورًا.
حسين رياض
من الحكايات الظريفة اعتقاد الجمهور أن أغانى فيلم الشيماء بصوتك.. ما تعليقك؟
الناس كانت تقابلنى فى الشارع وتقول لى: «سمعينا أغنية من فيلم الشيماء»، وأتذكر أنى كنت بحضر تسجيل الفنانة الكبيرة سعاد محمد للأغانى داخل الاستوديو، ودائما أستمع إليها، وكنت حاسة بالكلمات جدا علشان كدة ظهرت وكأنى أنا من يغنيها.
ما أسباب اختفاء الأعمال الدينية من وجهة نظرك؟
نفتقد إلى مفكرين يكتبون موضوعات تتعلق بالتراث الإسلامى، فالأمر يحتاج إلى دراسة وتكلفة وهنا تتبلور الأزمة.
بدأتِ حياتك الفنية «كومبارس».. هل تتذكرين أول يوم لكِ فى اللوكيشن؟
نعم أتذكر جيدًا، كان فى فيلم «حبيب الروح»، قلت فيه كلمة لليلى مراد، وكنت خايفة من أنور وجدى يمشينى رغم أنه اخترنى وسط عدد كبير من البنات، بعد التصوير دخلت مكتب أنور وجدى علشان أقبض وكان أجرى جنيه واحد، فى ناس قالوا لى: «أنتِ اتكلمتى.. لازم تاخدى جنيه ونصف»، دخلت مكتبه وقلت له: «أنا اتكلمت وعايزة جنيه ونصف»، قال لى: «لأ امشى.. متستعجليش أنتِ فى يوم من الأيام هتبقى بطلة».
السابحه فى النار سميره احمد
عاتبك الناس فى الشارع بسبب ضربك لسعاد حسنى «بالقلم».. ما هذه القصة؟
كان لازم أعمل كل الأدوار، جسدت شخصية الضريرة 5 مرات، أطلقوا علىَّ بعدها «ممثلة العاهات» لم يكن الأمر يضايقنى، فأنا أحب تجسيد الأدوار الصعبة، بعدها دخلت فيلم «غراميات امرأة» وجمعنى مشهد أضرب فيه سعاد حسنى على وجهها، الناس زعلت منى، واللى يقابلنى فى الشارع يقول لى: «اخس عليكى.. كدة تضربى سعاد حسنى»، أقول لهم: «يا جماعة ده تمثيل مش ضرب والله».
حدثينا عن علاقك بسعاد حسنى
سعاد نجمة مش هتيجى زيها تانى، بعد عرض فيلم «البنات والصيف» كانت الناس لما تشوفنا فى الشارع يقولوا: «البنات والصيف أهم»، وكانت من أقرب الفنانين لى.
هل كنتِ تلتقين بها قبل وفاتها؟
كنا بنتكلم ودايما بسأل عليها، وآخر مكالمة قبل وفاتها كانت كويسة وراجعة مصر، وأنا أول من استقبل الجثمان فى المطار، وزعلت عليها جدا، بس سعاد مش ممكن تنتحر.
البنات والصيف سميره احمد
ما قصة ترشيحك لفيلم «السفيرة عزيزة» قبل سعاد حسنى؟
مضيت الفيلم وخدت عربون، كنت وقتها أصور فيلم الخرساء، وطلبوا منى التفرغ للفيلم، اعتذرت عن السفيرة عزيزة ورجعت العقد والعربون، وطلبت سعاد حسنى بالاسم كى تلعب الدور، لأنها الأنسب، وفعلا كانت هايلة فى الدور ده، وبعد عرض الفيلم كنت أول واحدة أهنيها.
ما السر وراء احتفاظ سميرة أحمد بنجوميتها فى جميع مراحل عمرها؟
دائما أجتهد وأعمل بإخلاص علشان أوصل لكدة، حينما أرى عملًا ناجحًا لأى زميلة أقول لنفسى: «لازم أعمل حاجة ناجحة زيها»، لم يكن فى قاموسنا ما يسمى بـ«النفسنة»، وروحنا كانت حلوة، فأنا لا يمكن أن أقبل دورًا عرفت أن إحدى الزميلات كانت مرشحة له إلا بعد أن استأذنها وتوافق.
سميرة أحمد بنت الصعيد.. هل رفض أهلها العمل بالتمثيل؟
العائلة لم ترفض عملى بالتمثيل، وكانوا شاهدين على نجاحى خطوة بخطوة، أنا بدأت السلم من أوله، وأطالب كل من يبذل مجهودًا ألا يكل أو يمل، لأن طعم النجاح جميل ويستحق المشقة.