الشهرة تلك الكلمة السحرية التى يلهث وراءها الناس بمختلف طوائفهم وصنوفهم، وتختار من تختاره لتضحك له بملء فيها، وتعطى ظهرها للبعض الآخر، وعندما تلازم صاحبها قد يضيق بها ذرعا لاقتحامها خصوصيته، وربما يعانى أشد المعاناة، خلال محاولاته التخلص من آثارها، وهى لا ترتبط بزمن معين، فقد تأتى متأخرة إلى ما قبل الرحيل، وقد تأتى فى وقت مبكر من عمر الإنسان، الذى يكون قد قُدِّر له الرحيل فى شبابه، لذا تظل صورته وهو فى شبابه ماثلة لجمهوره ومحبيه، دون أن تتغير فى صورة كبار السن، ونتعرض لبعض من هؤلاء المشاهير فى التقرير التالى.
أسمهان
نالت أسمهان شهرتها، بعد أن شاركت مع فريد الأطرش فى الغناء فى صالة مارى منصور فى شارع عماد الدين، بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها فى حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع فى سماء الأغنية العربية، وفتحت الشهرة التى نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت فى عام 1941 أول أفلامها "انتصار الشباب" إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغانى الفيلم وفى عام 1944 مثّلت فيلمها الثانى والأخير "غرام وانتقام"، إلى جانب يوسف وهبى وأنور وجدى ومحمود المليجى وبشارة واكيم، وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.
نعيمة عاكف
ولدت فى مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية فى عام 1929، وبدأت شهرتها عندما انتقلت إلى القاهرة، وعملت فى ملهى الكيت كات، ومن هناك بدأت فى التعرف على عدد من المخرجين المصريين، ومن هنا بدأت العمل فى مجال السينما فى أواخر حقبة الأربعينات، حيث ظهرت فى البداية كراقصة فى فيلم (ست البيت)، لكنها قدمت أول أدوارها التمثيلية من خلال فيلم (العيش والملح) فى عام 1949، ومن بعدها شاركت فى بطولة العديد من الأفلام حتى أواسط الستينيات منها: (فتاة السيرك، تمر حنة، أربع بنات وضابط، بياعة الجرايد). اعتزلت نعيمة عاكف الفن فى عام 1964 لكى تهتم بابنها الوحيد، وبعدها بعامين توفيت بسبب مضاعفات مرضها بالسرطان عن عمر ناهز 36 عامًا.
الضيف أحمد
بدأ الضيف حياته الفنية منذ أن كان طالبا فى جامعة القاهرة كلية الآداب، وبدأت شهرته الفعلية بعد أن شارك فى فرقة ثلاثى أضواء المسرح، كما قام بتلحين اسكتشات فيلم "30 يوم فى السجن"، وعلى مدار تاريخه الفنى قدّم الضيف أحمد عددًا من الأفلام الناجحة، مثل: "منتهى الفرح، القاهرة فى الليل، عروس النيل، آخر شقاوة، مطلوب زوجة فورا، أنا وهو وهى، آخر جنان، الشقيقان، هى والرجال، رجل وامرأتان، رحلة السعادة، مراتى مدير عام، شاطئ المرح، شقة الطلبة، شنطة حمزة، شباب مجنون جدا، نورا، إضراب الشحاتين، العريس الثانى، الزواج على الطريقة الحديثة، 3 نساء، نشال رغم أنفه، العميل 77، 30 يوم فى السجن، هاربات من الحب، المجانين الثلاثة، فرقة المرح"، وغيرها من الأعمال التى تركت بصمة متميزة فى تاريخ السينما المصرية.
وقال القدر كلمته مع "كوتوموتو السينما المصرية" أثناء بروفة مسرحية "الرجل اللى جوز مراته" والتى كانت من إخراجه، وكان يجسد فيها دور شخص ميت، وكان يجب عليه أن يوضع فى نعش فى ذلك المشهد وهو ما حدث بالفعل، وعقب الانتهاء من البروفة الأخيرة بعدها توجه الضيف أحمد إلى منزله، والإرهاق يظهر عليه بصورة غير عادية، وقال لزوجته نبيلة مندور إنه يستشعر إجهادًا وضيقًا فى التنفس"، واستراح على السرير فتضاعف الألم عليه، ولم يحضر الطبيب الذى طلبته زوجته، فأسرع به الجيران إلى مستشفى العجوزة، لكن فارقته الروح وهو فى الطريق قبل أن يصل إلى المستشفى عن عمر 33 عاما .
سيد درويش
ولد سيد درويش باﻹسكندرية لأسرة متوسطة الحال، وبدأت شهرته الفعلية بعد ما تعاقد معه الأخوين عطا الله، وأصبح فردا من فرقتهم الموسيقية بعدها سافر مرة أخرى إلى الشام، وكانت هذه هى نقطة الانطلاق الحقيقية فى مسيرة درويش الفنية. وكان أول ألحانه التى قام بتأليفها "يا فؤادى ليه بتعشق". ومن بعدها انتقل إلى القاهرة، وهناك لمع نجمه أكثر، وزادت شهرته بعد أن قام بتلحين جميع روايات الفرق المسرحية فى شارع عماد الدين، أمثال فرقة "نجيب الريحانى"، "جورج أبيض" و"على الكسار".
وتنوعت ألحان درويش واختلفت مقاماتها وقوالبها، وقد كان هذا سبب تميزه وتفرده، ويعد درويش من أوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة الاجتماعية، فقد غنّى فى مناسبات عديدة، مثل أغنية: "قوم يا مصرى" التى غناها أثناء ثورة 1919، أيضا نشيد "بلادى بلادى" الذى اقتبس فيه بعضا من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل، وأغنية "الحلوة دى" التى غناها تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع، فقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل درويش الطرب فقط، ولكن سيد درويش جعل منها مهنة أكبر وأهم، فقد استخدمها فى الجهاد الوطنى والإصلاح الاجتماعى. وقد توفى سيد درويش فى سبتمبر 1923، وهو فى ريعان شبابه.
عمر خورشيد
بدأت شهرة عمر خورشيد، بعد أن شارك بموسيقاه مع كل من محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، ومن أشهر معزوفاته: "أهواك، حبيبتى، يا ناسينى، بنادى عليك، بينى وبينك، وأنا لك على طول، الحلوة دى، قارئة الفنجان، الرصاصة لا تزال فى جيبى، وحبيتك فى الصيف".
بدأ عمله السينمائى بدور فى فيلم "ابنتى العزيزة"، وشارك فى بطولته كل من نجاة الصغيرة ورشدى أباظة، وأول بطولة مطلقة للفنان عمر خورشيد كانت مع الفنانة صباح فى فيلم "جيتار الحب"، وشاركت معهما البطولة جورجينا رزق، كما اشترك فى بطولة أكثر من عمل تليفزيونى، منها: "الخماسين"، و"الحائرة"، و"الحمامة"، و"الثأر"، و"آنسة"، وأنتج فيلمى "العاشقة" و"العرافة"، حيث شارك فى الأخير دور البطولة مع الفنانة مديحة كامل، وقد توفى خورشيد إثر حادث سيارة بنهاية شارع الهرم عن عمر 36 عاما .
هالة فؤاد
كانت بداية شهرة الفنانة هالة فؤاد عندما شاركت فى فيلم "مين يجنن مين"، بطولة محمود يس وحسين فهمى، وبعدها شاركت فى العديد من الأفلام، خلال فترتى سبعينات وثمانينات القرن العشرين، منها: (البنت اللى قالت لا، عاصفة من الدموع، الحدق يفهم، السادة الرجال). اعتزلت الفن مع مطلع التسعينات بعد تعرضها لأزمة صحية خلال الولادة، وارتدت الحجاب. وتوفيت فى عام 1993 نتيجة مضاعفات مرض سرطان الثدى، الذى كانت تعانى منه فى سنواتها الأخيرة عن عمر 36 عاما.
عمر فتحى
مطرب وممثل مصرى، بزغ نجمه فى فترة السبعينيات من القرن الماضى، ومن أشهر أغنياته (على إيدك، حضرة قاضى الغرام)، كذلك كانت له عدة تجارب بمجال التمثيل، من أبرزها (سيدة الفندق، الليل والقمر)، ومات عقب تعرضه لأزمة قلبية عن عمر 34 عاما.
عماد عبد الحليم
ولد عماد عبد الحليم بالإسكندرية عام 1960، بدأ حياته الفنية فى الثانية عشرة من عمره، من خلال العمل فى الحفلات الرمضانية بالإسكندرية، إلى أن رآه الفنان عبدالحليم حافظ يغنى فى فرح ليقرر تبنيه فنيًّا، وبالفعل قام بإحياء العديد من الحفلات خاصة فى قصر الثقافة بالإسكندرية، ومن أبرز أغنياته (يريد الله، مسيك بالخير، الستائر)، واقتحم مجال التمثيل عام 1975، حيث شارك فى فيلم (وانتهى الحب)، ثم مسلسل (الضباب) عام 1977 والذى قام بغناء تتر البداية الخاص به أيضا، شارك بعدها فى العديد من الأعمال، من أبرزها (وعد ومكتوب، حياتى عذاب، خيل الحكومة)، عانى فى أواخر أيامه من الاكتئاب، وتوفى فى يوم 20 أغسطس عام 1995 عن عمر 35 عاما.
عبد الله محمود
ولد فى عام 1959 بدأت شهرته عندما شارك فى المسلسلات التليفزيونية، منها: "عصفور النار، أبواب المدينة، الأبرياء، ذئاب الجبل". أما فى السينما فقد قدمه المخرج الراحل يوسف شاهين من خلال فيلمه "إسكندرية ليه"، وشارك بعدها فى العديد من الأفلام، منها: "سواق الأوتوبيس، الطوق والإسورة، طالع النخل، المواطن مصرى، شمس الزناتى".
اتجه عبد الله محمود فى أواخر حياته إلى مجال اﻹنتاج، حيث أنتج فيلم (واحد كابوتشينو) الذى يعد أول بطولة مطلقة له، لكنه توفى فى عام 2005 قبل عرض الفيلم فى دور العرض من جراء مضاعفات مرض السرطان.
علاء ولى الدين
ممثل مصرى، حاصل على بكالوريوس تجارة عام 1985، بدأت علاقته بالفن من خلال والده الفنان سمير ولى الدين فى التليفزيون، حيث شارك فى العديد من المسلسلات والسهرات التليفزيونية منذ الثمانينات من القرن الماضى، والتى منها: (بابا جاى، زهرة والمجهول)، لينتقل بعدها للعمل فى السينما، وشارك فى عشرات الأفلام منذ أواخر التسعينيات والتى من أبرزها: (الإرهاب والكباب، أيام الغضب، الناظر، حلق حوش)، ولعب دور البطولة فى: (عبود على الحدود، ابن عز).
بالإضافة إلى عمله بالسينما والتليفزيون عمل أيضًا فى المسرح، حيث شارك فى عدة مسرحيات، منها: (لما بابا ينام، ألابندا)، وافته المنية عام 2003، إثر مضاعفات مرض السكرى عن عمر يناهز 39 عاما.