كانت سلسلة "المسحراتى" التى كتبها الشاعر فؤاد حداد ولحنها وغناها العبقرى سيد مكاوى الذى تحل ذكرى وفاته اليوم، حيث توفى فى 21 إبريل من عام 1997 من أشهر وأجمل الأعمال الرمضانية المحفورة فى الأذهان عبر الأجيال.
وعن قصة أغانى المسحراتى تحدثت أميرة سيد مكاوى فى حوار معنا قائلة : "كانت فكرة المسحراتى فى البداية عبارة عن برنامج إذاعى يشارك فيه عدد من المؤلفين والملحنين، وعرضت الفكرة على صلاح جاهين، فقال: إزاى تطلبوها منى وفؤاد حداد فى الدنيا"، مشيرة إلى أن جاهين رشح حداد وقال إنه الأجدر بكتابتها.
وأوضحت ابنة سيد مكاوى أنه تم إسناد الحلقات التى كتبها فؤاد حداد إلى والدها لتلحينها، فقرر تقديمها بالشكل التقليدى وهو طبلة المسحراتى مستغنيا عن الآلات الموسيقية وهو مالاقى استحسانا كبيرا، وتم إسناد العمل كاملا إلى فؤاد حداد وسيد مكاوى ليستمر تقديمها فى الإذاعة المصرية بهذا الشكل لسنوات طويلة.
وأشارت أميرة سيد مكاوى إلى أن حلقات المسحراتى وصفعت مصر بكل ما فيها وصفا دقيقا، قائلة :"للأسف الحلقات التى تم نقلها للتليفزيون ليست كل ما هو موجود فى الإذاعة، حيث يوجد أضعاف هذه الحلقات، التى يبلغ عددها أكثر من مائة حلقة"، مؤكدة خوفها من ضياع هذا التراث.
وكشفت ابنة مسحراتى الفن أن والدها غضب بسبب حملة صحفية تعرض لها وقت عرض المسحراتى على التليفزيون، حيث ظهر التتر ولم يكتب فيه اسم فؤاد حداد، واتهمت هذه الأقلام سيد مكاوى بأنه تعمد إخفاء اسم حداد بخلاف الحقيقة، قائلة :" لم يكن والدى يعلم أن الاسم محذوف من التترات، مما اضطره أن يقول: «أنا مش شايف التتر علشان أعرف».
بينما كان أوبريت الليلة الكبيرة سببا فى زواج سيد مكاوى وهو ما تحدثت عنه ابنته أميرة قائلة: "والدتى الفنانة التشكيلية زينات خليل وهى ابنة تاجر كبير فى دمنهور، وأصرت على أن تكمل تعليمها الجامعى، فجاءت إلى القاهرة والتحقت بكلية التربية الفنية، لأنها كانت تهوى الرسم، وعاشت فى بيت للطالبات".
وتابعت:" إحدى زميلات أمى بالكلية تحدثت معها عن أستاذها سيد مكاوى الذى يدرس لها العزف على العود؛ فوقعت والدتى فى غرامه قبل أن تلقاه، وطلبت من زميلتها أن تذهب معها لمقابلته بحجة رسم اسكتشات لمشروعه الفنى الجديد «الليلة الكبيرة»، وأعجب بها والدى وطلبها للزواج وتزوجا عام 1961".
تشير الابنة إلى قصة الحب والكفاح التى جمعت بين أبو السيد ونونا، وهو الاسم الذى كان يدللها به والدها، قائلة: "آمنت أمى بأبى، وحرصت على أن توفر له كل ما يعينه على التفرغ لفنه، وكانت بالنسبة له السند، وكان أبى يقول عنهادائمًا «أمك دى عينيا اللى باشوف بيها، لولاها ماكانش أبوكى هو اللى قدامك دلوقتى، وكان زماننا بنشحت وأبوكى مفرتك الفلوس كلها، نونا دى ست الكل».
وأضافت: "أمى استلفت فستان الفرح من صديقتها، وكانت تقول دائما ماحدّش أكرمنى ولا حبّنى زى سيد»، وأثمر الزواج عن ابنتين أنا وشقيقتى الكبرى إيناس التى تعمل فى جامعة الدول العربية".