على الرغم من تاريخه الفنى الطويل الحافل والجوائز الكبيرة التى حصل عليها أبرزها الأوسكار وشهرته الواسعة، وعلى الرغم من أنه أيضا كان خلف كل المشاهد الكوميدية التى أضحكنا بها، عاش الممثل العالمى "جاك نيكلسون" مأساة عائلية كادت تنهى مسيرته المهنية فى بداياته وعرف حقيقتها بالصدفة؛ فقد اكتشف "جاك نيكلسون" أن والديه ليسا والديه الحقيقيَّين، وأن شقيقته الكبرى عارضة الأزياء "جونى" أو التى كان يعتقد أنها شقيقته طيلة سنوات حياته هى أمة الحقيقية.
بدأت القصة فى عام 1974 عندما قررت مجلة تايم الأمريكية عمل تقرير فنى عن جاك نيكلسون، ووقتها اكتشف المراسل الذى كلف بعمل التقرير حقائق عن عائلة جاك، وهى أن شقيقته الكبرى هى والدته الفعلية، أما اللذان قاما بتربيته "جون وأثيل"، وكان يعتقد أنهما والداه، هما جده وجدته لأمه، وأن "جونى" أنجبت جاك فى السابعة عشرة من عمرها، بعد إقامة عدة علاقات عابرة فى فترة مراهقتها، ولم تكن وقتها قادرة على معرفة هوية الأب الحقيقى، فقرر والداها نسب الطفل لهما لحل المشكلة، وأصبح جاك من وقتها ابن "جون وأثيل"، وبعد وفاة "جونى" بعشر سنوات، حيث كان يبلغ جاك نيكلسون وقتها 36 عاما.
ولم يكشف له أحد الحقيقة، وعرفها مثل الجمهور من مجلة تايم، وأصبح جاك وقتها حديث كل وسائل الإعلام العالمية.
فى البداية لم يصدق جاك ما نُشر عنه، فذهب لشقيقته "لوريانا"، وهى الوحيدة التى مازالت وقتها على قيد الحياة من جميع أفراد عائلته، ليتأكد منها عن صحة ما نُشر، وبالفعل أكدت له الحقيقة، وأنها ليست أخته بل خالته.
وتعرض جاك نيكلسون وقتها لأزمة نفسية كبيرة، ودخل بعدها فى حالة اكتئاب، وازداد الأمر سوءًا حين ادعى أحد الأشخاص كانت تربطه صداقة قديمة بجاك وعائلته أنه والده الحقيقى، ولكن جاك قرر الخروج من حالته النفسية السيئة، وقرر عدم إجراء اختبار الأبوة، وأن يكمل حياته كما هى، ويغلق تلك الصفحة، وانشغل بالعمل، ولم يجعل تلك الواقعة تعرقل مسيرته الفنية، أو تؤثر على أدائه التمثيلى، وأصبح من أكبر نجوم هوليوود.
وظل جون نيكلسون طيلة حياته عندما يُسأل عن عائلته يقول إنه ينتمى لعائلة كبيرة ومحترمة، ولم يذكر أبدا عائلتة بسوء، ودائما ما يؤكد أنه سامح والدته على ما فعلته، والتمس لها العذر.