الحديث عن عادل إمام لا ينتهى، فالزعيم الذى يستقبل 17 مايو الجارى عامه الثمانين ظل لأكثر من 50 عاما قدم خلالها مئات الأعمال الفنية ما بين سينمائية ومسرحية ودرامية، استطاع أن يغير من جلده لأكثر من مرة حتى يظل على العرش نجما يحتل الصدارة عن جدارة رغم كل التغيرات التى طرأت على الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، ويعد أبرز وأقوى عمالقة الفن المصرى عبر تاريخه، فمن ينسى بهجت الأباصيرى فى مدرسة المشاغبين أو فتحى نوفل فى طيور الظلام أو حسن سبانخ فى الأفوكاتو.
ظل عادل إمام فى بداياته يجسد أدوار الشاب الغبى، أو العاشق سيئ الحظ، أو الشاب المتهور الذى يطارد الفتيات، حتى قدم بطولة مسرحية "مدرسة المشاغبين" فى عام 1973 والتى حققت نجاحًا كبيرًا حينها ولفتت الأنظار إليه بشكل أكبر كموهبة مميزة.
تصدى الزعيم فى أعماله للتشدد الذى يمثله التيار الدينى فى مصر والوطن العربى وشكل مع وحيد حامد ثنائيًا وقدما أعمالا كشفت كيف يفكر هؤلاء ومدى عدائهم للدولة المصرة أشهرها "الإرهاب والكباب" كما ارتبط الزعيم بمعادلة خاصة جدًا مع إسرائيل على مدار سنوات سخر فيها من بخل الإسرائيليين تارة خلال مسلسل "فرقة ناجى عطا الله"، كما حقق نجاحًا منقطع النظير بمسلسله "دموع فى عيون وقحة"، بشخصية جمعة الشوال أحد أهم الجواسيس فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى حيث ساهم فى نصر أكتوبر 1973، ما أكسب الزعيم جماهيرية عريضة على مستوى العالم العربى، وخلال السطور التالية نستعرض أهم أعمال عادل إمام التى تعرض فيها إلى الكيان الصهيونى.
1- مسلسل دموع فى عيون وقحة عرض بعد حرب 1973 بسبع سنوات وتحديدًا عام 1980 حين اختار القائمين على المسلسل الزعيم للعب دور البطولة ليجسد شخصية البطل جمعة الشوال.
2- فيلم السفارة فى العمارة الذى عرض عام 2005 قبل 13 عام، وحقق نجاحًا كبيرًا حيث لعب فيه الزعيم دور رجل يعود من الإمارات بعد سنوات من العمل ليجد السفارة الإسرائيلية بجوار شقته بنفس العمارة، ما ينتج عنه مواقف كوميدية مع السفير الإسرائيلى الذى لعب دوره لطفى لبيب.
3- مسلسل "ناجى عطا الله"، عرض عام 2012، ويعد أول الأعمال الذى عاد بها الزعيم للدراما بعد غياب سنوات من عام 1980، وكأن عادل إمام وقتها فضل أن تكون الدراما الخاصة به مصبوغة بالكيان الصهيوني، ولكن تلك المرة خلال المسلسل الذى نجح من خلاله فى تسليط الضوء على مشاكل العالم العربى بعدما قاد رحلة إلى أغلب بلدان عقب سرقة البنك فى إسرائيلى ليلقنهم درسًا قاسيًا فى قالب كوميدى بدأه بالسخرية من بخل أصدقائه هناك وطباعهم الذى يسخر منها طيلة الحلقات الأولى من العمل.
للزعيم عادل إمام أعمال خالدة نصّبته زعيمًا للسينما المصرية لما تحتويه من موضوعات جريئة ومهمة فى ذلك الوقت، ومنها المشبوه، الحريف، حب فى الزنزانة، الإرهاب والكباب، حتى لا يطير الدخان، طيور الظلام، وغيرها من الأفلام، وللكوميديا قدم الزعيم كراكون فى الشارع، عنتر شايل سيفه، احترس من الخط، وظلت محفورة فى أذهان المصريين حتى الآن.