المشايخ وأهل الفن.. حسن عابدين تراجع عن الاعتزال بسبب الشعراوى

 الشيخ الشعراوى وشادية وعماد حمدى الشيخ الشعراوى وشادية وعماد حمدى
 
زينب عبداللاه

- حكاية الشعراوى مع نقاب شمس البارودى وفلوس شادية واكتئاب عماد حمدى ولماذا غار من كاريوكا؟

- إمام الدعاة شارك فى مسلسل وقابل السندريلا وأهدى رشوان توفيق عباءة ومديحة كامل مصحفا

- على جمعة يحب محمد عبدالمطلب ويؤكد أنه مطرب لطيف جدا وكلماته لها معنى
 
كثيرا ما يهاجم مشايخ التطرف الفن والفنانين ويطلقون الفتاوى بتحريم التمثيل والغناء، وكثيرا ما تعرض أهل الفن على مدار التاريخ لهجوم المتطرفين، ولم يسلم من هذا الهجوم حتى من يقدمون فناً راقياً وهادفاً، ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ، حيث يسعى المتشددون دائما لتحريم كل شىء والتضييق على حياة الناس وتكفيرهم.
 
وبينما يتجه المتشددون إلى التضييق على الناس، نجد العديد من المواقف والآراء لعدد من كبار علماء الدين التى تؤكد سماحة الإسلام ووسطيته، وأتثبت خلالها مشايخ الوسطية تقديرهم للفنون ودورها فى حياة البشر وفى السمو بالمشاعر والأخلاق.
 
وفى التقرير التالى نسوق عددا من المواقف التى جمعت علماء الدين مع أهل الفن:
 
الغناء والموسيقى.. حلال أم حرام؟!
على مر الزمان ظلت جدلية الحديث عن حكم الغناء والموسيقى قضية يثيرها دعاة التشدد بين حين وآخر، فيزعمون أن الغناء حرام وأن الموسيقى والفن من الشيطان، ولا يفرقون بين الغث والسمين، بين ما يهذب الروح ويرقق المشاعر وبين ما يثير الغرائز وينشر الفساد.
 
وكانت ياسمين الخيام ابنة شيخ المقرئين الشيخ محمود خليل الحصرى أكثر من تعرض لهجوم مشايخ التطرف بعد احترافها الغناء، الذى لم يكن قرارا سهلا، وأثارت الجدل والاختلاف وأحيانا الغضب، ولكن كان للشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رأى آخر يدحض كل آراء مشايخ التطرف.
 
الحصري
الحصري

 

تحكى ياسمين الخيام، ابنة الشيخ الحصرى، والتى اعتزلت الغناء منذ سنوات للتفرغ للعمل الخيرى فى الجمعية الخيرية التى تحمل اسم والدها فى أكبر ميادين مدينة السادس من أكتوبر عن تجربة عملها بالغناء، قائلة: «أنا البنت الكبرى بين سبعة أبناء وكان أبى قدوة حية لنا فى خلقه وحيائه وتواضعه واستفدت بما تعلمته منه فى كل مراحل حياتى».
 
وتابعت، فى تصريحاتها الخاصة لنا: «كان أبى يكافئنا دائما على حفظ القرآن وإتقان ترتيله وتجويده وكان يحترم قراراتنا، ويمنحنا حرية الرأى والاختيار، ويسمح بالطموحات».
 
تحكى عن بداية موهبتها الصوتية قائلة: «بعد التحاقى بكلية الآداب كنت أقوم بافتتاح حفلات الكلية بقراءة القرآن نظرا لقدرتى على القراءة الصحيحة، وفى إحدى المرات كتب عنى أبو نضارة فى جريدة الأخبار وأشاد بصوتى، ويومها ماكنتش عارفة أروح إزاى، خوفا من أن يكتشف والدى هذا الأمر».
 
وتابعت: «بعد تخرجى عملت فى المراسم بمجلس الأمة وكنت أستقبل الوفود الدولية، وفى إحدى الزيارات للسيدة أم عدنان زوجة رئيس مجلس النواب الأردنى أبدت إعجابها بصوتى، وكنت أصطحبها لزيارة السيدة جيهان السادات، فأخبرتها أم عدنان بموهبتى، فطلبت السيدة جيهان أن تسمعنى وأعجبت بصوتى إعجابا شديدا وبلغت الرئيس السادات وشجعونى على الغناء».
 
وأكدت أن القرار لم يكن سهلا قائلة: «استشرت عددا من كبار العلماء والمشايخ، ومنهم الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ الغزالى وكثيرون، فأفتونى بأن الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، وأوصانى الشيخ عبد الحليم محمود أن أغنى أشعار شهاب الدين السهروردى أحد علماء الصوفية وحزينة أننى لم أغنها ولم أعمل بوصيته».
 
ياسمين الخيام
ياسمين الخيام
 
غنت ياسمين الخيام العديد من الأغانى الوطنية والدينية، وأكدت أنها لم تقاطع والدها خلال فترة عملها بالفن قائلة: «نحن أسرة مترابطة ونعرف معنى البر وهذه أساسيات تربينا عليها، ولم أقاطع والدى خلال فترة غنائى أبدا».
 
لا تخجل من مشوارها الفنى بل تفخر به حتى بعد اعتزالها، تحكى عن قرار الاعتزال، قائلة: «كل مرحلة ولها عطاؤها ومتعتها، وليس هناك متعة أكثر من أن تخدم الله، فوالدى أوصى بثلث تركته للأعمال الخيرية، وعندما بدأنا استكمال مسيرته فى العمل الخيرى، وجدنا أن هذا العمل يحتاج جهدا وطاقة وتفرغا، لذلك اعتزلت الغناء وذقت حلاوة أن أكون خادمة لله».
 
الشيخ على جمعة وموسيقى بيتهوفن وصوت عبد المطلب 
الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق معروف دائما بآرائه الوسطية واجتهاده فى أحكام الفقه وانفتاحه وعلمه الغزير المتجدد دائما، لذلك كانت أراؤه حول الفن والغناء تعبر عن هذا النهج.
 
على جمعة
على جمعة
 
وكان لطفولة وذكريات المفتى السابق تأثير كبير على شخصيته، حيث تربى تربية منفتحة، ورغم أصوله التى ترجع لقرية طنسا بمركز ببا محافظة بنى سويف، فإنه نشأ وتربى فى القاهرة، حيث انتقل والده بأسرته المكونة من زوجته وابنه الوحيد وابنتيه للإقامة فيها، وحرص على أن ينشأ ابنه مطلعا قارئا ممارسا للرياضة، فمارس المفتى السابق رياضة التنس وكرة القدم، واستمع للموسيقى العالمية ومنها موسيقى بيتهوفن.
 
وفى حوار أجريناه مع المفتى السابق على جمعة سألناه عن رأيه فى الموسيقى والغناء فقال: «الأغانى لم يحرمها أحد على إطلاقها بل هناك تقييد، فحلالها حلال وحرامها حرام، بمعنى أن ما يهذب النفس ويطيب القلوب فهو حلال».
 
وتابع: «قد نسمع أغانى فى مدح سيدنا النبى أو أغانى تجعلنا نتفكر فى ملكوت الله، فمثلا المقطوعة الخامسة والتاسعة من موسيقى بيتهوفن تدعو إلى الإيمان بالله والنظر فى الكائنات، وهناك نوع آخر من الأغانى والموسيقى حرام، وهى التى تحرك الشهوات وتثير الفتن». 
 
وأضاف: «الرسول، صلى الله عليه وسلم، استمع إلى الغناء فى فرح زبيدة بنت معاوية بن عفراء، وشاهد الجويرات يضربن بالدف، كما أن إحدى الجوارى عندما شاهدت النبى، صلى الله عليه وسلم، غنت «وإن لنا نبيًا يعلم ما فى غد»، فقال لها: «ويحك يا امرأة إن الله علام الغيوب.. قولى بالذى كنت تقولين».
 
وأكد المفتى السابق أنه كان يستمع إلى الأغانى فى شبابه، قائلا: «الآن ولكثرة المشاغل لم أعد أجد وقتا لهذه الفرصة والرفاهة التى كنت أتمناها، فالمهام أكثر من الوقت المتاح»، وكشف أنه كان يحب الاستماع إلى النقشبندى وأم كلثوم وعبد المطلب.
 
وقال جمعة باسما: «عبدالمطلب مطرب لطيف جدا وكلماته لها معانٍ لا يلتفت إليها الكثيرون، وكنت أحب منها عبارة: «علشان أنول كل الرضا يوماتى أروحله مرتين من السيدة لسيدنا الحسين».
 
جدير بالذكر أن الدكتور علي جمعة يفضل الاستماع إلى الأناشيد الدينية والفرق الصوفية، كما أنه سبق وافتتح مهرجان الإنشاد الدينى.
 
حكايات الشعراوى مع أهل الفن
كان للشيخ محمد متولى الشعراوى مواقف كثيرة مع الفنانين، وكان الكثيرون منهم يلجأون إليه ويستشيرونه، حيث كان يتسم بالسماحة والوسطية وعدم التشدد.
 
 وأكد عدد من الفنانين الذين تعاملوا معه أنه كان يعرف الشخصيات التى أدوها فى أعمالهم، فكان ينادى الفنانة سهير البابلى «سكينة»، وينادى سهير رمزى باسم «زينب» بعد أن أدت هذه الشخصية فى مسلسل «زينب والعرش»
 
الشعراوى
الشعراوى
 
وفى حوار لنا مع محمد عبد الرحيم الشعراوى، حفيد إمام الدعاة، أشار إلى أن عددا من الفنانين سألوا جده عن حكم العمل بالفن، وكانت إجابته أن الفن حلاله حلال وحرامه حرام، مؤكدا أن جده لم يكن يحرم على أسرته مشاهدة الأعمال الدرامية، وكان أحيانا يجلس معهم أثناء مشاهدتها.
 
عباءة لرشوان توفيق
وكان لإمام الدعاة العديد من المواقف مع أهل الفن، ومن بينها ما حكاه الفنان رشوان توفيق فى تصريحات خاصة لـ«عين».
 
وقال توفيق إنه كان يحضر دروس ولقاءات الشيخ الشعراوى ولكنه كان يستمع فقط ولا يتحدث ليستفيد من علمه الواسع فى كل المجالات، مشيرا إلى أن إمام الدعاة كان يتسم بالبشاشة والابتسامة، وهو ما جعله قريبا من الجميع بعكس شيوخ التطرف والتشدد الذين يفسدون على الناس حياتهم ودينهم.
 
وأوضح توفيق أنه عندما قام بدور محمد كريم فى مسلسل الأبطال حرص حسام الدين مصطفى على تصوير بعض المشاهد فى القلعة ومنها مشهد إعدامه.
 
وتابع: «فوجئت بحوار أجراه محمد صلاح فى جريدة أخبار اليوم مع الشيخ الشعراوى وكان عنوانه على لسان إمام الدعاة:«برافو رشوان توفيق»، فذهبت لمقابلة الشيخ الشعراوى فى بيته»
 
وكشف الفنان رشوان توفيق تفاصيل الحوارات التى دارت بينه وبين الشيخ الشعراوى قائلا: «وجدته يجلس فى البلكونة وأمامه كتب كثيرة ومنها قاموس لمعانى الكلمات، فتعجبت من أن الشيخ الشعراوى الإمام العالم الكبير يبحث عن معانى الكلمات، وبمجرد أن رآنى قال لى: لم أستطع أن أرى مشهد إعدامك فى المسلسل ووضعت يدى على عينى، وظلت ابنتى تقول لى: ده تمثيل».
 
وأضاف أن الشيخ أعطاه عباءة ومصحفأ، مشيرا إلى تعدد اللقاءات بينهما، حيث كان يحضر فى مبرة الشيخ بالسيدة نفيسة ويرى كبار الشخصيات يخدمون فيها ويقدمون الطعام للفقراء.
 
وأوضح رشوان توفيق أن المسألة الوحيدة التى تناقش فيها مع الشيخ الشعراوى كانت عن تفسيره لآيات سورة النمل، مؤكدا أن إمام الدعاة كان له تفسير خاص عمن نقل عرش بلقيس، حيث كان متعمقا ومتخصصا فى اللغة العربية، واختلف معه فى هذا التفسير عدد من الفقهاء.
 
وأضاف «توفيق» أنه قام بدور وزير سيدنا سليمان عليه السلام الذى نقل عرش بلقيس فى المسلسل الدينى الشهير «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، مشيرا إلى أن الشيخ الشعراوى أكد له أن من نقل عرش بلقيس هو سيدنا سليمان نفسه، مفسرا الآية الكريمة: «قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ» بأن قائلها هو سيدنا سليمان، مؤكدا أنه لا يصح أن يكون فى مجلس سليمان من هو أعلم منه.
 
مصحف لمديحة كامل ومسلسل مع حسن عابدين
فيما تحدثت ميرهام الريس ابنة الفنانة الراحلة مديحة كامل معنا عن علاقة والدتها بإمام الدعاة قائلة: «التقت والدتى بالشيخ الشعراوى بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب وسألته عن الكثير من الأمور الدينية، لأنها أرادت أن تعرف تفاصيل الدين وإجابات عن أسئلتها من شخص موثوق فيه، وكان الشيخ يعتز بها حتى أنه دعانا عنده فى عقد قرانى، وأقام لى احتفالا بسيطا، وألقى خطبة النكاح وأهدانا مصحفا موقعا باسمه وعليه إهداء كتب فيه: «وأنفس ما تهدى إلى من تحبه.. كتاب إلى المختار أوحاه ربه»
 
حسن-عابدين
حسن عابدين
 
فيما حكى خالد ابن الفنان حسن عابدين عن علاقة والده بالشيخ الشعراوى، مشيرا إلى أن والده عندما سافر لأداء العمرة وأثناء وقوفه أمام قبر الرسول بكى بشكل هستيرى وشاهده الحرس وعرفوه فأبعدوه قائلين «هذا ممثل» فتأثر بشدة وقرر الاعتزال».
 
وأوضح خالد حسن عابدين: «كان والدى يمثل وقتها مسرحية «عش المجانين»، وبعد عودته حبس نفسه فى غرفته ولم يكن يخرج إلا للصلاة بالمسجد، وتحدث مع عمى واتفقا على تأسيس مشروع بعد الاعتزال، وأخبر محمد نجم بقراره فسأله «هتشتغل إيه»، فأجابه والدى «وأنت مالك هافتح كشك سجاير»، واقترح عليه صديقه الفنان إبراهيم الشامى الذهاب للشيخ الشعراوى الذى كان جاره فى الجمالية».
 
وأضاف أن والده والفنان إبراهيم الشامى ذهبا لزيارة الشيخ الشعراوى ولم يكن الفنان حسن عابدين قابله من قبل.
وتابع: «بمجرد أن رأى إمام الدعاة والدى استقبله بحفاوة واحتضنه قائلا «حبيبى»، فتعجب أبى وقال له «أنت تعرفنى يامولانا»، فرد الشيخ الشعراوى: «طبعا وباتفرج عليك فى كذا وكذا»، وأخبره والدى أنه ينوى الاعتزال، فقال له: «لما أنت والناس الحلوة اللى بتتكلم عن المبادئ يسيبوا الفن أمال الناس تسمع لمين؟».
 
وأكد ابن الفنان حسن عابدين أن والده اعتبر هذا اليوم أسعد أيام حياته، وشعر أنه يسير فى الطريق الصحيح، وبعد هذا اللقاء قدم حلقات بعنوان «نور الهدى» تتحدث عن القضايا الاجتماعية والمواقف اليومية بمنظور دينى، وبعد الحلقة يتحدث الشيخ الشعراوى لمدة نصف ساعة معلقا على أحداث الحلقة، وأدت كل الفنانات أدوارهن بالحجاب، ولكن بعد عرض 3 حلقات بالقناة الأولى تم وقفها.
 
وأضاف خالد حسن عابدين: «استمرت علاقة والدى بالشيخ الشعراوى حتى وفاته وامتدت بينى وبين أبناء الشيخ حتى الآن، وكان يتصل يوميا بوالدى فى المستشفى أثناء فترة مرضه، وعندما توفى وقف إلى جوارنا وصلى عليه صلاة الجنازة، وكان أبى دائما يتواصل معه ويسأله فى أمور الدين».
 
فلوس شادية.. حلال أم حرام؟!
وتحدث محمد عبدالرحيم الشعراوى معنا عن علاقة جده بالفنانة شادية والتى بدأت عندما كانت فى رحلة لأداء العمرة، وقابلت إمام الدعاة على باب المصعد صدفة وطلبت منه أن يدعو لها.
 
محمد عبد المطلب
محمد عبد المطلب
 
وأوضح حفيد الشعراوى، أن شادية زارت جده بعد هذا اللقاء، وأخبرته بأنها قررت ألا تغنى إلا الأغانى الدينية، ورغم ذلك لم تعد قادرة على حفظ أى أغاني، وأنها وعدت الجمهور بغناء الأغانى الدينية ولكنها لا تستطيع الوفاء بهذا الوعد، فأجابها الشعراوى بأن الوفاء بوعدها لله أولى من الوفاء بوعدها للناس.
 
وأكد أن شادية سألت الشيخ الشعراوى، بعد أن أفتاها بعض الشيوخ بأن الأموال التى جمعتها من الفن حرام وأن عليها أن تتخلص منها، ولكن إمام الدعاة أفتاها بأن تحتفظ بما يضمن لها حياة كريمة ومستوى لائق، وتحتفظ بمن يعملون لديها ويخدمونها وأن تتبرع بما يزيد على ذلك.
 
الشعراوى ونقاب شمس البارودى
وأكد عبد الرحيم الشعراوى، أن جده كان يتعامل باحترام شديد مع الفنانات، وهو ما جعل أغلبهن يلجأن إليه للسؤال عن أمور الدين حتى غير المحجبات منهن، مشيرا إلى أن جده كان يستقبل كل من يلجأ إليه بحفاوة، وكان لا يذكر الفنانة شمس البارودى إلا بلقب «الست شمس».
 
وفى حوار لنا مع الفنانة المعتزلة شمس البارودى تحدثت عن تفاصيل ما قاله لها الشعراوى، فى حكم ارتداء النقاب، فرغم أنها أكدت أن إمام الدعاة لم يكن له دور فى قرار اعتزالها، إلا أنها حين سألته عن حكم ارتداء النقاب أكد أنه لا يفرض ولا يرفض قائلا: «النقاب فضل وليس معلوما من الدين بالضرورة وأنه لا يفرض ولا يرفض».
 
إمام الدعاة غيران من كاريوكا
وكانت الفنانة تحية كاريوكا تلجأ للشيخ الشعراوى فى أواخر حياتها تستشيره وتسأله فى أمور الدين.
 
وحكى الماكيير محمد عشوب عن علاقة تحية كاريوكا بالشيخ الشعراوى، مشيرا إلى أنها كانت تعتبره أباها الروحى، وأنه تدخل لحل مشكلتها مع فايز حلاوة بعدما طردها الأخير من شقتها، ودعاهما فى فندق فلسطين، وطلب من حلاوة أن يدفع لها نصف مليون جنيه نفقة متعة، فنظر حلاوة لتحية وقال لها: «يعنى سنة المتعة تقف بكام»، فغضبت تحية وشعرت بالإهانة وقذفته فى وجهه بالطبق.
 
تحية كاريوكا
تحية كاريوكا
 
وقال عشوب: إن شقيقه المحامى مصطفى عشوب تولى القضية التى رفعتها تحية لاسترداد شقتها، ولكنه فوجئ باتصال منها تطلب منه عدم حضور الجلسات، فاتصل هو وشقيقه بالشيخ الشعراوى لإخباره، وعندما تحدث معها الشيخ وسألها عن السبب قالت له تحية: «الراجل متجوز ومعاه مراته وبنت هيروح بيهم فين، وأنا كبرت والشقة كبيرة عليا ومبسوطة فى الشقة اللى أنا فيها»، فلمعت عين الشيخ الشعراوى وبكى قائلا: «بدأت أغير منك يا تحية، لإن ربنا بنى لك قصور فى الجنة».
 
سهير البابلى والسندريلا
كانت الفنانة سهير البابلى تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود، وتسأل كثيرا عن أمور الدين، وكان الشيخ الشعراوى يناديها باسم «سكينة»، وقررت البابلى ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997، وفى إحدى المرات قابلها الشيخ الشعراوى فى الحج وقال لها: «وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى»، فعادت سهير البابلى للتمثيل بشروط وقامت ببطولة مسلسل «قلب حبيبة»
 
وكانت سهير البابلى تزور الشيخ الشعراوى بصحبة عدد من الفنانات، واصطحبت معها السندريلا سعاد حسنى فى إحدى المرات قبل سفرها الأخير إلى لندن، كما أكدت لنا ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى.
 
زيارة الشعراوى لعماد حمدى فى أيام الاكتئاب
وفى حوار لنا مع نادر عماد حمدى، قال إن والده الفنان القدير أصيب بالاكتئاب فى نهاية حياته، وخاصة بعد وفاة شقيقه التوأم وفقدانه للبصر.
 
وأضاف ابن عماد حمدى، أن الشيخ الشعراوى، عندما عرف بأن والده يعانى من الاكتئاب، حرص على زيارته فى المنزل، وفى أحد الأيام فوجئ عماد حمدى بطرقات على باب الشقة، ففتح ليفاجأ بالشيخ الشعراوى أمامه، وتحدث الشيخ معه ليخرجه من الحالة التى كان عليها، محاولا التخفيف عنه.
 
وأشار نادر عماد حمدى إلى أن والدته والتى كانت منفصلة عن أبيه منذ سنوات طويلة كانت تقوم برعاية طليقها الفنان عماد حمدى فى مرضه الأخير، وأنها عندما رأت الشيخ الشعراوى سألته قائلة: «الناس بيقولوا إزاى انتوا منفصلين وعايشين مع بعض، فهل خدمتى وإقامتى معه حرام؟»، فأجابها بروحه الخفيفة، قائلًا: «لا إنتى فيكى حيل ولا هوه فيه حيل، إنتوا الاتنين مكسرين، وأكبر ثواب بتعمليه إنك بتخدمى أبو ابنك، وهو ليس لديه شىء ليعطيه لك، لا صحة ولا فلوس، إنتى بتخدميه لوجه الله، والله هو الذى يحاسب الناس، ومهما عملتى لن ترضى الناس».

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر