منذ إعلان أجيرى لقائمة كأس أمم إفريقيا 2019 التى ستقام على الأراضى المصرى بداية من يوم 21 يونيو المقبل، ويتعرض المكسيكى لهجوم من الجميع سواء الجمهور المصرى أو وسائل الإعلام الرياضية، فى واقعة تذكرنا كثيراً بما كان يحدث مع المدرب السابق هيكتور كوبر الذى دائماً ما كان يتعرض أيضاً لانتقادات شديدة طوال فترة توليه المنتخب خلال السنوات السنوات الأخيرة.
ففى يوم 1 أغسطس 2018 عندما أعلن اتحاد الكرة المصرى عن تعيين المكسيكى خافيير أجيرى مدرباً للمنتخب المصري، كان الأمر الأهم وقتها عند المشجع المصرى أنه تخلص من هيكتور كوبر بتعنته الكبير فى الاختيارات وظلمه لبعض اللاعبين، وغيرها من الأمور الأخرى.
ومع خوض أول مباراتين للفراعنة تحت قيادة المكسيكي، تفائل الجميع بالخير، نظراً لأنه اعتمد على خطة هجومية وهو الأمر الذى افتقده الجمهور بشكل كبير مع الأرجنتينى هيكتور كوبر، خاصة أنه كان يلعب بشكل دفاعى لا يليق بحجم ومكانة منتخب مصر، ولا يناسب المشجع المصرى الذى يرغب دائماً فى رؤية الكرة الجمالية.
إلا مع مرور الوقت والمباريات أصبحنا نرى نفس السيناريو الذى حدث مع كوبر يتكرر مرة أخرى مع المكسيكى أجيرى وكأن شيئأً لم يكن، حتى أصبحت فكرة تحديد أين الخطأ فى حد ذاتها صعبة للغاية، خاصة أن كوبر وأجيرى من نفس المدرسة اللاتينية التى لا تنفرد بالرأى بل تتشاور كثيراً مع أفراد الجهاز، عكس المدرسة البرتغالية أو الفرنسية التى يكون فيها المدرب ديكتاتورياً بشكل كبير، لذلك سيبقى السؤال المحير هل فكر المدرسة اللاتينية هو الصحيح ولكنه لا يتناسب مع المشجع المصرى ؟ أم أن الخطأ فى الاختيار من البداية أم ماذا؟ وهل على الجميع أن يصبر ويدعم ويخوض التجربة حتى النهاية لنرى ما هى النتائج ؟
وفى التقرير التالى نستعرض الأمور المتشابهة بين المكسيكى خافيير أجيرى والأرجنتينى هيكتور كوبر:
الانتقادات التى تصاحب إعلان كل قائمة للفراعنة
اعتدنا دائماً خلال السنوات الأخيرة أن عند إعلان هيكتور كوبر قائمة الفراعنة قبل أى حدث كروى كبير، كان يتعرض بعدها للعديد من الانتقادات سواء من الجمهور المصرى أو وسائل الإعلام الرياضية، خاصة أن القائمة كانت تضم العديد من الاختيارات غير المنطقية التى تثير علامات استفهام كثيرة، بالإضافة إلى ظلم بعض اللاعبين الذى يستحقون الانضمام للمنتخب، ويعد المثال الأبرز على ذلك الهجوم الشديد الذى تعرض له عقب إعلان قائمة المنتخب لكأس العالم روسيا 2018.
وهو الأمر الذى يحدث مع أجيرى مؤخراً، فمع إعلان أجيرى لقائمة المنتخب قبل أى لقاء أو بطولة مهمة، أصبح يتعرض لهجوم شرس من الجميع، خاصة منذ إعلان القائمة الأولية للمنتخب فى كأس أمم إفريقيا عام 2019، حيث إن هناك ظلم لبعض اللاعبين الذين يؤدون بشكل جيد للغاية وكانوا يستحقون فرصة الانضمام للفراعنة فى هذا الحدث الكبير، بالإضافة لبعض الأسماء التى تم ضمها وتحتاج إلى تفسير.
اتهامات تدخل المدرب العام فى اختيارات اللاعبين
دائماً ما كان يتهم البعض أسامة نبيه المدرب العام السابق للفراعنة بالتدخل والتحكم فى اختيارات اللاعبين، حيث كان يرى البعض إنه يجامل بعض النجوم بضمهم لقائمة المنتخب، بل وصل الأمر لاتهامه بتهميش دور هيكتور كوبر بشكل كبير، والتحكم فى كل صغيرة وكبيرة، حيث إن البعض أطلق على المنتخب المصرى وقتها "منتخب أسامه نبيه"، خاصة جمهور الأهلى التى كان يتهمه باستمرار بمجاملة لاعبى الزمالك، نظراً لأنه نجم سابق فى صفوف الفريق الأبيض.
وهو نفس الأمر الذى يحدث حالياً مع أجيرى، فمنذ تولى هانى رمزى منصب المدرب العام للفراعنة، وبدأ البعض يتهمه بالتدخل والتحكم فى اختيارات اللاعبين أيضاً، بل أن الأمر ازداد عند إعلان قائمة أمم إفريقيا 2019، حيث إن البعض اتهم المكسيكى بالانسياق وراء رغبة رمزى فى ضم بعض اللاعبين.
هل ستكون النهاية واحدة ؟
بالرغم من بعض النجاحات التى حققها الأرجنتينى هيكتور كوبر مثل التأهل لكأس أمم إفريقيا بعد غياب ثلاث دورات متتالية، والوصول إلى نهائى كأس الأمم الإفريقية عام 2017 بالجابون، بالإضافة للتأهل لكأس العالم 2018 فى روسيا 2018 بعد غياب 28 عاماً، إلا أن النهاية كانت سيئة للغاية وستظل فى ذاكرة كل مشجع مصرى لسنوات طويلة، خاصة بعد الخروج المخزى من دور المجموعات بكأس العالم، عقب خسارة كل المباريات التى خاضها فى روسيا.
ولذلك سيظل السؤال خلال الفترة المقبلة، هل سيتكرر الأمر مع المكسيكى أجيرى خلال كأس الأمم الإفريقية المقبلة التى ستقام على الأراضى المصرية بداية من يوم 21 يونيو وحتى 21 يوليو المقبل؟، خاصة أن الجمهور المصرى لن يقبل إلا بتحقيق اللقب الإفريقى الغائب منذ عام 2010، حيث إنها تعتبر الاختبار الأول والحقيقى لأجيرى منذ توليه تدريب المنتخب.
خاصة أن فى حالة خسارة البطولة، سيواجه المكسيكى هجوماً كالذى واجه هيكتور كوبر عندما ودعنا كأس العالم، بل من الممكن أن تصل الأمور وقتها إلى الرحيل، أم سيخرج أجيرى نفسه من هذه الورطة وينجح فى تقديم مستوى جيد ويتوج بالبطولة الإفريقية، لتكون هى بمثابة انطلاقته الحقيقية مع الفراعنة.