بمجرد أن تراه على الشاشة يثير السعادة والضحك، يستطيع بابتسامته البريئة، وبساطته وتلقائيته، أن يرسم البسمة على شفاه الكبار والصغار، فمن منا لا ينسى أحزانه وهمومه حين يرى الواد منصور ابن الناظر فى مدرسة المشاغبين اللى ماببيجمعش وهو يهتف «أبويا اتحرق»، أو حين تتوه منه الكلمات، فيقول «والله العظيم الجدع ده بيقول حاجات غريبة.. إنجليزى ده يامرسى»، وكم مرة شاهدنا عاطف السكرى وضحكنا مئات المرات ونحن نسمعه يردد «جاموسة راحت تقابل جاموسة»، وكأننا نراه لأول مرة، وكيف ينجذب الصغار والكبار حين يرون بوجى فى مسلسل الأطفال الشهير «بوجى وطمطم».
هكذا كان ولا يزال الفنان الكوميدى الراحل يونس شلبى والذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 12 نوفمبر من عام 2007، من أكثر فنانى الكوميديا قدرة على إثارة السعادة والضحك ونشر السعادة فى نفوس الملايين، ورغم ذلك عاش فى السنوات الأخيرة من حياته هو وأسرته ألاماً وأحزاناً تفوق قدرة البشر وقد لا يعرف عنها الجمهور شيئاً.
وفى حوار لليوم السابع مع أرملة الفنان الراحل "سيدة" وابنته دعاء تحدثتا عن تفاصيل السنوات الأخيرة فى حياة الملاك البرىء يونس شلبى.
وتحدثت أرملة يونس شلبى عن بداية أيام الحزن والشقاء، قائلة: «يونس كان بيعانى من مرض السكر وعمره 30 سنة، وفى عام 1994 أثناء عرض مسرحية فلاح فى مدرسة البنات بدأت تظهر عليه مضاعفات السكر، فأصيب بغرغرينة فى إصبع قدمه، وأزمات بسبب ضيق الشرايين، وأجرى أكثر من جراحة زرع شرايين فى ساقيه، ومنها جراحة فى لندن تكلفت 50 ألف دولار، وفى عام 1995 ماتت أمه فكانت أكبر أزمة فى حياته».
وتابعت: «بعد وفاة والدته تدهورت حالته الصحية والنفسية، وأصيب بجلطات فى القلب والمخ وأجرى عمليتين قلب مفتوح وأنفق مبالغ كبيرة على العلاج والعمليات، كانت النقابة بتساعد لكن أغلب التكلفة من ماله الخاص».
وأوضحت أرملة يونس شلبى كيف تغير الحال بعد مرض زوجها: «الحال اتغير بعد مرضه، لكنه فضل يشتغل حتى بعد إصابته بشلل نصفى وجلطة فى المخ، ومكانش عاوز يتذل ولا يمد إيده لحد، وقبل وفاته بشهر شارك فى مسلسل مع سمير غانم، كما شارك فى مشاهد قليلة فى فيلم طيور الظلام مع عادل إمام، واشتغل مسرحيات للأطفال، وكان وقتها اختلف مع شاكر خضير، وترك العمل فى مسلسل الأطفال بوجى وطمطم، وبدأ الشغل يقل وزادت متاهات المرض، واضطر يبيع كتير من أملاكه لتغطية نفقات العلاج والعمليات».
«كان بيصعب عليه نفسه أحيانا ومايقدرش يمسك دموعه، والولاد كانوا بيخففوا عنه، وكانت دعاء مابتفرقهوش»
كان الفنان يونس شلبى تزوج عام 1986 وأنجب 6 أبناء، 5 بنات وولد.
وتحدثت دعاء يونس شلبى الابنة الثالثة عن سنوات مرض والدها قائلة: «مكانش بيفكر فى الموت، كان كل همه يخلينا مبسوطين، وقبل وفاته بخمس سنوات كنت دايما معاه فى النقابة والنادى، وساعات قليلة فى التصوير، لإنه مكانش بيشتغل كتير».
وتابعت: «كان بيهزر فى عز تعبه، ورغم إنه كان مشلول مكانش محبط وكان عايش حياته ومابيشتكيش، كان كل اهتمامه نذاكر، وكان رافض حد مننا يمثل، وقال لنا المجال ده طويل ومتعب».
وعن آخر وصايا الراحل يونس شلبى قالت زوجته: «وصانى على تعليم العيال مهما حصل، وفى أواخر أيامه وبعد مرور مراحل كتيرة من المرض سمعنا عن دكتور بيعمل عمليات زرع نخاع، وبالفعل أخذ عينة من نخاع المفصل وحقنها فى مفصل الرقبة وبعدها خرج للبيت، وفى اليوم التالى ذهب لصلاة الجمعة، وعاد يشتكى من صداع شديد ودخل فى غيبوبة، وظل فى العناية المركزة لمدة 17 يوما، وبعدها فارق الحياة فى نوفمبر 2007 ودفن فى مقابر العائلة بالمنصورة»
رحل يونس شلبى وترك أبنائه وكان أكبرهم فى عمر 16 سنة بينما لم يكن عمر أصغرهم تجاوز 10 سنوات.
وتحدثت الزوجة عن حياة الأسرة بعد وفاة عائلها الفنان يونس شلبى، مشيرة إلى أن شيماء، أكبر الأبناء، كانت فى الصف الثانى بكلية التجارة، وعمر فى الصف الأول بكلية الإعلام جامعة أكتوبر، وباقى البنات فى المرحل المختلفة من التعليم، وأصغرهم أمينة فى الصف الرابع الابتدائى، وقيمة المعاش الشهرى الذى تحصل عليه الأسرة 600 جنيه من نقابة المهن التمثيلية، و1700 جنيه من وزارة الثقافة، وهو كل العائد الذى تحصل عليه الأسرة.
وتابعت «علمت الولاد كلهم وربنا قدرنى جوزت شيماء وعمر ودعاء وهاجر، ولسه باكمل مشوارى مع البنتين، يونس كان سايب بعض الأملاك اتصرفت فيها علشان نعيش مستورين وأكمل تعليم الولاد وجوازهم».