جمال عبد الناصر يكتب: عادل إمام.. المنتصر دائمًا للطبقة البسيطة

عادل إمام عادل إمام
 
كتب جمال عبد الناصر
مسيرة الفنان عادل إمام الفنية جديرة بالتأمل والتفكير ويكتب عنها دراسات وأبحاث كثيرة، فنحن أمام فنان منحه الجمهور لقب "الزعيم"، فهو زعيم فى الضحك، وزعيم في مسرحه يمتلك من الكاريزما والحضور ما يؤهله للزعامة المسرحية.
 
رغم العدد القليل الذى قدمه عادل إمام للمسرح المصرى، فرصيده تقريبًا لا يزيد على (17) مسرحية، وكان بطلاً مطلقًا فى حوالى (4) مسرحيات فقط هى: شاهد ما شافش حاجة، الواد سيد الشغال، الزعيم، بودى جارد، إلا أنه في الأعمال الأربعة التي تقلد فيها البطولة المطلقة كان دائما ينتصر للطبقة الشعبية البسيطة ويعبر عنها. 
 
حظى المسرح المصرى على مدار تاريخه الطويل بنجوم كبار قدموا المسرح الكوميدى، وتعاقبت على المسرح المصرى أجيال مختلفة كان كل جيل فيها يسلم الجيل الذى يليه راية الكوميديا، ويؤرخ لبداية المسرح الكوميدى الجاد من الفنان الكبير نجيب الريحانى، وتعاقبت بعده أجيال كثيرة تأثروا به منهم فؤاد المهندس ثم عبد المنعم مدبولى، وكان هناك أيضا إسماعيل ياسين وفرقته المسرحية، ومع هذا الجيل وبالتحديد فى مسرح فؤاد المهندس ظهر الفنان عادل إمام بما كان وقتها يحمله من ملامح جعلت المشاهدين يشعرون بأنه يعبر عنهم، وهو نفسه قال هذا فى أكثر من حيث له: أنا والحرمان صديقان من زمان، ولولا الصعلكة لما كان جيلى ولما كان عادل إمام، فأنا ابن الشارع والناس البسطاء، ومن حق هؤلاء أن أعبر عنهم فى أعمالى.
 
عادل امام
عادل امام
 
قدم عادل إمام على مدار مشواره المسرحى الممتد لأكثر من 60 عاما حوالى (17) مسرحية حتى الآن، بدأها بمسرحية "ثورة قرية" للمخرج حسين كمال سنة 1962، ولكن الظهور الأول له كمحترف كان عام 1963 فى مسرحية "أنا وهو وهى" أمام فؤاد المهندس وشويكار، أما آخر مسرحيات عادل إمام فكانت "بودى جارد" التى توقف عرضها عام 2010، وهناك بالمناسبة أعمال مسرحية لعادل إمام من ضمن رصيده المسرحى الـ (17) لم نسمع عنها لأنها لم تصور تليفزيونيا ومنها مثلا: النصابين، سرى جدًا، حصة قبل النوم.
 
ولو تحدثنا عن سمات تجربة عادل إمام المسرحية سنجد أن العدد الذى قدمه مقارنة برحلته الزمنية فى المسرح لأكثر من 60 عاما قليل جدًا، ونحن هنا نتحدث عن أربع مسرحيات فقط قدمها كبطل، ويقول عن ذلك الناقد أشرف غريب فى الكتاب الذى أصدره المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته السادسة عشر والتى أطلقها باسم عادل إمام: رغم طول تجربة عادل إمام المسرحية إلا أنه لم يقدم خلال ستة عقود سوى سبعة عشر عملا مسرحيا، ثلاثة عشر منها فى أعوامه الأربعة عشر الأولى، والأعمال الأربعة الأخرى منذ "شاهد ما شافش حاجة" سنة 1976، فى سبعة وأربعين سنة، وهو عدد قليل جدا من الأعمال لا يليق بحجم موهبة عادل إمام وجماهيريته الكبيرة، صحيح أن بقاء مسرحياته الأخيرة لعدد من السنوات هو فى ذاته مقياس للنجاح الساحق لكنه حرم جمهور عادل إمام فى الوقت نفسه من رؤية نجمهم وهو يتقلب على عدد أكبر من الأدوار والشخصيات الدرامية.
 
ويضيف أشرف غريب فى كتابه "شاهد شاف كل حاجة" الذي استمتعت بقراءته والتبحر في عالمه المسرحي من خلال قلم هذا الناقد الذي قال عنه: ربما لا يكون عادل إمام مسؤولا بصورة مباشرة عن نصوص أعماله المسرحية، لكنه بكل تأكيد مسؤول عن اختياراته، ومن هنا يمكن الانتباه إلى أنه ومنذ اضطلاعه بأدوار البطولة الأولى كان مفتونا بفكرة البطل الذى يجد نفسه منغمسًا أو حتى متورطا فى التعامل مع واقع مختلف مفروض عليه سواء بإرادته أو بدونها، ففى «شاهد ما شافش حاجة» هو ذلك الشاب الساذج البرئ الذى يجد نفسه مرغما على الشهادة فى قضية لا يعرف عنها شيئا، ومطلوب منه أن يكون شخصا آخر غير الذى يحب أن يكون عليه، وفى "الواد سيد الشغال" هو شاب بسيط ابن طبقة شعبية ينتقل إلى طبقة أخرى لا تتوافق مع قيمه وأخلاقياته التى نشأ عليها، وكذلك فى "الزعيم" هو الكومبارس الذى فرض عليه أن يكون الزعيم والقائد، فيجد نفسه فى عالم ملىء بالدسائس والمؤامرات والزيف، وهو مطالب بأن ينتصر للطبقة التى أتى منها، والأمر نفسه فى "بودى جارد" وإن اختلف الأمر من عالم السياسة والحكم فى "الزعيم" إلى عالم رجال الأعمال فى المسرحية الأخرى.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر