بوق.. وحمار.. وحقيبة جلدية هذه هى أدوات مهنته، طربوش وبدلة هذه هى تفاصيل أناقته.. إنه البوسطجى أو ساعى البريد الذى عثرنا له على صورة تعود للنصف الأول من القرن الماضى والتى تؤرخ لتلك المهنة التى تخطو نحو الانقراض، بسبب التقدم التكنولوجى الذى نعيشه.
البوسطجى الذى كان يحمل حقيبته الجلدية المليئة بالخطابات، كان يركب حماره، ويمسك ببوقه، نافخا فيه منبها ومعلنا للجميع عن قدومه. يجوب أرجاء الأحياء، وأنحاء القرى ليسلم خطابات، ويستلم أخرى. حاملا معه أخبار، ومانحا أخبار. فكان حلقة الوصل بين الحاضر والغائب، لذلك سوف يظل للبوسطجى أو ساعى البريد مكانة خاصة فى حياة المصريين مهما فرضت الإيميلات سطوتها أو احتلت مواقع التواصل الاجتماعى على اختلافها مركز الصدارة فى يومياتهم.