لكل مجال من مجالات الإبداع الإنساني جائزة خاصة تتمتع بسمعة رفيعة، ويوضع الحاصلين عليها في مكانة عالمية، فمثلا في الأدب والعلوم، تُعد جائزة نوبل هي المعيار الأمثل للتقييم، وفي عالم السينما تُعد جائزة الأوسكار هي الجائزة التي يسعى إليها كل النجوم العالميين لما تحققه لأصحابها من شهرة ومجد وقيمة، وفي مجال الصحافة تُعتبر جائزة بوليتزر هي الجائزة التي تجبر الجميع على الاعتراف بتميز صاحبها وقيمته.
أما في عالم المطاعم والأكل فنجمة ميشلان هي النجمة التي تمنح من حصل عليها الاعتراف العالمي بالتميز والقيمة، فما هي حكاية نجمة ميشلان التي وصل قطارها لمصر أخيراً حيث حصل أحد الفنادق العاملة في مصر لأول مرة على نجمة ميشلان ؟
الأخوان أندريه وإدوارد ميشلان الفرنسيان هما صاحبا مصنع لإنتاج إطارات السيارات منذ عام 1888، وفي عام 1920، قرر أندريه ميشلان أن يطبع دليل يساعد سائقي السيارات في التعرف على المطاعم الموجودة في طرقات فرنسا كنوع من الترويج لمنتجه الأصلي وخدمة مضافة لقائدي السيارات، وفي سبيل هذا الهدف نشر مجموعة من الذواقيين يجوبوا مطاعم فرنسا ليحددوا أسماء المطاعم الجديرة بالتعامل معها، ليتحول الدليل مع الأيام لحلم كل المطاعم وكبار الطهاة للفوز بذكر اسمهم به.
وفي عام 1931 تم إعطاء نجمة ميشلان الأولى لأحد الطهاة الذين تميزوا في تقديم أفضل خدمة للطعام من بين المطاعم المذكورة في الدليل، وصارت منذ ذلك الحين نجمة ميشلان هي النجمة التي تُعد الحلم لطهاة العالم ومطاعمهم. ولم يعد يقتصر دليل ميشلان على فرنسا كما بدأ ولكنه أصبح دليل عالمي، كما لم تعد نجمة واحدة هي معياره في التقييم بل إن أعلى معيار هو الحصول على ثلاث نجمات، وصار متذوقي ميشلان المجهولين يجوبون العالم بمختلف مدنه للبحث عن أفضل طعام يقدمه الطهاة بمعايير الطعم وطريقة التقديم والابتكار.
كما صار دليل ميشلان أيضا معيارا للمسافرين عبر العالم ليصلوا في المدن الغريبة إلى مكان به وجبة مضمونة المستوى حتى لو كانت وجبة رخيصة في أحد أكشاك الطعام في سنغافورة أو الهند.