أسامة أنور عكاشة.. نجم صندوق السعادة الذى قدم لمشاهديه المتعة

من شرفه تطل على ساحل من أجمل سواحل الدنيا بمدينة الإسكندرية، التى أحبها وعشق وجوده فيها، كتب الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة روائع درامية تعلق بها مشاهدو صندوق السعادة الموجود داخل كل منزل عربى، من هذه الشرفة كتب ونسج خيوط لشخصيات درامية عالقة فى الأذهان وساعد بقلمه نجوم الدراما أن يؤدوا أدوار عمرهم فى مسلسلات ارتبط بها جمهور ومشاهدو الصندوق السحرى وشاشته الفضية.

 

مدير صندوق السعادة كان ينتظره المشاهدون لمعرفة لياليه فى الحلمية وماذا فعل الدكتور مفيد أبو الغار فى صراعه مع فضة المعداوى فى الراية البيضا، والصراع الداخلى لبشر عامر عبد الظاهر فى زيزينيا بين عائلتين ينتمى إليهم العرب والخواجات، وحكاية حسن أرابيسك صاحب الكاريزما الشعبية بين أهله وجيرانه، وحكاية أبلة حكمت مع منظومة التعليم وحلمها فى خلق نظام مختلف يعتمد على الطالب نفسه، وقصة عفاريت السيالة فى الإسكندرية. 

 

كان عكاشة مهموما بإبراز الهوية والحفاظ عليها وكانت له رسالة واضحة هى توصيل هذا المعنى علاوة على الانتماء للعائلة والارتباط معها وفك الصراعات بينهم والارتباط بالأرض، فهو فى كل إبداع له يكون له هدف ورسالة.

 

ارابيسك

 

عرفه جمهور الشاشة الصغيرة عام 1969 بسهرة «الإنسان والجبل»، وكتب القصة والسيناريو والحوار لمسلسل «الإنسان والحقيقة» عام 1976 وبعد عام واحد بدأت شهرة عكاشة وانتشاره تليفزيونيا، وكتب القصة والسيناريو والحوار لمسلسلين هما «الحصار» و«أسوار الحب» قدم نفسه وأعماله بموضوعات مختلفة مست أوتار المجتمع وقتها، وفى عام 1978 كتب القصة والسيناريو والحوار لمسلسلات «ريش على مفيش» و «الفارس الأخير»، وزهرة البنفسج، وتعود المشاهد أن يرى عددا من الأعمال المهمة لعكاشة فى موسم رمضان وبالفعل قدم فى عام 1979 ثلاثة أعمال هى: «المشربية وطيور الصيف وسلمى» 

 

بعد تقديمه لهذه الأعمال نال الكاتب أسامة أنور عكاشة الشهرة وبدأ التركيز على تقديم عمل كل عام وبالفعل قدم أبواب المدينة وقال البحر فى عامى 81 و82 ، وبعد هذا النجاح قرر الاستقالة من عمله كأخصائى اجتماعى، والتفرغ للكتابة طوال مشوار طويل قدم خلاله روائع أدبية ودرامية.

 

 

عمله أخصائيا اجتماعيا لسنوات عديدة بجامعة الأزهر أصقل تجربته الإبداعية بعد أن استمع لحكايات وروايات عديدة عن طبيعة المشاكل فى المجتمع المصرى والطريقة الخاصة بكل شخص فى حلها، علاوة على رؤيته هو فى الحل المناسب والتى ظهرت فى حكاياته الدرامية، صال وجال فى كل محافظات مصر وأتى بكل ما يميز المكان الذى يقدم حكايته، لكن عشقه لمدينة الإسكندرية جعلت كثيرا من مسلسلاته تدور أحداثها هناك مثل «النوة» لفردوس عبد الحميد وصلاح السعدنى، الرايا البيضاء لجميل راتب والقديرة سناء جميل، حلم الجنوبى الذى صورت أحداثه بين الإسكندرية والصعيد، ضمير أبلة حكمت لفاتن حمامة، وزيزينيا ليحيى الفخرانى، وعفاريت السيالة لصفية العمرى، وقال البحر.

 

أسامة أنور عاكاشة صاحب فكرة البطولة الجماعية فى المسلسلات العربية ورسم لكل شخصية فى مسلسلاته خطا ليكون بطلا فى مجموعته، لكنه رسم شخصيات بعينها على الورق وظهرت للمشاهدين وارتبط النجوم بأسمائهم الفنية فى أعمالهم الدرامية الشهيرة، بعد تركيزه على البطل الواحد فى بعض أعماله ودوره فى التأثير على المحيطين به مثل صلاح السعدنى فى أرابيسك وحلم الجنوبى، ويحيى الفخرانى فى زيزينيا، ومحمود مرسى فى أبو العلا البشرى.

 

زيزينيا

 

كون مع محمد المخرج محمد فاضل ثنائيا فنيا امتد لسنوات للتقارب الواضح بينهما فى الفكر والثقافة، واختيارهما لموضوعات درامية تمس حياة الناس، وقدما معا، أنا وبنت وبابا فى المشمش 89، ورحلة أبو العلا البشرى 85 و96، الرايا البيضاء 88، قال البحر82، عصفور النار 87، النوة 91.

 

الثنائى الذى فجر الطاقات الدرامية وحاز على النجومية الكبيرة هو الذى كونه مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، وقدما معا روائع درامية مثل الشهد والدموع بجزئيه ودار حول الظلم العائلى، وما يولده من كراهية وانتقام. 

 

من خلال الصراع بين أسرتين استولى الأخ الكبير على ميراث الشقيق الأصغر الذى توفى فجأة، ويستمر الصراع ويصل للأبناء، وقدما أيضا أيقونة الدراما العربية وهى «ليالى الحلمية» خمسة أجزاء بدأت فى عام ١٩٨٧، وأهالينا لصابرين وهشام سليم، امرأة فى زمن الحب لسميرة أحمد، عفاريت السيالة لعبلة كامل، كناريا وشركاه فاروق الفيشاوى وسمية الألفى، والمصراوية بجزئيه لممدوح عبد العليم وهشام سليم عامى 2007 و2009، طوال تاريخهما معا قدم الثنائى للمشاهدين شرائط من المتعة الدرامية. 

 

فى رمضان 2013 وبعد وفاة الكاتب الكبير فى 2010، اختارت الكاتبة مريم ناعوم رواية عكاشة «منخفض الهند الموسمى» لتكتب لها السيناريو وتقدم دراميا فى مسلسل بعنوان «موجة حارة» بطولة معالى زايد وسيد رجب وآياد نصار ورانيا يوسف.