صدر حديثًا عن دار مصر العربية للنشر، في القاهرة، كتاب بعنوان "سامية جمال.. الفراشة" للكاتبة والناقدة السينمائية ناهد صلاح.
وقالت ناهد صلاح، في تصريحات لـ"عين" إن هناك عدة أسباب دفعتها للكتابة عن الفنانة الراحلة سامية جمال، أولها أنها من عشاقها، ليس فقط لأنها فنانة أو أحد رموز الرقص الشرقي في عالمنا العربي، كنت أتابعها بعين مختلفة، وأرى فيها شخصية درامية بشكل كبير، فحياتها أقرب بكثير لملاحم شكسبير.
وتضيف ناهد صلاح: حينما كنت طالبة في الجامعة وفي بداية مشواري الصحفي، اتصلت بسامية جمال، لأجري معها حوار وكانت معتزلة الفن والحوارات الصحفية، وبعد ضغط وإلحاح وافقت على الحوار، وفي اليوم الذي كان من المفترض أن أجري معها الحوار وقع زلزال أكتوبر 1992، وبالطبع انشغلنا بتوابع الزلزال، ومن ثم بداية أحداث الإرهاب، وحادث محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وفي عام 1994، قرأت خبر رحيل سامية، وحتى هذا اليوم، شعرت بذنب تجاه سامية جمال، شعرت بالتقصير في حقها.
أما عن أجواء العمل على كتاب "سامية جمال.. الفراشة"، فتقول ناهد صلاح: أثناء الكتابة عن سامية جمال، كنت أجد ثمة إشارات تحفزني على الاستمرار في الكتابة، سواءً في مصر أو خارجها، بالإضافة إلى هذا الاهتمام العالمي بها، ورغبتهم في إعادة تصميم ملابسها والاهتمام بأناقتها، وكيف أنها استطاعت أن تظل خالدة بالنسبة لهم على مستوى الأناقة".
وتقول ناهد صلاح: ما اكتشفته في شخصية سامية جمال، أنها صنعت نجوميتها بنفسها، فلم يكن ورائها مؤسسة تدعمها، فهي الطفلة التي ولدت في قرية في بني سويف، ثم عاشت صباها في حواري الأزهر والسيدة زينب، مع زوجة أبيها التي عذبتها، وعاملتها كخادمة وليست ابنة لزوجها، فكانت طفولتها مشردة، حتى استطاعت أن تصنع نجوميتها، فشخصيتها مثيرة للكتابة بما شهدته ومرت به.
ما الذي فتن سامية جمال أو «زينب» في الرقص، ليقودها ويحملها إليه بكل هذا الحماس؟ على ما يبدو أن خيالها كان أوضح من واقعها الصعب، فركضت نحو الرقص بقدميها الحافيتين دون أن تتعثر في الحواجز، كأنها لبت إيماءة سحرية منه دربتها على أسرار وامتلكت تلك القدرة على تحقيق ما أرادته بجملة واحدة حاسمة: "لي حياة هنا وسأحققها".
لم تكن سامية جمال تدرك الغيب، لكن كان لديها ما يكفي لتكون فيما بعد واحدة من نجمات الرقص الشرقي، والمثير في رحلتها أن خطاها كانت على قدر رؤاها: واثقة بشيء ما خفي انتصرت له وشحذت همتها حتى تحققت النتيجة الحتمية لمشوار حافل خسرت فيه وكذلك ربحت، فصارت تنتمي إليه وتمتثل لإيقاعه منذ أن أدارت ظهرها للماضي واعتمدت على نفسها وكان من حسن ظنها أن نجحت في ألا تكون حيادية، صحيح أنها عانت كثيرًا خلال الرحلة، إلا أنها على الأقل استطاعت أن تضفي معنى جديدًا لمفهوم الرقص.
ناهد صلاح، كاتبة وناقدة سينمائية، صدر لها: الفتوة في السينما المصرية، محمد منير.. حدوتة مصرية، حسين صدقي.. الملتزم، الحتة الناقصة.. حكايات افتراضية، سمير صبري.. حكايتي مع السينما، عمر الشريف.. بطل أيامنا الحلوة، الفلاحة في السينما المصرية، دومينو، شويكار.
سامية جمال الفراشة للكاتبة ناهد صلاح