كان الفنان العالمى عمر الشريف بسيطا فى كل شىء، غير متكلف فى تصرفاته أو تعاملاته مع من حوله، ربما كنت أحد الذين عاصروا سنواته الأخيرة، وكنت شاهد عيان على تحركات لورانس العرب داخل الاستوديو، وبالتحديد عام 2007 خلال فترة تصوير مسلسله "حنين وحنان"، والذى أخرجته مديرة أعماله المخرجة الراحلة إيناس بكر.
عمر الشريف كان يأتى للاستوديو فى سيارة بسيطة ماركة بيجو مع سائقه الخاص دون حرس، ثم يجلس فى غرفته الخاصة باستوديو نحاس داخل مدينة السينما بالهرم، ينتظر دوران الكاميرا مثله مثل باقى الممثلين، وبمجرد دخوله الاستوديو وقبل استقراره فى غرفته كان حريصا على مصافحة كل عمال وبسطاء الاستوديو ويتبادل معهم الأحاديث الجانبية عن عملهم وأحوالهم الحياتية وما شابه ذلك، لدرجة أن كثيرين منهم كانت لديه رهبة شديدة من الوقوف مع النجم العالمى لالتقاط صورة معه إلا أنه بنفسه هو من كسر هذه الرهبة بداخلهم.
وفى أحد أيام تصوير المسلسل الذى حضرت منه ليالى كثيرة، وقبل الاستعداد لأحد المشاهد، تحدث لورانس العرب عن جهاز المحمول، خاصة أنه كان فى هذه الفترة بدأ الموبايل ينتشر بكثرة مع الشباب وطلاب الجامعة والمراهقين، فتحدث الشريف عنه وقال نصا فى دردشته مع مخرجته ومديرة أعماله إيناس بكر وبعض المتواجدين معه فى الاستوديو: "أنا مش فاهم إيه المحمول اللى مع كل الشباب ده دلوقتى، وأنا راكب العربية إمبارح شوفت شاب ماشى فى الشارع بيتكلم فى الموبايل عبر سماعة بلوتوث، تخيلته مجنون بيكلم نفسه، وبعدين شباب كتير وبنات مش بشوفهم غير والمحمول على ودانهم أومال بيمارسوا الرياضة وحياتهم الطبيعية امتى؟! وبيفكروا فى مستقبلهم امتى؟!، إزاى أحط جهاز على ودانى كدة بالساعات لمجرد تبادل الحديث مع شخص آخر".
كان عمر الشريف -حسب دردشته- يرى أن الموبايل اختراع غير مفيد للطلاب والشباب، وأيضا الكبار الذين ليس له أهمية معهم، وأنه مُضيِّع للوقت، كما أن الشباب المصرى استخدموه خطأ، وأكد وقتها كراهيته الشخصية لهذا الاختراع، باعتبار أن الفرد لابد أن تكون له خصوصيته، فلا يجوز لأحد أن يقتحمها فى أى لحظة لمجرد أن يرن الهاتف ودون مقدمات، كما أنه اختراع غير مفيد طالما هناك تليفون آخر يتواجد بالمنزل أو العمل، هكذا كانت نظرة عمر الشريف للهاتف المحمول.