لم أفارقها ولم تتركنى فى بيت خالتى..لست سببا فى حجابها وتحجبت بعدها ولا أخجل من أفلامها..ولم تمت بالسرطان وماتت أثناء حفظ سورة البقرة
شائعات كثيرة يتم تداولها على نطاق واسع حتى يعتقد الكثيرون أنها حقيقة ويرددونها بلا تحقق، ومن أكثر الفنانين الذين طالتهم هذه الشائعات الفنانة الجميلة الراحلة مديحة كامل التى تحل ذكرى ميلادها اليوم الموافق 3 أغسطس.
"تخلت عن ابنتها وتركتها فى طفولتها عند خالتها، ابنتها كانت تتضايق من عملها بالفن وتخجل من أفلامها، الابنة كانت وراء قرار والدتها الذى اتخذته فى أوج شهرتها وتألقها الفنى بالاعتزال وارتداء الحجاب، الشعراوى أقنع مديحة كامل بالاعتزال، الفنانة أصيبت بالسرطان وكان هذا المرض سببا فى وفاتها".. يتداول الكثيرون هذه المعلومات عن الفنانة الراحلة مديحة كامل حتى أن الكثير من المواقع ووسائل الإعلام تعتمد على هذه المعلومات عند تناول سيرة حياة الفنانة الراحلة دون تأكد من صحتها.
وخلال حوارها مع «عين» كشفت ميرهام الريس الابنة الوحيدة لأميرة السينما الراحلة مديحة كامل حقيقة هذه المعلومات وكشفت أن الكثير منها شائعات لا أساس لها من الصحة وفى السطور التالية نكشف أهم الشائعات التى كشفت ابنة مديحة كامل حقيقتها:
تشير الكثير من المواقع إلى أن تاريخ ميلاد الفنانة الراحلة مديحة كامل 3 أغسطس 1948 ، فى حين أكدت ابنتها أن التاريخ الحقيقى لميلاد الفنانة الجميلة هو 3 أغسطس عام 1946.
فيما تداول الكثيرون أن الفنانة مديحة كامل تركت ابنتها وهى طفلة لتربيها شقيقتها حتى تتفرغ للفن وكانت تزورها زيارات قليلة وهو ما نفته ابنتها ميرهام الريس تماما قائلة: هذا الكلام عار تماما من الصحة أنا وأمى عمرنا ما افترقنا عن بعض، وكل هذا الكلام شائعات وقاضيت من روجوه"
وكشفت ابنة مديحة كامل أن ولدتها كانت تهوى الفن والتمثيل منذ طفولتها وحصلت على كأس المدارس عن دورها فى مسرحية رابعة العدوية ولكن والدها رفض عملها بالفن، فوجدت الحل فى تحقيق حلمها بالتمثيل فى الموافقة على الزواج من أحد أصدقاء والدها الذى تقدم للزواج منها ووعدها بأن يسمح لها بالتمثيل.
وقالت ميرهام الريس: «تقدم لها والدى وكانت فى الصف الثانى الثانوى بينما كان يكبرها فى السن بسنوات كثيرة، ولكنها وافقت على هذا الزواج التقليدى حتى يكون سبيلها لممارسة الفن".
وتابعت :"انتقلت والدتى بعد زواجها من الإسكندرية إلى القاهرة، والتحقت بالمدرسة القومية، وانتقلت جدتى للإقامة معها، خاصة أن أمى حملت بى وهى فى الثانوية العامة، وأدت امتحانات الثانوية العامة وهى حامل، وكانت طفلة أنجبت طفلة».
وأكدت ميرهام الريس أنه بعد مشاركة والدتها فى فيلم فتاة شاذة عام 1964، طالبها زوجها بترك الفن والتفرغ للحياة الزوجية فرفضت لأنها وافقت بالأساس على الزواج، وهو ما تسبب فى وقوع الطلاق وكان وقتها عمر ابنتها عام ونصف فقط.
وتابعت ابنة مديحة كامل: « بعد الطلاق عاشت جدتى معنا فى القاهرة ولم أفارق والدتى التى استكملت مسيرتها الفنية، وعندما كانت ظروف عملها تستلزم السفر كانت تصطحبنى معها، وبعدما كبرت أصبحنا كأختين لأن فرق السن بيننا ليس كبيرا".
تتحدث ميرهام الريس عن العلاقة بينها وبين والدتها النجمة الجميلة مديحة كامل: «كانت حنونة جدًا ولكن فى طفولتى كانت شديدة وصارمة تقوم بدور الأم والأب، وكانت تتابع كل ما يخصنى بنفسها، مواعيد النوم والأكل والمذاكرة، ولوعندها شغل فترة الامتحانات تصطحبنى معها لأذاكر فى غرفتها مع المربية وبين المشاهد تتابعنى بنفسها».
وأضافت: « كانت ملتزمة بالمواعيد ولا تسمح لى بالتأخر خارج البيت بعد الساعة 8 مساء، وكانت تخاف على جدا وتريد أن أكون منضبطة فى كل شىء وتحرص على ألا يتم مجاملتى بسبب نجوميتها، والبنات فى المدرسة كانوا بيتريقوا عليا، لأننى حتى نهاية المرحلة الثانوية كنت باعمل ضفيرة وألتزم بالزى المدرسى التزاما شديدا، وأرتدى شراب أبيض وحذاء بدون كعب» وكأنى طفلة فى ابتدائى".
وتابعت الابنة: "كانت أمى دائما تقول لى عمرى ما هاسمح لك تكونى السبب فى أن يقال دى مش متربية لأنها تربية فنانة أو تربية واحدة ست، ولذلك كانت حريصة أن أكون ملتزمة جدا فى كل شىء، ولا أحصل على أى استثناء، وكانت تحضر حفلات المدرسة ومجلس الأباء، وأثناء امتحانات الثانوية العامة كانت بتشتغل مسرح، وبعد انتهائها من العرض تأتى لتظل بجوارى حتى موعد الامتحان فى الصباح وتصطحبنى بنفسها، وتنتظرنى خارج اللجنة وتنام فى السيارة حتى أنتهى من امتحانى لتصطحبنى إلى المنزل»، مؤكدة أنها لم تفارق والدتها حتى بعد زواجها وإنجابها أول أحفاد الفنانة الراحلة والذى ارتبطت به مديحة كامل ارتباطا كبيرا.
تنفى الابنة ما أثير حول أنها كانت تشعر بالضيق من أفلام والدتها ومن عملها بالفن، كما تدعى بعض الشائعات قائلة: «عمرى ما اتضايقت من أفلام أمى، ولا هى اتضايقت منها، ماما سمعتها كانت زى الفل وحتى لما عملت أدوار إغراء، كانت مثل الفنانة هند رستم لا تعتمد على الإسفاف والعرى والإباحية»
وتابعت: «كنت أتضايق وأنا صغيرة من الأفلام التى تتعرض فيها أمى للضرب أو القتل، وهى كان يضايقها بعض الأدوار التى لم تكن على المستوى، لأنها أحيانا كانت تشعر بالحرج وتقبل الدور مجاملة للمخرج».
تحكى ميرهام الريس موقفا تشير فيه إلى حرص والدتها على تاريخها وسمعتها الفنية: «فى فترة من الفترات تم تداول فيلم عرى إباحى وكانت الممثلة التى تؤدى الدور تشبه أمى، وادعى البعض أن مديحة كامل هى من تقوم بالتمثيل فى هذا الفيلم، وهو ما أثار غضبها وتقدمت بشكوى لنقابة السينمائيين وبلاغ لمباحث الآداب، حتى تم التوصل للفنانة التى قامت بالدور والقائمين عليه».
تتحدث الابنة عن قرار اعتزال والدتها الفن، وارتدائها الحجاب، كاشفة العديد من الحقائق ونافية الكثير من الشائعات، مؤكدة أنها لم تكن سببا فى اعتزال ولدتها أو ارتدائها الحجاب وأنها لم ترتدى الحجاب قبل والدتها كما ادعت الكثير من الشائعات.
وأوضحت ابنة مديحة كامل :«لم يكن هناك أى مقدمات لهذا القرار، وكانت وقتها والدتى مشغولة جدا فى تصوير مشاهد فيلم بوابة إبليس فى القاهرة، وعرض مسرحية «حلو الكلام» مع الفنان سعيد صالح بالإسكندرية".
وتابعت: «جدتى كانت جميلة جدا وكانت والدتى مرتبطة بها وبأخوتها ارتباطا شديدا، وفجأة أثناء انشغالها أصيبت جدتى بنزيف فى المخ وغيبوبة بسبب ارتفاع الضغط بدون سابق إنذار أو مرض، وماما سابت كل حاجة وقعدت بجوار والدتها، وأصيبت بصدمة شديدة وهى تلاحظ التغيرات التى طرأت على جدتى بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا تحولت وانكمشت وتغير شكلها وابيض شعرها خلال يومين، وماما اتخضت واترعبت من ربنا وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفى لحظة قررت أن تعتزل وتعيش فى معية الله فى هدوء دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر فى أى برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك عام 1991".
وتشير الابنة إلى أن النجمة مديحة كامل لم ترضخ لأى محاولات لاستكمال مشاهدها فى فيلم بوابة إبليس، فلجأ المنتج للقضاء حتى تدخلت نقابة السينمائيين لحل الموضوع، واستعان المنتج بدوبليرة لاستكمال المشاهد المتبقية، كما أن الفنان سعيد صالح لم يعطها باقى أجرها عن المسرحية، لأنها تركت العرض بشكل مفاجئ.
وتؤكد ميرهام الريس أنه لم يكن هناك أى مقدمات لقرار والدتها بارتداء الحجاب أو الاعتزال، ولم تكن تحضر دروسا دينية قبل هذا القرار، ولكنها كانت تحرص دائما وفى سن مبكر على الانتظام فى الصلاة: «ماما كانت مواظبة على الصلاة تحت أى بند وأى ظرف، حتى لو بتصور مشاهد بالمايوه أو على البحر، فكانت تستأذن وتدخل الكابينة لتؤدى الصلاة دون أن تتاجر بعبادتها، وعودتنى من طفولتى على الصلاة وأحيانا كانت تضربنى إذا قصرت أو أهملت».
وتشير ابنة مديحة كامل إلى أن والدتها قبل قرار الاعتزال كانت تمارس العبادات العادية فى شهر رمضان، كما اصطحبتها لأداء العمرة مرتين عام 1984، وعام 1989، وأدت فريضة الحج مع والدها بعد اعتزالها.
وتابعت: «أمى ارتدت الحجاب قبلى، وطلبت منى أن أرتديه، وظلت والدتى تدعو الله أن يهدينى لارتداء الحجاب، وبالفعل تحققت دعوتها وبعد شهرين من حجابها ارتديت أنا أيضا الحجاب وأحببته».
كما تنفى الابنة أن يكون الشيخ الشعراوى سببا فى قرار والدتها فى الاعتزال وارتداء الحجاب، قائلة: «والدتى التقت بالشيخ الشعراوى بعد حجابها واعتزالها وسألته عن الكثير من الأمور الدينية، لأنها أرادت أن تعرف تفاصيل الدين وإجابات عن أسئلتها من شخص موثوق فيه، وكان الشيخ يعتز بها حتى أنه دعانا عنده فى عقد قرانى، وأقام لى احتفالا بسيطا، وألقى خطبة النكاح وأهدانى مصحفا عليه إهداء منه».
تشير إلى أن والدتها تعرفت على صديقات من خارج الوسط الفنى ومن أساتذة العقيدة والفقه، وكانت تحضر معهن دروسا دينية، كما كانت تحضر دروسا للدكتور عمر عبدالكافى.
وتؤكد الابنة أن الشيخ الشعراوى لم يعط والدتها فتوى بخصوص أموال الفن: «ماما كانت دايما بتدعى ربنا يخلصها من الفلوس لو فيها أى مال حرام»،
وتابعت: «قمنا ببيع بعض الممتلكات وغيرنا عاداتنا فى الإنفاق، وكنت عملت مشروع الأزياء الخاص بى».
وأكدت الابنة أن والدتها لم تتطرق بعد اعتزالها وحجابها لمسألة الفن حلال أم حرام، ولم تهاجم الوسط الفنى كما أشاع البعض، نافية ما تتردد من أن الفنانة مديحة كامل سجلت حلقة بأحد البرامج الشهيرة بعد حجابها تهاجم فيها الفنانين والوسط الفنى وتم إلغاء الحلقة قائلة: «عمرها ما غلطت فى حد من زمايلها، ولا قالت الفن عيب أو حرام».
وعما إذا كانت الفنانة مديحة كامل تشاهد أفلامها بعد ارتدائها الحجاب قالت ابنتها: «أمى حتى قبل اعتزالها لم تكن تحب مشاهدة أفلامها لأنها كانت دائما تنتقد نفسها وترى أنها كان يمكن أن تؤدى الدور بصورة أفضل».
ونفت الابنة المعلومات المتداولة عن إصابة والدتها بالسرطان وما يشاع عن أسباب وفاتها وملابساتها قائلة: "أمى لم تكن مريضة بالسرطان كما تداول البعض"
وأوضحت: من أصعب المواقف التى مرت على والدتى إصابة شقيقها الأصغر مصطفى بسرطان الدم وهو فى سن 17 عاما وكان ذلك فى بداية السبعينات، ووفاته بعد شهر من الإصابة، فلم تتحمل والدتى هذه الصدمة لأنها كانت تحب عائلتها وأشقاءها ومرتبطة بهم بشكل كبير وأصيبت بجلطة فى الساق، وبعدها عادت لطبيعتها واستأنفت حياتها الفنية".
وتابعت الابنة: "أصيبت أمى عام 1986 بالروماتويد قبل اعتزالها وكانت حياتها تسير بشكل عادى وطبيعى، خاصة بعدما تابعت مع طبيب أجنبى أعطاها علاجا كانت تسير عليه بانتظام، وكانت تمارس حياتها وفنها بشكل طبيعى».
وأضافت: «بعد اعتزال والدتى تسبب الروماتويد فى إصابتها بمياه على القلب وكان ذلك عام 1992، وتم علاجها بالكورتيزون وتحسنت حالتها بشكل كبير وعادت لممارسة حياتها، بل تحملت مشقة الحج عام 1995 وأدت الفريضة مع والدها، وكانت تقوم بخدمته».
وأكدت ابنة الفنانة الراحلة مديحة كامل أن وفاة والدتها كانت غير متوقعة ولم تكن مصابة بالسرطان كما ادعت العديد من الشائعات بل كانت فى بيتها تمارس حياتها بشكل طبيعى، وأوضحت الابنة :"كانت زى الفل وبتمارس حياتها عادى زى أى مريض بمرض مزمن متعايش معاه وبياخد علاج".
تحكى ميرهام الريس ملابسات وفاة والدتها أميرة السينما قائلة :"كنا فى شهر رمضان واتسحرنا وكانت طبيعية جدا، ودخلت أتابع ابنى يوسف ونمت بجواره، وظلت أمى مع زوجى ينتظران صلاة الفجر، وتحدثت مع عدد من صديقاتها تليفونيا لتحثهم على صلاة الفجر وبعد أداء الصلاة دخلت كعادتها إلى غرفتها".
وتابعت: "كانت أمى خلال هذه الفترة تحفظ سورة البقرة وتضع إلى جوارها كتيب لتتابع الحفظ ، وبعد صلاة الفجر تواصل حفظ الآيات فى هذا الكتيب".
وأضافت:" اعتادت والدتى ضبط المنبه على الساعة 12 ظهرا حتى تقوم لأداء صلاة الظهر».
وتكمل الابنة وهى تحاول أن تتمالك دموعها: «بعد أذان الظهر سمعت صوت المنبه بشكل متواصل، فدخلت لأوقظها ولكنها لم ترد، لم يخطر ببالى أنها ماتت فوجهها كان مضيئا وجسدها لينا، وإلى جوار رأسها يوجد الكتيب الذى قرأت منه سورة البقرة لتكمل حفظها، وظللت أناديها واعتقدت أنها أصيبت بإغماءة، فناديت زوجى ونقلناها بسرعة إلى معهد القلب الملاصق لنا، وأعطوها صدمات كهربائية لإنعاش القلب، وبعدها أخبرونا بأنها ماتت، وكان ذلك فى 13 يناير عام 1997.
تبكى الابنة قائلة: «أصبت بصدمة عصبية وظللت لمدة 12 عاما لا أصدق ولا أستطيع أن أقول ماما ماتت».
وأضافت: «ماما كانت بتحلم بالستر، ومكانش لها أى وصايا غير إننا نكون ملتزمين بتعاليم الدين، وقبل وفاتها مكانش فى أى شىء يشير بقرب موتها».
تكشف ميرهام الريس أنها وجدت فى الدولاب الخاص بالفنانة مديحة كامل بعد وفاتها عددا من الكتيبات الدينية التى توزع فى العزاء صدقة على روح المتوفى طبعتها والدتها واحتفظت بها دون أن تخبرها، وبالفعل تم توزيعها بعد وفاتها، كما اكتشفت الكثير من أعمال الخير التى كانت تقوم بها والدتها فى الخفاء.
وأضافت: «توفيت أمى وكانت أمها ووالدها وجدتها على قيد الحياة، فبعد الجلطة التى أصابت والدتها وكانت سببا فى اعتزال والدتى وحجابها شفيت جدتى وعاشت بعد وفاة أمى 11 عاما، ولكن وفاة أمى كانت سببا كبيرا فى حزن الأسرة، وأصبحت الحياة سوداء بدونها، لأنها كانت آسرة القلوب، وأصيبت والدتها بجلطة أخرى، ومن رحمة الله أنها عانت من عدم الوعى والإدراك سنوات قبل وفاتها».