نراهم دائما على قمة سلم المجد، عمالقة للفن أثروا حياتنا بإبداعاتهم وفنهم وأعمالهم التى رسخت فى وجداننا، نجوم تتلألأ فى سماء الفن على مر الزمن لكننا لا نعرف كثيرا عن خطواتهم الأولى على سلم النجومية وكيف بدأوا هذا الطريق الشاق وماذا تحملوا فيه؟
ربما كانت البداية من خلال صدفة أو موقف طريف أو مفارقة غريبة غيرت مجرى حياتهم ووضعت بعضهم على أول درجة من درجات سلم المجد، ليكتشفوا مواهبهم ويتجسد أمامهم الحلم، فتشبثوا به وانطلقوا ورائه حتى وصلوا إلى قمة سلم المجد والنجومية.
وفى عام 1957 نشرت الكواكب عددا من الموضوعات تحدث فيها نجوم الزمن الجميل عن مغامراتهم فى أول خطوات سلم المجد، وبعض المواقف التى وضعتهم على بداية طريق الفن والنجومية، وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة مديحة يسرى والتى كان خفقان قلبها بالحب للمرة الأولى وهى فى سن الصبا سببا فى وضع قدمها على أول درجات سلم الفن والمجد.
فالطفلة التى كانت وقتها لا تتجاوز سن الثانية عشرة من عمرها وقعت فى غرام صبى من جيرانها فى المنطقة اشتهر بإجادة التمثيل وكان يرأس جمعية للهواة ويقوم بدور البطل ويخرج الروايات التى تقدمها الجمعية، ففكرت مديحة يسرى فى طريقة للتعرف على حبيبها الممثل، فذهبت على مقر الجمعية التى يرأسها ووأعربت عن رغبتها فى الاشتراك بالجمعية والقيام ببعض الأدوار فى المسرحيات التى تقدمها.
وتحقق للطفلة ما تريده وبالفعل اشتركت فى الفرقة وأعلنت الجمعية عن اسم مديحة يسرى ضمن الممثلين المشاركين فى مسرحية تقدمها الفرقة فى حفل عام، وعرف والدها وثار غضبه فأتحفها هى والشاب رئيس الفرقة بعلقة ساخنة، ولكن من يومها أحبت الطفلة الفن والتمثيل ونسيت حب الشاب رئيس الفرقة واتجهت بعدما كبرت للفن.