ويتمتع الفنان محمد عبدالمطلب الذى ولد فى 13 أغسطس عام 1910 بشعبية واسعة حيث وصفه عميد الأدب العربى طه حسين بأنه صوت الحارة المصرية الأصيلة، وقالت عنه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه أنه أكثر صوت تحب الاستماع له، وأكد عمار الشريعى فى برنامجه غواص فى بحر النغم صوته أنه يجبر غالبية الملحنين على الدخول فى جلبابه.
وطوال حياته تعرض الفنان محمد عبدالمطلب كغيره من الفنانين لبعض المواقف الصعبة ولكنه استطاع أن يجتازها ويخرج منها أقوى مما سبق، ولكن هناك صدمة واحدة لم يستطع "طلب" تجاوزها وتأثر بعدها بشكل كبير مما ترك أثره على قلبه وملامحه حتى قتلته هذه الصدمة بعد شهور من حدوثها.
وعن هذه الصدمة تحدث ابنه نور عبدالمطلب وحفيده محمد نور عبدالمطلب، حيث قال الحفيد الذى يحمل الكثير من ملامح جده كما يحمل بعض الجينات الفنية فى مجال أخر غير الغناء وهو تصميم الأزياء، أنه تأثر بشياكة جده الذى عاصره والتصق به فى أول 6 سنوات من عمره، مؤكدا أن الفنان الراحل محمد عبدالمطلب اشتهر بشياكته وحرصه على مظهره، وقال محمد نور عبدالمطلب: "لا تزال رائحة بارفان جدى فى أنفى،وأذكر ألوان كرافتاته وشكل "الروب دى شامبر" الذى كان يرتديه فى المنزل وهو يحملنى مرددا حبيتك وبحبك وهاحبك على طول".
ولا ينسى الحفاوة والمحبة التى كان يحظى بها من جده المطرب المشهور لكونه أول الأحفاد الذكور، ويذكر أيضا التغير والتحول الشديد فى حياة الجد بعد وفاة ابنته قبل زفافها بأسبوع وكيف تغير شكله فجأة وتحولت حياته إلى صمت وحزن دائم وتوفى بعدها بشهور.
فيما تحدث نور عبدالمطلب ابن ملك المواويل ومدير أعماله عن تفاصيل هذه الصدمة، قائلا: "أختى انتصار أو توتو كما كنا ندللها ونطلق عليها زهرة المهندسين لجمالها وخفة روحها، كانت حبيبة أبيها وتوفت فجأة فى بداية العشرينات من عمرها بسبب حبوب التخسيس التى كانت تأخذها باستمرار، وذلك قبل موعد زفافها بأسبوع، وأصبحت الجرح الدامى الذى لم يتحمله قلب "طلب" فتوفى بعدها بشهور.
يؤكد الابن أنه لم ير دموع والده طوال حياته إلا عندما ماتت ابنته وأن حاله تبدل بعد وفاتها.
وأصيب ملك المواويل بأول أزمة قلبية فى بيروت منتصف الستينات، كما يشير ابنه، وأصيب بأزمة ثانية أوائل السبعينات، والأخيرة أصابته بعد وفاة ابنته فى بداية أغسطس 1980 وكان وقتها فى المغرب ونقل إلى القاهرة وتحسنت صحته، ولكن أثناء إقامته فى شيراتون القاهرة، الذى اعتاد الإقامة فيها فى الفترات التى تسافر فيها أسرته إلى المصيف وافاه الأجل.
وكان عبدالمطلب أنجب ولدين من زوجته الفنانة شوشو عز الدين شقيقة الفنانة الاستعراضية ببا عز الدين وهما "نور وبهاء "، بينما أنجب من أخر زوجاته السيدة كريمة عبدالعزيز شقيقة زوجة صديق عمره محمود الشريف، ابنتان هما انتصار وسامية ع، وماتت ابنته انتصار فى شبابها عام 1979 وقبل زفافها وكانت وفاتها أحد اسباب وفاة والدها.