منحهم الفن بريقًا وشهرة وجعلهم دائمًا تحت الأضواء وفى مقابل كل هذا أصبحوا أكثر الناس عرضة للشائعات، التى يصدقها ويتداولها الكثيرون حتى يصبح بعضها مسلمًا به دون تدقيق أو تأكد من صحتها، هكذا هى حياة أهل الفن والمشاهير قد يطالها الكثير من الشائعات التى لا تقتصر على أعمالهم وحياتهم الفنية فقط، بل تتجاوزها أحيانًا لتتناول حياتهم الشخصية والاجتماعية، أو تتجاوز ذلك لما بعد رحيلهم، ويظل تداول بعض هذه الشائعات على نطاق واسع رغم نفيها أكثر من مرة.
لذلك قررنا أن نتناول أشهر الشائعات المتداولة عن نجوم الفن والتى يعتبرها البعض حقائق مسلم بها لنتبين حقيقتها ومدى صحتها.
"كتاكيتو بنى، إيه فايدة الحلاوة من غير ما حد يحلى بيها، الوحش الكاسر الأسد الغادر إنسان الغاب طويل الناب، يا سارق قلوب العذارى، هفضل كده من غير جواز؟ دا حتى مش كويس على عقلى الباطن يا خواتى، املالي الوسادة الخالية".. كانت هذه مجموعة من أشهر إيفيهات ملكة الكوميديا الفنانة الراحلة زينات صدقى التى قالتها فى العديد من أفلامها مجسدة شخصية العانس التى تبحث دائما عن عريس، وربما كان هذا سببا فى أن يشاع عنها أنها لم تتزوج فى حياتها الحقيقة، فضلا عن العديد من الشائعات والمعلومات التى تناولت حياتها؛ ومنها أنها كانت يهودية، وأنها باعت أثاث منزلها فى أواخر أيامها بسبب تردى حالتها المادية.
عزة مصطفى حفيدة زينات صدقى وابنة ابنة شقيقتها نادرة التى تبنتها ملكة الكوميديا لتعيش معها ولم تفارقها حتى وفاتها أوضحت فى حوار لـ"عين" حقيقة المعلومات والشائعات المتداولة عن حياة جدتها.
وأشارت الحفيدة إلى أن زينات صدقى اسمها الحقيقى زينب محمد سعد، وولدت فى 4 مايو 1913، ورغم ذلك يشيع الكثيرون أنها يهودية، وهى المعلومة التى ذكرها الدكتور محمد أبو الغار فى كتابه "يهود مصر"، حيث ذكر اسمها ضمن الفنانين اليهود، مؤكدة أنها صححت المعلومة فى أكثر من مناسبة واعتذر عنها الدكتور أبو الغار.
ونفت الحفيدة ما تتداوله وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى من أن الفنانة زينات صدقى باعت أثاث منزلها فى نهاية حياتها، ولم تجد قوت يومها، وأنها دُفنت فى مقابر الصدقة، ولم تجد فستانا لتحضر به احتفال عيد الفن، ورغم ذلك لم تنكر أن الحال تبدل بملكة الكوميديا بعد ابتعادها عن الأضواء، مشيرة إلى أنها ظلت لمدة 23 عاما دون أن تعمل.
وقالت عزة مصطفى غاضبة: "جدتى لم تبع عفش بيتها وماكنتش بتشحت ولا سابت بيتها زى ماقالوا عنها، أنا عايشة فى نفس البيت اللى كنت عايشة فيه جدتى فى وسط البلد".
وتابعت: "عندما حجزت عليها الضرائب باعت مصاغها والفازات والسجاد العجمى الغالى ومابعتش العفش ولا نامت على الأرض، وماما كانت بتشتغل ماكييرة مشهورة، وكملت لتسديد قيمة الضرائب التى وصلت إلى 20 ألف جنيه فى نهاية الستينيات، وعاشت جدتى مستورة وبقى عفشها حتى تهالك وظل بيتها مفتوحا حتى آخر أيام حياتها".
ونفت حفيدة زينات صدقى ما يتداوله الكثيرون بأنها اقترضت فستانا لتذهب به حفل عيد الفن، قائلة عندما كرمها الرئيس السادات، موضحة: "راحت التكريم بجيبة وبلوزة رغم أنها كانت محتفظة بكل فساتينها، لكن مالحقتش تظبط فستان مقاسها، لأنها عرفت بالتكريم قبلها بيوم، وماطلبتش فستان من حد وقالت أبقى على طبيعتى أحسن، والسادات قرر لها معاشا استثنائيا، وقال لها لو احتاجتى أى حاجة كلمينى".
أما عن شائعة دفنها فى مقابر الصدقة فأوضحت الحفيدة أن جدتها اشترت مدفنا خاصا فى عز شهرتها، وأوصت حارس المدفن بدفن أى شخص فقير بمدفنها وقالت له: "المدفن ده لكل الغلابة، يهودى وقبطى ومسلم وكل اللى مالهوش مكان يندفن فيه ووضعت لوحة على المدفن مكتوب عليها "مدفن الصدقة وعابرى السبيل"، وهو المدفن الذى دفنت فيه وباعه الورثة بعد وفاتها ورفعت لافتة عابرى السبيل، وتؤكد حفيدتها أنه لهذا السبب ادعى البعض أن زينات صدقى دفنت فى مقابر الصدقة.
وأكدت عزة مصطفى أن عانس السينما المصرية لم تكن عانسا فى الحقيقة كما يشيع البعض، مشيرة إلى أنها تزوجت مرتين الأولى من ابن عمها الطبيب الذى يكبرها بـ17 عاما وذلك بعد وفاة والدها وكان عمرها وقتها لا يتجاوز 13 عاما، ووقع الطلاق بينهما بسبب معاملته السيئة.
وكشفت الحفيدة أن زينات صدقى تزوجت للمرة الثانية من أحد الضباط الأحرار، رافضة الإفصاح عن اسمه؛ لأنه أصبح مسئولا مهما وكوّن أسرة وله أبناء، وكان يحضر ليشاهدها فى فرقة الريحانى، وتحدث مع الريحانى مبديا إعجابه بها، وتزوجها زواجا رسميا معلنا، وأقامت حفلة فى بيتها حضرها أقاربها وإخوتها وعمها وأعضاء فرقة الريحانى.
وأوضحت الحفيدة أن والدة الضابط وإخوته عرفوا بزواجه من زينات بعد 9 سنوات، بينما ظل الأمر خفيا على والده.
وكشفت عزة مصطفى أن زينات صدقى حملت من زوجها اللواء، لكنها أجهضت نفسها؛ لأنها اشترطت أن يعرف والده بزواجه منها أولاً.
وتابعت: "ظلت جدتى متزوجة من الضابط لمدة 14 عاما، وكان حب عمرها، لكنه طلب منها أن تترك الفن وترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين، وقال لها إنه سيتحمل نفقاتها، فضربته بالتليفون على رأسه، فقال لها أنتى طالق".