أثرى الشاعر الفارسى، المنحدر من مدينة نيسابور، خراسان، إيران، التاريخ الفنى، بروائع الكلم، التى ظلت تتوارث بين الأجيال على مدار 11 قرنا، عمر الخيام المولود فى 18 مايو عام 1048 والمتوفى فى 4 ديسمبر عام 1181.
رغم شهرته كشاعر إلا أن جوانب أخرى فى علم الخيام، لم يعلمها أحد، حيث كان من علماء الرياضيات، واشتهر بالجبر واشتغل فى تحديد التقويم السنوى للسلطان ملكشاه.
هو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات كما وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة، وتولى الرصد فى مرصد أصفهان، يشتهر عمر الخيام بانتاجه لأشهر قصيدة تداولت فى القرون العشر الأخيرة وهى "الرباعيات" رباعيات وهى مقطوعة شعرية بالفارسية، كان فى أوقات فراغه يتغنى برباعياته، ونشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن.
هناك اختلاف على كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهى قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام، وأثبت ذلك المستشرق الروسى زوكوفسكي، فَرَّدَ 82 رباعية إلى أصحابها ولم يبقى إلا القليل الذى لم يعرف له صاحب.
العديد من الفنانين المصريين وغيرهم من المنشدين تغنوا بكلمات عمر الخيام بعد ترجمتها إلى العربية على يد الشاعر أحمد رامى، ولعل أبرز من غنى هذه الكلمات، كانت أم كلثوم عام 1950 من ألحان رياض السنباطى.
نجاة
من المفارقات النادرة أن نجاة الصغيرة غنت من كلمات عمر الخيام إلا أنها لم تحظ بالشهرة ذاتها التى حظى بها تسجيل أم كلثوم للأغنية وهى تختلف عن الأبيات التى غنتها أم كلثوم.
رياض السنباطى
الملحن الكبير كان معروفا بحبه للغناء خاصة أثناء البروفات وكان يسجل عددا من الأغانى التى يغنيها الفنانين كبروفة مبدئية بصوته فى البداية، وسرى هذا على أغلب أغنيات أم كلثوم، كما سجل الرباعيات بصوته كونه ملحنها لأم كلثوم، الرباعيات من غناء وعزفه على العود ويصاحبه الموسيقار الكبير توفيق الألايلى على آلة الجمبش فى صالون الدكتور محمد عبد اللطيف جوهر 1963.
النقشبندى
اختلف حول موعد تسجيل الشيخ سيد النقشبندى للرباعيات فهناك من أكد أنها فى حفلة بمنزل الشيخ هاشم العيطة - دمشق 1973 وهناك من أكد تسجيلها عام 1969 فى مدينة حماة بدمشق، لكن الأكيد أن النقشبندى كان مولعا بالأشعار وأغانى أم كلثوم.