أحيانا يرتكب الإنسان بعض الجرائم بدافع الحب أو الكره أو الخوف أو التهور أو لدوافع أخرى، وتتفاوت بشاعة هذه الجرائم، بحسب الأضرار المترتبة عليها، وأحيانا يعترف الإنسان بهذه الجرائم، وفى أغلب الأحيان قد ينكرها، وهكذا هم نجوم الفن بعضهم يعترف بأخطائه أو جرائمه وأحيانا ينكرونها ويخفونها.
وفى عام 1958 أجرت مجلة الكواكب تحقيقا صحفيا بعنوان "الحق كل الحق ولا شىء غير الحق" سجل فيه عدد من نجوم الزمن الجميل اعترافاتهم عن أخطاء أو جرائم ارتكبوها.
ومن بين هؤلاء النجوم النجم العالمى عمر الشريف، الذى اعترف بأنه تسبب ذات يوم وهو صبى فى إشعال حريق بالمطبخ، وأراد أن يتهرب من هذه الجريمة، فألقاها على خادم يكرهه، مما تسبب فى طرد الخادم.
وقال النجم العالمى: "كنت فى صباى أمارس أنواعا عديدة من الرياضة، وكنت أعود إلى البيت جائعا من أثر المجهود الكبير الذى أبذله وأتجه مباشرة للثلاجة".
وتابع: "عدت ذات مرة فلم أجد شيئا آكله فى الثلاجة وهدانى تفكيرى إلى أن أعد طعاما بنفسى، وحاولت أن أشعل البوتجاز، ولكنى فشلت، ولمحت "وابور الغاز" فأحضرته، وصببت فوقه كمية من "السبرتو"، وأشعلت عود ثقاب، ولكنى فوجئت بوابور الغاز يشتعل كله والنار تمتد إلى السبرتو الذى تساقط فوق المنضدة".
وأوضح عمر الشريف قائلا: "أرعبتنى النار فهربت من سلم الخدم وتركتها مشتعلة وعدت من باب الشقة العمومى ودخلت لأجد أمى فى الصالون، ووقفت قليلا وقلت لأمى أنى أشم رائحة شىء يحترق وذهبت معها للمطبخ، وكانت النار أمسكت بالمنضدة وسارعنا وأطفأناها".
وواصل النجم العالمى اعترافاته بجريمته: "بعد فترة جمعت أمى الخدم جميعا، وأصرت على أن تعرف الفاعل، وكنت أحقد على خادم كان يضايقنى دائما ويهمل طلباتى فاقتربت من أمى وهمست فى أذنها بأنه هو الفاعل واقتنعت أمى وطردته، رغم إنكاره للجريمة، وتأكيده على براءته".
وفى نهاية حديثه أبدى عمر الشريف ندمه على هذه الجريمة وعلى الشهادة الزور التى تطوع بها وظلم خادمه، وقال: "كل الذى أرجوه أن يكون هذا الخادم من قراء مجلة الكواكب، وأن يقرأ اعترافى ويسامحنى لأننى ظلمته بلا سبب ولا جريمة".