يتسابق المجتمع الصعيدى مع التقدم الزمنى فى استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وتستمر الدراما المصرية فى الوقوف عند نقطة دور الطفل الصعيدى ومشاركته فى الأعمال الفنية بطريقة تقليدية وقديمة دون تطويرها، حيث يتناول الكثير من الأعمال الفنية الطفل الصعيدى فى دور موحد لسنوات عديدة ولم يخرج فيها دوره بعيدا عن نقطة الأكشن واستخدامه للسلاح والذخيرة على الرغم من صغر عمره الذى يعتبر وسيلة الجذب القوية لانتباه المشاهدين ضمن الإطار الدرامى الخاص بالصعيد كونه الأرض الخصبة التى تتيح الفرصة الكاملة لتقديم عمل درامى بطريقة قوية.
ورغم المميزات الموجودة فى محافظات الصعيد لم يتجه انتباه مخرجى ومؤلفى الدراما نحو الحياة الجديدة والحديثة التى يعيشها الأطفال داخل قرى ونجوع الصعيد لتبدأ عدسة "عين المشاهير" جولتها فى شوارع قرى ونجوع محافظة المنيا صاحبة الظهور الفنى الأولى لها فى أحداث مسلسل ولد الغلابة رمضان 2019 لمعرفة الواقع المرير الذى يعيشه فيه أطفال الصعيد منذ سنوات داخل نار المسلسلات الفنية لتجد أطفالا لم يتعد عمرهم الـ10 سنوات يستخدمون الهواتف المحمولة الحديثة بكل احترافية وسهولة بل وتعليم آبائهم كبار السن كيفية استخدام "فيس بوك" وبرامج الاتصال ورغم ذلك لم تستطع الدراما الفنية حتى الآن الاقتراب والتصوير لحياة أطفال الصعيد خوفا من رصاص أسلحتهم المعتاد عليه فى المسلسلات الفنية السابقة لدى المخرجين خاصة بعد اعتماد الدراما الفنية بشكل كبير على تناول العادات والتقاليد فى محافظات الصعيد.
"دور الطفل الصعيدى يسقط من الدراما"
كانت هذه العبارة الأولى فى حديث أبناء قرى محافظة المنيا والتى تعتبر مناخا طبيعيا لبعض قصص المسلسلات الدرامية الصعيدية حيث كانت نبرتهم مصحوبة بالغضب أثناء الحديث عن العادات والتقاليد التى تتناولها الدراما الفنية بطريقة تقليدية لدور الطفل الصعيدى وهو يحمل السلاح للأخذ بالثأر فى كافة المسلسلات القديمة والجديدة التى تسقط حتى الآن فى تناول دور الطفل الصعيدى بطريقة مناسبة للزمان والمكان الذى يعيش فيه حيث أصبح دور الطفل الصعيدى متكررا فى ثوب واحد منذ سنوات داخل المسلسلات الفنية الخاصة بالصعيد مطالبين بتسليط الضوء على حياة أطفال الصعيد بشكل واقعى يرصد ما وصلوا إليه من تقدم تكنولوجى بعيدا عن طريق السلاح والدم ويجب على الدراما ظهور هذه النماذج فى الأعمال الفنية الجديدة لشهر رمضان.