تجمعهم حلاوة الصوت..منحهم الله أصواتا جميلة تسر السامعين فاستغلها المقرئون فى ترتيل القرآن واستغلها المطربون فى الغناء، اختار المقرئون أن يطربوا القلوب بكلام الله واختار المطربون أن يطربوا الآذان بعذب الأغانى والألحان، ولكن ماذا لو قرر أى من الفريقين أن يقوم بما يقوم به الفريق الآخر.
فى عام 1957 حاولت مجلة الكواكب الإجابة عن هذا السؤال وذلك فى تحقيق تحت عنوان" هل يفشل الشيخ عبدالباسط إذا غنى؟ طرحت فيه مسألة قدرة المقرئين على الغناء وقدرة المطربين على ترتيل القرآن.
وخلال التحقيق الذى كتبه الكاتب الصحفى جميل الباجورى أشار إلى أن المشايخ مصطفى اسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والشعشاعى والمطربين محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش منحهم الله أصواتا جميلة جعلتهم يصلون إلى القمة وجمعت حولهم الجمهور.
وطرح الكاتب سؤالا يقول فيه : ماذا لو أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد خلع عمامته وجبته أو لم يخلعهما ووقف أمام ميكرفون الإذاعة بدلا من أن يجلس على أريكة كما تعود ووقفت خلفه فرقة موسيقية وبدلا من أن يرتل القرآن غنى؟، وماذا لو فتحنا الراديو فوجدنا المذيع يقول نستمع إلى عبدالحليم حافظ يرتل آيات بينات من القرآن الكريم؟
وخلال التحقيق قال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أن تحول المقرئ من ترتيل القرآن إلى الغناء فيه شىء من عدم اللياقة فضلا عن أنه يحتاج تدريب ودراسة، مؤكدا أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن الحرمانية ولكنه يعود للعادات والتقاليد.
وأوضح الشيخ عبدالباسط أنه متأكد من أن الكثير من المطربين يرتلون القرآن ولكنهم لن يجيدونه كالمقرئين، مضيفا: "إدى العيش لخبازه ولو ياكل نصه"، وأنه لو تمرن من صغره على الغناء كان سيصبح مطربا ناجحا ولكنه تعلم وحفظ القرآن ليصبح مقرئا.
وأضاف:" فى خلوتى أردد بعض الأغنيات لعبدالحليم وعبدالوهاب وأنه من عشاق أم كلثوم ولكنه لن يخلع الجبة والقفطان ليقف وخلفه فرقة موسيقية ويغنى ظلموه لأنه سيفشل فشلا ذريعا.
فيما قال عبدالحليم حافظ أنه متأكد أن عبدالباسط عبدالصمد لن يفشل إذا تحول من مقرئ إلى مغن لأنه صاحب صوت جميل، ولكنه يحتاج إلى تمرين وسيكون له الكثير من المعجبين.
وأكد العندليب أنه يتمنى من كل قلبه أن تسمح له الإذاعة بترتيل القرآن وأنه تعود فى كثير من الليالى أن يجلس مع نفسه ليرتل القرآن وكثير مما سمعوه أعجبوا به، وأكدوا صلاحيته لترتيل القرآن.