كأنه مات ليعيش، وكأنه كان يعرف أن عمره فى الدنيا قصير ،فاختار أن يعيش بعد موته فى وجدان الملايين من عشاق فنه وأخلاقه وطيبة قلبه.
لم يعش فنان بعد موته كما عاش علاء ولى الدين الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم الموافق 28 سبتمبر من عام 1963، كلما مرت السنوات على وفاته زاد هذا الحب وتضاعف الوفاء له فى قلوب زملائه وجمهوره، على الرغم من أن الكثيرين غيره من أهل الفن الذين رحلوا ربما طالهم النسيان وخفت تعلق الجمهور بهم بعد وفاتهم، بل ونسيهم زملائهم فى الوسط الفنى، لكن شيئا من هذا لم يحدث مع ناظر مدرسة الضحك طيب القلب والأثر علاء ولى الدين الذى رسم البسمة على وجوه الملايين وحظى بمكانة لم ينلها غيره فى قلوب زملائه الذين لايزالون يتذكرونه بكل خير ويتألمون لفراقه.
وكان الفنان الكبير حسن حسنى من أكثر المقربين للراحل علاء ولى الدين، ولعدد كبير من النجوم الشباب الذين وقف إلى جوارهم فى بداية مشوارهم الفنى وساندهم فى أعمالهم وأخذ بيدهم إلى طريق النجومية، فهو بمثابة الأب الروحى لهذا الجيل وشاركهم العديد من الأعمال ومنهم محمد هنيدى وأحمد حلمى ومحمد سعد وهانى رمزى ورامز جلال والراحل علاء ولى الدين الذى شاركه عدد من الأعمال ومنها عبود على الحدود والناظر صلاح الدين، فضلا عن عدد من المسرحيات الكوميدية.
سألنا الفنان الكبير حسن حسنى عن علاقته بالراحل علاء ولى الدين، فقال:"عدد كبير من نجوم هذا الجيل حبايبى وكلهم بيعتبرونى والدهم، لكن كان المرحوم علاء ولى الدين أقربهم لقلبى، كان بيعشقنى وبعشقه، وباحس إنه ابنى الطيب النقى، مكانش فى حد فى طيبته واشتغلنا مع بعض كتير من بداياته، كانت صدمة كبيرة لما مات ودفنته، وأصبت بحالة اكتئاب شديدة، وقررت أعتزل الفن، قلت ابنى مات مش هامثل تانى".
ويكمل قائلا: "سافرت خارج القاهرة لمدة 3 شهور علشان أبعد، لكن زمايل وأبناء كتير ألحوا عليا وأقنعونى بالعودة للعمل وقالوا لى ده حق الجمهور عليك".
يحكى عن أخر اتصال بينه وبين الفنان الراحل علاء ولى الدن قائلا: "كنا بنعمل مسرحية "لما بابا ينام"، وقبل العيد الكبير سافر علاء علشان يصور فيلم فى البرازيل، وكلمنى من هناك علشان يطمن عليا وعلى العرض، ورجع ليلة العيد وتوفى فجأة بعدما ذبح الأضحية، ولم يتم تصوير المسرحية ورفضنا حد ييجى مكانه ووقفنا العرض، وكانت صدمتى بوفاته كبيرة".