كان للكثير من فنانى الزمن الجميل حكايات ومواقف جمعتهم بالملك فاروق بعضها يعرفه الكثيرون والبعض الآخر لايزال مجهولا.
ومن بين هؤلاء الفنانين القيثارة ليلى مراد والتى لا يعرف الكثيرون أنها أوشكت فى إحدى الليالى على قتل الملك.
وتحدث عن هذه الواقعة الكاتب الراحل محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد فى أحد أعداد المجلة الصادرة عام 1978 وذلك خلال سلسلة حلقات كتبها تحت عنوان «والذّكريات صدى السّنين»، وتناول فيها بعضا من مذكراته وذكرياته مع فنانى الزمن الجميل ومنهم الفنانة الكبيرة ليلى مراد.
وقال سربية أنه خلال الفترة التى كانت فيها ليلى مراد مشغولة بتصوير فيلمها ليلى بنت الفقراء لا حظت أن والدها الموسيقار زكى مراد والذى وصل لسن الشيخوخة أصبح كثير الإنفاق، يرهقها بطلب الأموال على غير عادته بعد أن أصبحت نجمة سينمائية متألقة، ولم تكن ليلى مراد تلقى بالا لذلك حتى نبهها البعض إلى أن والدها يقع فى غرام راقصة صغيرة تعمل فى أحد ملاهى الإسكندرية ويسافر إليها ليغدق عليها الأموال والهدايا.
وأشار الكاتب الصحفى الكبير إلى أن ليلى مراد كانت تكن لوالدها احتراما وتعامله بود شديد خاصة بعد وفاة والدتها، ولم يكن ما يزعجها هو الاموال بقدر انزعاجها على سمعة ومكانة والدها من أجواء الكباريهات ومن العلاقة مع هذه الراقصة الصغيرة، وأرادت أن تضع حدا لهذا الموضوع، وقررت السفر للإسكندرية فى محاولة لإنهاء هذه القصة.
وتابع سربية: عندما وصلت ليلى مراد إلى الإسكندرية نزلت فى فندق سيسيل الذى كان وقتها من أضخم الفنادق وملتقى للشخصيات المصرية الكبيرة، وكان الطابق الأرضى فى الفندق قد تحول إلى بار وناد للقمار محصن ضد القنابل التى كانت تتساقط على المدينة خلال الغارات الجوية.
وكان الملك فاروق من المترددين على هذا النادى، حيث كان يقضى لياليه حول المائدة الخضراء- كما ذكر سربية-وعرف من أحد أفراد حاشيته أن المطربة ليلى مراد نزلت فى أحد أجنحة الفندق، وخلال هذه الوقت دوت صفارات الإنذار وساد الظلام أنحاء الفندق.
وأكد سربية أن فاروق بدلا من أن يتجه إلى المخبأ كما فعل الجميع تسلل وحده إلى الجناح الذى تنزل فيه ليلى مراد والتى بقيت هى الأخرى فى جناحها ولم تنزل إلى المخبأ.
وتابع الكاتب الصحفى الكبير قائلا: "شعرت ليلى مراد بالباب يفتح وبحركة غير عادية فى غرفتها، فأمسكت بقطعة من الحديد كانت على مقربة منها، وهمت بأن تهوى بها على رأس الشبح الذى لمحته يدخل غرفتها ولكن انطلقت صفارات الإنذار فى هذه اللحظة معلنة انتهاء الغارة الجوية، وأضيئت الأنوار لتجد ليلى مراد نفسها أمام ملك مصر، وتكتشف أنها كادت أن تقتله بقطعة الحديد، وقالت وهى تشعر بالصدمة "جلالة الملك ؟! بتعمل ايه هنا".
وأضاف سربية أن فاورق كان وقتها شابا يافعل ويساوره بعض الحياء والخجل فاعتذر لها متعللا بأنه أخطأ الطريق إلى المخبأ ودخل غرفتها دون قصد وسلم عليها قائلا: "سعيد برؤيتك وسوف أكون أكثر سعادة عندما أزورك فى القاهرة، وسألها عن الاستديو الذى تصور فيه فيلهما وكانت وقتها تمثل فى استديو الأهرام.
وأكد صاحب مجلة الموعد أن ليلى مراد غادرت الفندق فور انصراف الملك فاروق من غرفتها وعادت إلى القاهرة ونسيت المهمة التى جاءت من أجلها.