لماذا هدد الملك فاروق باغتيال أنور وجدى؟

أنور وجدى أنور وجدى
 
زينب عبداللاه
خلال عملهما فى فيلم "ليلى بنت الفقراء" نشأت علاقة حب بين القيثارة ليلى مراد والفنان أنور وجدى، وخلال هذه الفترة حدث موقف بين ليلى مراد والملك فاروق حكاه الكاتب الصحفى الكبير محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد فى أحد أعداد المجلة الصادرة عام 1978 وذلك خلال سلسلة حلقات كتبها تحت عنوان «والذّكريات صدى السّنين».
 
وأشار سربية إلى أن ليلى مراد سافرت إلى الإسكندرية وكان الملك فاروق فى نفس الفندق الذى نزلت به، وعندما عرف أنها موجودة  بالفندق صعد إلى غرفتها أثناء غارة جوية ، وقبل أن يفتح الباب شعرت ليلى مراد بالخوف خاصة مع حالة الظلام التام أثناء الغارة، واعتزمت أن تضرب من يقتحم غرفتها بحديدة وجدتها بالغرفة، وفوجئت بأنه الملك الذى اعتذر زاعما أنه أخطا الطريق للمخبأ، وأبدى سعادته برؤيتها، ومبديا رغبته فى أن يراها بالقاهرة، بعد أن عرف أنها تصور فيلمها فى استديو الأهرام.
 
وبالفعل وبعد عودة ليلى مراد للقاهرة، جاء الملك فاروق إلى استديو الأهرام، وانتظر على الباب بسيارته وأرسل أحد أفراد حاشيته ليستدعى ليلى مراد، واضطرت القيثارة للخروج لاستقبال الملك الذى دعاها لنزهة بسيارته فلم تستطع الرفض.
 
وتابع سربية أن الملك جاء مرة ثانية وكانت ليلى مراد تجلس فى غرفتها بالاستديو، وجاء من يخبرها بأن الملك فى انتظارها بالخارج ، فرأت ليلى مراد الغضب على وجه أنور وجدى فقالت للرجل الذى أبلغها رسالة فاروق: "بلغ مولانا اعتذارى لأن عندى شغل".
 
وحينها بدأ أنور وجدى التصوير وأمر بغلق كل أبواب الاستديو – كما أكد سربية – وغادر فاروق المكان وترك أحد رجاله أمام الاستديو لينتظر حتى تنتهى ليلى مراد من عملها ليبلغها رسالة شفهية من الملك، وعرف أنور وجدى فأطال مدة التصوير، ولكن رسول الملك ظل منتظرا حتى أبلغ ليلى مراد أن الملك يريدها أن تغنى فى حفلة بقصر رأس التين فى الإسكندرية، فلم تستطع ليلى مراد رفض هذا الأمر.
 
وأشار سربية إلى أن ليلى مراد سافرت للإسكندرية وغنت فى الحفل الذى حضره الأمراء والأميرات، وبعد انتهائها من الغناء دعاها الملك للجلوس وسألها: بتمثلى مع مين دلوقت؟، فأجابت: مع ممثل صاعد اسمه أنور وجدى.
 
وحينها سألها الملك: هل صحيح أنه يلاحقك بغرامياته؟، فخافت ليلى مراد من غيرة فاروق ومن أن تصارحه بأنها مخطوبة لأنور وجدى فيبطش به، فردت قائلة: مين قال كده يا جلالة الملك ده أنور إنسان طيب ومؤدب.
 
ويبدو أن الملك لم يقتنع بهذه الإجابة، كما أشار الكاتب الراحل محمد بديع سربية فقال لليلى مراد: أنا عارف انك بنت حلال ومش عاوزة تعترفى بالحقيقة، إنما يكون فى علم الممثل اللى اسمه أنور وجدى أنى سوف أرسل فورا من يغتاله إذا عرفت أنه يضايقك؟
 
وبخوف شديد ردت ليلى مراد: أبدا يا مولانا مفيش بينى وبينه غير علاقة زمالة بريئة"، ثم عادت ليلى مراد بعد انتهاء الحفل للقاهرة وحذرت أنور وجدى من تهديد الملك، فتظاهر بالشجاعة وعدم الخوف، لكنه فى الحقيقة خشى على حياته من غضب الملك وأحاط نفسه بمجموعة من الحراس.
 
ومع آخر مشهد من مشاهد تصوير الفيلم قرر أنور وجدى أن يستغل هذا المشهد الذى يتزوج فيه بطلا الرواية ويرتديان ملابس الزفاف، وأن يحوله إلى مشهد حقيقى يستغل فيه الديكور، ويروج للفيلم، فدعا المصورين والصحفيين، وأعلن مع نهاية المشهد أنه مشهد حقيقى وأنه تزوج ليلى مراد، ونشرت الصحف هذا الخبر فى صفحاتها الأولى، وكانت أكبر حملة دعاية للفيلم، الذى حقق نجاحا منقطع النظير، وبعدها نسى الملك فاروق قصة إعجابه بليلى مراد.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر