ساحر هو ليس لأنه أبدع فى فيلم الساحر ولكن لأنه يستطيع أن يغير وجهه وأن يتحول ، أن تصدقه فيفاجئك بوجه جديد، ولا تملك فى كل مرة ومع كل وجه إلا أن تصدقه وتعتقد أنه انتهى من كل حيله فيفاجئك بأنه لازال فى جرابه عشرات الحيل والوجوه.
محمود عبدالعزيز الساحر ذو الألف وجه الذى رحل عنا بجسده منذ 3 سنوات فى مثل هذا اليوم الموافق 12 نوفمبر عام 2016 ، ولكنه فاض علينا فنا وإبداعا كنهر لا ينضب، وبقى وسيبقى فى قلوب ووجدان الملايين.
محمود عبد العزيز هذا الفتى الوسيم القادم من الإسكندرية خريج كلية الزراعة المعجون بحب الفن الذى حلم بفرصة وحين جاءته صنع مجدا وبقاءا إلى الأبد.
بدأ محمود عبدالعزيز مشوار الفن مساعد مخرج وحلم بفرصة للتمثيل حتى استعان به المخرج نور الدمرداش فى مسلسل الدوامة عام 1973 ، وبعدها شارك فى فيلم الحفيد عام 1974 ، وبدأ رحلة البطولة عام 1975 حين اعتذر الفنان حسين فهمى عن بطولة فيلم "حتى أخر العمر" فوقع الاختيارعلى محمود عبدالعزيز ليقوم بالدور، وبعدها توالت أعمال وإبداعات ونجاحات الساحر، فأدى فى الكثير من الأعمال دور الشاب الوسيم الرومانسى ، ولكن الساحر لم يسمح بأن يتم حصره فى هذه النوعية من الأدوار وأثبت أن فى جرابه آلاف الوجوه .
يمكنه أن يؤدى الدور وعكسه ، يجسد الشر والخير، يتقن دور الجاسوس ويبدع فى دور رجل المخابرات، تصدقه وهو يجسد شخصية الخائن وتتعلق به وهو يجسد شخصية الوطنى والبطل رأفت الهجان، يتقن أداور سائق التاكسى فى "الدنيا على جناح يمامة" ، والمنجد فى "جرى الوحوش"، وعامل المخزن البسيط فى "أبو كرتونة" ، والموظف المطحون فى " خليل بعد التعديل" والشيخ حسنى الكفيف فى " الكيت كات" والفلاح المتعلم فى " البشاير"، وفى نفس الوقت يتقن أدوار رجل الأعمال وتاجر الأثار والمخدرات والقواد والبلطجى، تنظر إلى وجه الشيخ حسنى وخفة ظله فتشعر أنك تعرفه وتحبه وجمعتك به لقاءات كثيرة ، وتشعر بالرعب حين ترى نفس الوجه مجسدا شخصية المعلم عبدالملك زرزور فى فيلم "إبراهيم الأبيض"،وهو يقتل بقلب بارد مرددا" الإنسان ضعيف" ، يبهرك وأنت تتابع أدائه لشخصية جمال المزاجنجى فى فيلم الكيف، ولا تمل من مشاهدته وسماع ايفيهاته وعباراته ومنطقه.
ساحر يجعلك لا تمل من رؤيته ، مهما أعيدت أعماله ، ولا تتوقع ما سيفاجئك به، ساحر يجبر الملايين على حفظ عباراته مهما كانت غريبة " الملاحة الملاحة ، الشكرمون طاخ فى التراللى ، ادينى فى الهايف وأنا احبك يا ننس، القرد بيتنطط ولا بطل تنطيط ، حد له شوق في حاجة ، لازم ندوش الدوشة بدوشة ادوش من دوشتها عشان ماتدوشناش ، انت اللى بلغت ياهرم ، وغيرها"
ساحر لا تمل من مشاهدة إبداعاته ، ساحر غاب بجسده ولكنه لم يرحل لأن حبه وفنه وعباراته وضحكاته مستقرة فى وجداننا ، رحم الله المبدع الساحر المحبوب محمود عبدالعزيز.