فى مثل هذا اليوم الموافق 26 نوفمبر من عام 2014 رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة الشحرورة صباح بعد حياة حافلة بالفن والتمثيل والطرب، كانت فيها رمزا من رموز الجمال الأناقة وحب الحياة.
وعاصرت الشحرورة عدة أجيال فنية، حيث ولدت فى 10 نوفمبر 1927 فى وادى شحرور إحدى القرى اللبنانية واسمها جانيت جرجس فيغالى، واحترفت الفن منذ أربعينيات القرن الماضى، وانطلقت شهرتها منذ قدمتها المنتجة آسيا داغر فى فيلم "القلب له واحد" وأنتجت لها عددا من الأفلام.
وكانت للشحرورة علاقة قوية وممتدة مع الموسيقار فريد الأطرش، الذى شاركها بعض الأفلام، ولحن لها عددا كبيرا من الأغانى، ومنها: "يا دلع، حبيبة أمها، بيحبنى وبحبه، وغيرها".
ولكن تحدث الكاتب الصحفى محمد بديع سربية خلال سلسلة مقالات كتبها لمجلة الموعد عام 1975 بعنوان "آخر سنوات حبيب العمر" عن علاقة فريد الأطرش وصباح فى مقال بعنوان "مع صباح أزمات لا تنتهى" مشيرا إلى أنه كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية، ولكن كثيرا ما شابها بعض الخلافات؛ بسبب اختلاف طبيعة ومزاج كل منهما، رغم ما كان بينهما من احترام وتقدير.
وأشار سربية إلى أنه سأل فريد الأطرش ذات مرة عن سبب اعتقاده بأن صباح لا تحبه، فأجابه فريد بأنه يشعر دائما بأن لديها رغبة فى الثأر منه، رغم ما قدمه لها من ألحان، وشرح فريد الأطرش سبب اعتقاده بأنه عندما جاءت صباح للقاهرة عام 1942، وكانت لا تزال طفلة، وصوتها لم يبلغ مرحلة النضوج عرضت عليه المنتجة آسيا داغر أن تشاركه صباح بطولة أحد الأفلام، ولكنه رفض قائلا: "لم أرى فى هذه الفتاة الصغيرة استعدادا للنجاح".
وقال فريد الأطرش، إنه عندما نجحت صباح اعتذر علنا، واعترف بخطئه، وأكد اعترافه بموهبة صباح فى تعاونه معها فى عدة أفلام، وتقديمه عددا من الألحان التى غنتها الشحرورة، وحققت نجاحا كبيرا، مؤكدا أن صباح لم تنس هذا الموقف ولم تغفره له.
فيما قالت صباح، خلال حوار أجراه معها محمد بديع سربية، ونُشر بمجلة الموعد عام 1992 بتاريخ 25 إبريل، عن بداية معرفتها بالفنان الكبير فريد الأطرش، إنها كانت فى لبنان وتغنى فى المدرسة وتعشق صوت فريد الأطرش، وعندما عرفت أنه مدعو للعشاء عند طبيب أسنان، اقترحت على الطبيب أن تغنى فى الحفل حتى يسمعها فريد الأطرش، وبالفعل ذهبت بمريلة المدرسة وغنت، ولكنها صُدمت برد فعل فريد الذى توقعت أن يحتضنها ويشيد بموهبتها فإذا به يقول لها: "إيه ده انتى بتلعبى، انتى لسه صغيرة، روحى كملى دراستك أحسن".
وأشارت صباح إلى أنها بعد عامين جاءت إلى مصر، وحققت نجاحا كبيرا بعد عرض فيلمها الأول "القلب له واحد" وبعدها أراد فريد الأطرش أن ينتج فيلما، فأشار عليه أصدقاؤه بأنه إن أراد النجاح عليه أن يستعين بصباح، وبالفعل مثلت معه أكثر من فيلم، وكانت وش السعد عليه، وجمعتهما علاقة صداقة وعمل.