هناك نوع من الفنانين يتأقلم مع تغيرات الزمن وتقلباته ويتكيف مع الأوضاع الفنية والفنان الراحل صلاح نظمى هو أحد هؤلاء الفنانين، فقد بدا شابا فى السينما المصرية يقدم نوعية أدوار أغلبها تتسم بالرخامة والغتاتة بالمفهوم العامى، فدائما تجده يحب البطلة، ويرغب فى الزواج منها، وهى تحب غيره، وتمر اليوم ذكرى رحيله فقد رحل يوم 16 ديسمبر عام 1991.
صلاح نظمى تحول فيما بعد عندما تقدم به العمر لتقديم أدوار الشر كرئيس عصابة أو رجل أعمال فاسد أو معلم مفترى، مثل دوره الشهير فى فيلم "على باب الوزير"، حينما قدم شخصية "حلاوة بيه العنتبلى"، وهى الشخصية الأشهر فى مشواره، برغم أنه قدم أكثر من 50 فيلما سينمائيا و10 مسلسلات.
صلاح نظمى المشهور بأدوار الشر والرخامة كان على عكس ما ظهر فى السينما والتليفزيون والمسرح فقد كان طيبا ويتمتع بخفة ظل كبيرة خارج التصوير وسط أصدقائه وله موقفان إنسانيان من الصعب أن يتكررا فى زماننا هذا أو نادرا ما يحدث مثلهما.
صلاح نظمي
الموقف الأول حينما كان صلاح نظمى فى انتظار مولود جديد ومر بضائقة مالية كبيرة قبيل موعد ولادة زوجته وحينما علم بذلك صديقه الفنان حسين صدقى استدعاه لمكتبه، وعرض عليه مشاركته بطولة فيلم، ومنحه عربونا كبيرا من أجره، وتشاء الأقدار فيما بعد أن يلغى الفيلم ولا يتم تنفيذه، فيذهب نظمى لحسين صدقى، ويعيد له الأموال التى حصل عليها، لكن الأخير يرفض بشدة معتبرا ما حصل عليه صلاح نظمى هو رزق مولوده الجديد، ما دفع صلاح نظمى إلى تسمية مولوده حسين على اسم حسين صدقى.
أما الموقف الإنسانى الآخر فهو خدمة زوجته القعيدة لمدة 30 عاما رافضا أن يتزوج عليها، وكان ينفق الأموال التي يتقضاها من أعماله الفنية على علاجها، ولم يمل يوما لطول مرضها حتى توفاها الله، ليدخل بعدها صلاح نظمى فى حالة من الاكتئاب، ويُنقل بعدها بفترة قصيرة إلى المستشفى، ويظل لشهور فى العناية المركزة حتى توفاه الله عام 1991.