تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عماد حمدى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 28 يناير من عام 1984، بعد حياة حافلة بالفن والإبداع بدأها منذ شبابه حيث عرف بلقب فتى الشاشة الأول وظل عطائه الفنى حتى أخر حياته الممتدة حتى تجاوز عمره 75 عاما.
وعاش الفنان الكبير طفولة وحياة ثرية تحدث عنها ابنه نادر عماد حمدى فى حوار لـ"عين" قائلا: "ولد أبى واسمه الحقيقى محمد عماد الدين حمدى وتوأمه عبدالرحمن الذى يشبهه تماما بمحافظة سوهاج فى 24 نوفمبر 1909 لأب درس الهندسة فى فرنسا، وحصل منها على الماجستير والدكتوراه، وعمل مهندس سكة حديد، تزوج الأب فى سن الأربعين من فرنسية عمرها 16 عامًا، وتنقل بسبب طبيعة عمله بين محافظات مصر وأنجب9 أبناء، 5 أولاد و4 بنات"
وتابع: "نشأ عماد حمدى فى حى شبرا بعد انتقال الأسرة من سوهاج، ومنحته نشأته ثقافة كبيرة، حيث كان يرى والدته تعزف على البيانو وترسم وتصطحبه إلى المسرح والسينما، فتعددت مواهبه، وعشق التمثيل والرسم والتصوير، كما كان يحب الموسيقى ودرس البيانو"
تعرف عماد حمدى فى بداية حياته على عمالقة الفن وكوكبة من أكبر رواده فارتبط بعلاقة صداقة بيوسف وهبى، وكان نيازى مصطفى زميله فى مدرسة التوفيقية، وبديع خيرى مدرس اللغة الإنجليزية بمدرسته، وجمعته علاقة صداقة بصلاح أبوسيف، وحسن الإمام، وكمال الشيخ، وعز الدين ذو الفقار، وتعلم فن الإلقاء على يد الفنان الكبير عبدالوارث عسر، لذلك ظل عماد حمدى يدين له بالولاء طوال حياته، ويحرص على تقبيل يده كلما قابله، وأجاد الفتى عماد الإنجليزية والفرنسية، وبعد تخرجه فى مدرسة التجارة العليا عمل «باشكاتب» فى مستشفى أبو الريش.
وأضاف ابن فتى الشاشة الأول: "كان والدى من أوائل الذين أسسوا شركة إعلانات فى مصر، حيث كانت كلها شركات أجنبية، وعمل إعلانات توعية لوزارة الصحة، وعرف بهذا النشاط، ولكن كان التمثيل حلم حياته".
وعن بداية أول خطوات الفنان الكبير عماد حمدى الفنية قال ابنه نادر: "فى هذه الفترة قابل والدى صديقه محمد مجاهد صدفة وكان مجاهد يعمل فى استوديو مصر، وكان طلعت باشا حرب يبحث عن كوادر متعلمة للعمل فى استديو مصر، فعرض مجاهد على أبى عماد مقابلته، وبالفعل تم تعيينه مديرًا للحسابات باستوديو مصر، وظن أنه سيمثل على الفور، ولكن هذا لم يحدث، وترقى من مدير حسابات إلى مدير توزيع استوديو مصر، وكان راتبه 25 جنيهًا سنة 1945".
لعبت الصدفة دورها فى بداية مشوار الفنان الكبير خلال هذه الفترة حيث كان المخرج كامل التلمسانى يجهز لفيلم «السوق السوداء»، ويبحث عن شاب ذو ملامح مصرية، ووجد هذه الموصفات فى عماد حمدى الذى كان رياضيًا وبطلا فى رياضتى الجمباز والسباحة، فوقع الاختيار عليه لدور البطولة أمام عقيلة راتب، وحصل على مكافأة 250 جنيهًا بما يعادل 10 أضعاف راتبه، فشعر زملاء بالغيرة، وخيّرته إدارة استوديو مصر بين التمثيل والوظيفة فاختار التمثيل، وكان صلاح أبوسيف يحضر لأول فيلم له، وهو فيلم «دايما فى قلبى» واختاره للبطولة، كما مثّل أول فيلم من إخراج كمال الشيخ، وهو فيلم «سجا الليل»، وبعدها توالت اعماله السينمائية حتى أصبح فتى الشاشة الأول.