تعتبر قضية الثأر من القضايا المهمة التى يعانى منها الصعيد بكثافة بداية من محافظة المنيا إلى أسوان، حيث تجد الخصومات الثأرية تحصد فى أرواح الكثير بين قتلى ومصابين بسبب الخلافات المدفونة بين العائلات والقبائل لتصبح قضية الثأر ومراسم تقديم الكفن من أهم اللقطات الأساسية داخل الأعمال الفنية التى تحاول تسط الضوء على قضايا المجتمع الصعيدى وتقوم المسلسلات والأفلام برصد الخصومات الثأرية بطريقة تشبه الواقع فى كافة جوانبه بداية من أسباب الخلاف حتى وقوع القتلى والمصابين ورغم تنفيذ هذه اللقطات الفنية الجذابة بطريقة احترافية يشهد لها الجميع والتى يعتبرها البعض بأنها تشوه سمعة الصعيد ويراها آخرون بطريقة تساعد فى توعية أبناء الصعيد من مخاطر قضايا الثأر إلا ويبقى للكفن خصوصيته لدى مؤلفى الدراما حيث تظهر مراسم تقديم الكفن فى صورة درامية متكررة وهى الاستمرار فى سقوط عشرات القتلى والمصابين أشرف من تقديم كفن واحد يجلب لهم العار ويسقطهم أرضا فى وجهة نظر "الناس".
"حواديت الكفن فى دراما الصعيد"
فى جميع الأعمال الفنية الخاصة بالصعيد تجد تقديم الكفن صاحبة القصة الطويلة من ناحية الفضيحة التى تلاحق القاتل طوال عمره واختياره التنازل عن جميع ما يملك قبول الصلح أو الاستكمال فى بحر الدم حتى أن يقتل بدلا من أن يحمل كفنه لعائلة القتيل التى لم تتلق واجب العزاء إلا بعد أخذ ثأرهم ممن قتل نجلهم ومنعهم الاستماع إلى من يحاول اقتناعهم بحضور القاتل إليهم حاملا لكفنه من أجل العفو والسماح "أرضى كلها يا كبير ولا اروح شايل كفنى امشى وسط الناس ازى" كانت هذه الجملة مضمون لقطة تقديم الكفن فى فيلم الجزيرة بطولة الفنان أحمد السقا والفنان محمود ياسين أثناء حكمه على القاتل عبيد الذى رفض حكم تقديم الكفن مع دفع الدية إلى عائلة أبو طالب، أما عن مسلسل "هوجان" بطولة الفنان محمد إمام والذى عرض رمضان 2019 فكان صاحب الظهور الأول لمراسم تقديم الكفن بطريقة فنية تشابه الحقيقة فى كافة ما يحدث ويدور على أرض الواقع دون اكتمالها نتيجة إجبار هوجان على مغادرته القرية وعدم عودته إليها طيلة حياته إرضاء لعائلة الوردانية بعد أن قتل نجل كبيرها على يد هوجان وهذا الأمر يختلف مع عادات وتقاليد مراسم تقديم الكفن فى الحقيقة التى يعود بعدها الأمن والسلام للطرفين دون مغادرة القرية.
لجان المصالحات بالدراما "شوهت" سمعة تقديم الكفن
صرح عدد من رجال لجان المصالحات العرفية الموجودة داخل قرى محافظة المنيا فى تصريحات خاصة لـ"عين" بأن الدراما شوهت سمعة تقديم الكفن ويعتبر هو من يعطى الحق إلى أصحابه للحفاظ على حياة الشباب من سلسال الدم المتواصل حيث تغيرت نظرة المجتمع الصعيدى للقاتل الذى يعترف بأخطائه ويقبل النصيحة والندم على ما تسببه فيه بالإضافة إلى مساهمة الأجهزة الأمنية لتخفيض معدل انتشار قضايا الثأر ومشاركة رجال الدين وأعضاء لجان المصالحات العرفية لإنقاذ المجتمع من عواقب الأخذ بالثأر وإيجاد حلول بديله تحافظ على إراقة الدماء والبحث عن أسباب الخصومة ومن تسبب فيها وتحرى الدقة لعدم التحمل على أى طرف من أصحاب الخصومة وبعدها يتم عقد مجالس عرفية تعيد الحق إلى أصحابه وفى حالة الاتفاق على الشروط التى يكون أساسها ذهاب القاتل بكفنه أو أحد أقاربه من الدرجة الأولى إلى عائلة المجنى عليه أمام جميع الناس فى السرادق المخصص للصلح ويكون فى الغالب أمام منزلة كبير العائلة وتشرف عليه الأجهزة الأمنية تحت حراسة مشددة لمنع حدوث أى خلافات جديدة بين العائلتين أما عن الأعمال الفنية لم تنقل صور مراسم الكفن مثل ما يحدث أو يتشابه بل تعمل على تغليظ الفكر لدى الشباب وإظهار مراسم تقديم الكفن بطريقة فنية تعيش فى واقع آخر بعيدا عن واقع الصعيد الحقيقى.