تبدل حلم الصغير الذى اعتاد التفوق حين حصل على المركز الثانى على مستوى الجمهورية فى عزف الكامنجا وهو فى المرحلة الإعدادية، فغضب وحزن وقرر أن ينتقم من الكامنجا ويغيظها بالتمثيل، فالتحق بجماعة التمثيل فى المدرسة، وبعد حصوله على الثانوية العامة أراد الالتحاق بمعهد الباليه وحين ذهب ليقدم أوراقه نظرت إليه الموظفة وقالت: «ماينفعش تقدم هنا أنت كان مفروض تجيلنا وعمرك 6 سنوات روح قدم فى معهد الفنون المسرحية أو معهد السينما».
تقدم الفتى لمعهد الفنون المسرحية وحصل على المركز الثانى فى اختبارات القبول، وتخرج من المعهد بتقدير امتياز وعين معيدا وقام بالتدريس فى المعهد لمدة 15 عاما بدأ خلالها مشواره الفنى ورحلة عشقه للفن خاصة المسرح، قدم عددا من الأعمال السينمائية، ومنها «الكرنك، أبناء الصمت، وبالوالدين إحسانا، أونكل زيزو حبيبى، الجريح، هنا القاهرة، الشيطانة التى أحبتنى، العميل رقم 13»، ولكنه سرعان ما ابتعد عن السينما، كما قدم عددا من أهم المسلسلات وأكثرها نجاحا وبقاء فى أذهان الملايين من كل الأجيال بشخصياتها الواقعية « سنبل، وبابا ونيس، وعلى بيه مظهر» ولكنه طوال تاريخه كان المسرح همه ومستقره وحلمه الدائم.
مسرح صبحى مش شقة مفروشة
فى مدينة سنبل للفنون التقينا بالفنان محمد صبحى، حين تقترب من المكان تشعر أنك انتقلت بآلة الزمن إلى العصر الذهبى للمسرح، عصر الفرق المسرحية ورواد العمل المسرحى وعمالقة الفن ونجوم الزمن الجميل، الذين تنتشر صورهم جميعا فى كل اتجاه، حيث حرص صبحى على وضع صور كل نجوم الفن الراحلين فى مدخل المسرح، وخصص فى هذا المدخل ركنا خاصا بعشرات الجوائز التى حصل عليها خلال مشواره الفنى فى مصر والعالم العربى ومنها حصوله على لقب فارس المسرح العربى من مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام 2011.
اتخذ صبحى من المسرح بيتا لا يفارقه ومنهجا يعمل على تطويره ومؤسسة لها خطة ورؤية، يحمل «وجهة نظر» فى كل القضايا الوطنية والاجتماعية ويترجمها فى قالب كوميدى يخلو من الإسفاف والابتذال، مغردا خارج سرب «التخاريف» الفنية، وقابضا على جمر المسرح ومراهنًا على الفن الراقى الذى يحمل رسالة، وهو ما جعل مقاعد مسرحه تمتلئ بعشاق الفن الراقى على الرغم من بعد مكانه.
أجرينا حوارا مع فارس المسرح الفنان محمد صبحى تحدث فيه عن قضايا الفن والوطن والمسرح، وما أصاب المجتمع من تغيرات وكشف فيه العديد من الأسرار.
يبقى الفنان محمد صبحى الوحيد الذى يتعامل مع المسرح كمؤسسة وفرقة ومنهج كما كانت الفرق المسرحية قديما ويفسر ذلك فى بداية حديثه قائلا: «أنا مش شقة مفروشة أجيب ممثل ونلم بعضنا علشان نعمل مسرحية فى الصيف، ولكنى أتعامل مع المسرح كمؤسسة لها منهج وفرقة لها طعم ومذاق كما يحدث فى أوروبا وفى الكوميدى فرنيسيز، وكما كان المسرح فى مصر فى فرق الريحانى والكسار ويوسف وهبى وغيرها».
يتحدث عن حال المسرح حاليا متحسرا على حاله: «يكفى أن أقول أننى فى بداية عملى بالفن وأثناء دراستى بمعهد الفنون المسرحية اشتغلت 7 سنوات فى أدوار ثانوية، ووقتها كان هناك 28 مسرحا تقدم أعمالا جيدة وراقية، وتم هدم هذه المسارح فترة الانفتاح فى القاهرة والإسكندرية وحل محلها مولات وعمارات، وخلال 20 عاما ساهمت فى إعادة بناء وتجديد 5 مسارح منها مسارح القبة، والليسيه، والفردوس، ولكن تم بيعها فى مزادات حتى أقمت مسرح مدينة سنبل».
بثقة المتفرد المغرد خارج السرب أشار قائلا: «قد يكون هناك من يقدمون مسرحا أعظم منى ولكنى أجزم أنى مختلفا ومنضبطا وأسعى دائما للحفاظ على شرف المهنة وتنمية وتدريب أعضاء الفرقة من خلال تدريبات شاقة ومنضبطة، وأجزم أنه لا توجد فرقة فى مصر تتبنى منهجا للتدريب علشان الممثل مايصديش، ولا تقل التدريبات على أى مسرحية من مسرحياتى عن 8 شهور، لذلك أطلق على فرقتى فرقة الفنية العسكرية لمحمد صبحى، وأحرص على التواجد قبل رفع الستار بـ 5 ساعات، وباقى الممثلين يحضرون قبلها بساعتين على الأقل، عكس ما يحدث فى الكثير من المسرحيات التى قد يصل فيها النجم بعد موعد فتح الستار».
اسكتشات وليست مسرحيات
سألناه من يعجبه فى الحالة المسرحية الحالية، فتنهد قائلا: «هذا السؤال صعب جدا لأن مفيش حالة مسرحية حاليا، وما يقدم لا يسمى مسرحًا ولكنه مجرد إسكتشات وكلامى هذا ليس إهانة لأحد، ففرقة ساعة لقلبك كانت بقدم إسكتشات وكانت الجماهير فى مصر والعالم العربى يعشقون هذا البرنامج».
وتابع: «هناك بعض الحالات القليلة التى أستثنيها ولكن فى العموم الكثير مما يقدم حاليا على المسرح لا يعتبر دراما مسرحية، ولا يعرف الكثيرون أن هناك ضحكا من غير قلة أدب، وهناك ضحك من العقل، بأن أجعل المشاهد يفكر ويستوعب فيضحك، والكثير مما يقدم عبارة عن نكات».
واستطرد قائلا: «أنا لا يمكن تلاقى فى مسرحية من مسرحياتى تكرارا لأى إيفيه قلته مرتين، لكن بتلاقى ممثلين كتير الممثل جاى بشنطته فيها الإيفيهات بتاعته يقولها هنا وهنا والناس اتعودت عليها، بنفس الطريقة ونفس التون والكلمة ويحول الموقف فى المسرحية علشان يقول نفس الإيفيه».
يستطرد قائلا: «جزء من أسباب غياب الحالة الفنية المسرحية يعود لغياب الحالة النقدية وخسارتنا لعدد كبير من نقاد المسرح ومنهم على الراعى وسناء فتح الله ولويس عوض، وكذلك فقدان مصر لعنصر الارتياد، حيث كان لدينا 28 مسرحا يقدم كل منها 6 حفلات فى الأسبوع، على مدار 8 أشهر فى السنة، وكذلك حركة ارتياد السينمات، ولكننا فقدنا هذا العنصر بعد ثورات الربيع العربى».
يتذكر أحد معاركه مع الكاتب وحيد حامد بسبب رأيه فى حال المسرح حين أدلى بتصريح قال فيه: «ما قيمة أن أمتطى جوادا جيدا سليما لأتسابق مع 9 خيول عرجاء وأسبقهم وأصل إلى خط النهاية قبلهم وما قيمة هذا النصر، أنا عايز 20 حصانا أقوياء وحين أفوز عليهم أشعر بقيمة النصر على عظماء وليس على تافهين».
وتابع: «وقتها رد الكاتب وحيد حامد ليقول أمال عادل إمام ده ايه؟»، مشيرا إلى أنه لم يذكر اسم الفنان عادل إمام ولكن حامد هو الذى ذكره لتشتعل المعركة بين صبحى وحامد.
واستطرد الفنان محمد صبحى فى الحديث عن مسرحه وما يقدمه، قائلا: «أنا لما عملت مسرح مدينة سنبل فى الطريق الصحراوى، قلت هنتعب سنة لحد الناس ما تعرف المكان، وماعملتش إعلانات بـ6 ملايين فى الشهر زى غيرى لا فى الصحف ولا فى التليفزيون والطرق، فقط كتبت على صفحتى على مواقع التواصل الاجتماعى ولقيت المسرح ممتلئا فى كل أيام العرض وأشكر الجمهور على هذا الوعى لأنه يحترم ويحب الفن الراقى».
يكشف الفنان محمد صبحى أنه لا يحصل على أجر مقابل العمل فى المسرح قائلا: «من حقى الحصول على 25% من العائد لكن لو قبضت المسرح مش هيتفتح والممثلين لن يحصلوا على أجور، خاصة أن أسعار تذاكر مسرحى أقل من المسارح الأخرى وهناك خصم 50% للمدارس والجامعات والمؤسسات».
مدرسة صبحى
سألناه من يرى من الفنانين فى مدرسة محمد صبحى يمكن أن يكمل المسيرة ويسير على نفس المنهج فأجاب: «أنا مامشتش ورا حد وكملت على اللى سبقونى، احنا طلعنا فى وسط أستاذة مثل المهندس ومدبولى والهنيدى، ماقلناش دول عواجيز واحنا شباب هنقود وكنا بنشتغل وهما شغالين، وعندما بدأت كنت واعى ودرست المدارس المسرحية قبلى، وعملت استوديو الممثل من سنة 70،وقلت سأبدأ من حيث انتهوا، ماقدرش أقلد ما بدأ به فؤاد المهندس، لكن للأسف فى جيل طالع بيقدم نفس القديم دون تطوير».
وتابع: «عندى تنمية مستدامة فى الفرقة وقدمت 277 نجما، هم عدد الأسماء التى تتلمذت على يدى وفى فرقتى».
«مسرحى يعتمد على فرقة ثابتة لها تاريخ وأعضاؤها تأقلموا على أنهم مايقدروش ينفصلوا عن الفرقة، أو أن يعملوا فى أى مسرح آخر، وهذا خلاف بعض الفنانين الذين يتم الاستعانة بهم فى دور بمسرحية يجبرك أن تستعين بممثل معين لأداء الشخصية، دون أن يلتزم بالاستمرار فى الفرقة ومن هؤلاء الفنانة عبلة كامل التى شاركت فى مسرحية وجهة نظر، أو فنان يبدأ معنا ثم تأتيه فرص وارتباطات أخرى فيترك الفرقة ومن هؤلاء الفنانين أحمد آدم، وصلاح عبدالله، حيث بدآ معنا فى فرقة استوديو الممثل، ثم تركا الفرقة، وبابص عليهم وأنا فرحان لأنهم ملتزمين بقدر المستطاع بقيم الفرقة، كما تدرب هانى رمزى فى الفرقة وعمل دورا صغيرا فى تخاريف وبعدها رشحته فى وجهة نظر وانطلق لكنه ليس عضو فرقة، فعضو الفرقة اللى عاش تاريخها وبييجى كل يوم حتى لو لم يكن هناك عرض مسرحى».
يتحدث بفخر عن الفنانة منى زكى قائلا: «من تلامذتى الذين أفتخر بهم جدا منى زكى وأنا سعيد جدا بها لأنها ماشية بخط ومنهج وتعرف ما تفعله».
بحزن يتحدث عن النجوم الذين فقدتهم الفرقة: «أنا فقدت قامات فنية من فرقتى، وجيل لا يمكن تعويضه، فقدت هناء الشوربجى لأنها اعتزلت التمثيل، وهى من أولى عضوات الفرقة من سنة 70، ولم تكن تعمل مع أى فرقة أو تشارك فى أى مسرحية حتى فى الإجازات، فقط كانت تعمل فى بعض المسلسلات خلال فترات التوقف، والفنانين الذين رحلوا عن دنيانا ومنهم سعاد نصر، وجميل راتب، وخليل مرسى، ومحمود أبوزيد، وشعبان حسين الفنان العظيم الذى لمع فى الفرقة بشكل قوى، فهؤلاء كانوا أعمدة فى الفرقة لما بيدخل حد جديد باكون متطمن إن الجديد بيقلد الموجود ولا ينظر إلى محمد صبحى فقط، وكانوا قامات ليس فى الفن فقط ولكن فى الجانب الإنسانى والقيمى، وعندما رحلوا كدت أقول لن أعمل لكن عدت لإيمانى بالجديد».
الدراما والأجور
ومن المسرح انتقلنا للحديث عن الدراما، وسألنا الفنان محمد صبحى لماذا رفض رئاسة لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام، فأجاب: «رفضت لأننى قلت أنا مش رقيب، وعندكم أجهزة رقابة، ولكنى سأحارب مع زملائى للحفاظ على شرف المهنة التى تم إهدارها بشكل كبير، فلا يصح أن يدخل الممثل لتصوير مسلسل دون أن تكون جميع حلقاته مكتوبة».
وبانفعال قال: «مجرد نظرة على تترات المسلسلات تشعر بحجم التدهور الذى أصاب الدراما، فتجد مكتوب تحت اسم كل فنان اسم الماكيير الخاص به والكوافيرة واللبيس والسائق ومدير الأعمال، وكأن المخرج ليس له قيمة، على الرغم من أن الشكل الخارجى للشخصيات يجب أن يخضع لرؤية المخرج وليس الممثلين، ويجب أن يكون هناك ماكيير واحد للعمل، فمثلا فى مسلسل فارس بلا جواد قدمنا مايقرب من 30 شخصية وشاركت فيه أعداد كبيرة من الممثلين وكان الماكيير واحد ومعه مساعدين».
يزداد انفعالا: «شوف المنتج بيدفع وجبات بكام فى اليوم لكل هذه الأعداد، وتجد اللبيسة بتاخد 1800 جنيه يوميا، ثم يعترضون على زيادة رسوم الرقابة على المصنفات الفنية، بينما يتبارى النجوم فى إعلان أن أفلامهم حصدت إيرادات بالملايين».
يتحدث عن أجور الفنانين قائلا: «قابلتنى سيدة من العشوائيات وقالت لى والنبى والنبى خدنى مرة أشوف الممثل اللى بياخد 50 مليون جنيه أجر بيعدهم إزاى».
وبغضب يقول: «ياأخى حتى لو أخدت 50 مليون ماتطلعش تتمنظر بيهم لأن فى ناس مش لاقية تاكل».
وكشف أنه رفض عرضا بتقديم مسلسل عن حياة سنبل بعد عودته من الهجرة مقابل أجر 50 مليون جنيه، مؤكدا أن الأجور الخيالية إفساد للفن والفنانين، وتساءل: «كيف يحصل فنان على هذا الأجر فى بلد فيه مواطنون لا يجدون قوت يومهم، أنا أستحرم آخد هذا المبلغ، وممكن أعمل المسلسل بأكمله وكل تكلفته بمبلغ 30 مليون».
يتحدث عن أجره فى المسلسلات التى قدمها قائلا: « أنا كان أجرى فى مسلسل رحلة المليون 40 جنيها فى الحلقة، وكنت مبسوط».
«النهاردة مفيش عمالقة فى الفن زى زمان ومع ذلك تجد بعض الفنانين يلقبون أنفسهم بألقاب مبالغ فيها، وأنا عمرى ما أطلقت على نفسى لقب لكن لما حد يلقبنى باستخدم اللقب، وهو ما حدث حين حصلت على جائزة مهرجان الشارقة ولقبنى الشيخ سلطان بن محمد القاسم بلقب فارس الفن العربى».
وتابع: «لا يجب تكريم أى فنان يقدم فنا مبتذلا يحض على العنف حتى لا نصدر لأولادنا أنه فى حالة عدم الحصول على الحق بالقانون يمكن انتزاعه بالذراع».
ويدلل على ذلك قائلا: «زمان ماكناش بنشوف طفل قتل طفل، النهاردة صفحات الحوادث مليئة بجرائم ارتكبها أطفال».
ونيس مات وانتحر
وهنا باغتناه بسؤال: «بالنظر إلى التغيرات التى حدثت فى المجتمع، ماذا يفعل بابا ونيس إذا دخل على أولاده أو أحفاده ووجدهم يستمعون أو يرقصون على مهرجان شقلطونى فى بحر بيرة؟».
فأجاب مسرعا: «ونيس مات».
واستكمل قائلا: «شخصية ونيس 80% من سيرتى الذاتية وحياتى، وعملتها سنة 94 لأنى كنت أشعر بأن هناك هنات فى الأسرة المصرية، وكنت لسه باتعلم إزاى أربى ابنى وبنتى».
يحكى عن موقف شخصى قاده للتفكير فى تقديم سلسلة أجزاء مسلسل ونيس: «ولادى كريم ومريم قالولى يابابا أنت ربتنا غلط، علمتنا مانكدبش ولا ننافق وطلعنا لقينا اللى بيكدب وينافق بيسبقنا، فحزنت وعدت لأقرأ جملة سيدنا على بن أبى طالب التى جعلتنى أقدم مسلسل ونيس والتى يقول فيها: «لا تربوا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم سيعيشون زمان غير زمانكم»، واكتشفت خطأى وخطأ ونيس فى تربية أبنائه، أنه خاف عليهم ولم يعطهم المصل الذى يقاوم أمراض المجتمع وفساده».
وبانفعال قال: «النهاردة الأسرة مش بتعانى من هنات دى بتعانى من كوارث، أنا النهردة مش عاوز أعمل مسلسل، عاوز أنزل الشارع ومعايا خرزانة وأدور فيهم ضرب، ونيس النهردة ممكن يموت وينتحر لو شاف ولاده اتغيروا بالشكل ده لأن كل اللى عمله أصبح سراب».
الثقافة والزيادة السكانية وبناء الإنسان
واستكمل حديثه قائلا: «للأسف نحن لم نتعامل حتى الآن مع قضية الثقافة على أنها نوع من التنمية البشرية، ولم نتعامل معها بالمفهوم الشامل يعنى الحفاظ على الهوية والتأثير على السلوك، وهذا هو الضمان الحقيقى للحفاظ على المجتمع والمشاريع التنموية بمنطق التنمية المستدامة».
وأوضح: «لو عملنا أعظم كبارى وطرق ومشاريع يمكن هدمها بمسلسل واحد أو فيلم أو مسرحية، ومن هنا تأتى أهمية الفن فى بناء الإنسان، وهو ما أنادى به من عام 2011، وقدمت هذه الرسائل فى مسلسل ونيس وفارس بلا جواد وغيرها، فالمواطن البسيط يجب أن يعرف مفهوم التنمية المستدامة حتى يستوعب ما يقام من مشاريع ويحافظ عليها ويعرف أهميتها له وللأجيال القادمة».
وطالب الفنان محمد صبحى بأن يعقد أبناء القوات المسلحة القوات المسلحة ندوات فى المدارس والجامعات ويتواصلوا مع القرى والنجوع، قائلا: «زمان كان فى ضباط يلقون محاضرات فى المدارس مرة كل أسبوع وكان لها تأثير كبير فى تعزيز الشعور بالانتماء، وكان ثروت عكاشة وزير الثقافة يحمل 5 دكتوراه و4 ماجيستير، وجعلنا نحب مصر فأحببنا عبدالناصر، وللأسف يرى البعض أن هذه الأشياء أصبحت قديمة ولا تتناسب مع إيقاع العصر والتكنولوجيا»، وبانفعال قال: «الغرب اخترع السوشيال ميديا علشان يستفيد، وصدرها لنا وهو يعرف أننا شعوب سفيهة فى الاستهلاك، عندنا الزمن رخيص ولكن فى الغرب الوقت له تمن غالى، واستخدموا التكنولوجيا بشكل صحيح ونحن استخدمناها لهدم العقول وتضييع الوقت، ونتعامل معها على أنها تقدم حقائق رغم أن معظم ما يتم تداوله عليها أكاذيب، وأطفالنا تركناهم لأفلام الكرتون التى تروج الشذوذ والسوشيال ميديا التى تشحن عقولهم بأفكار هدامة، وبطلنا عادة القراءة والارتياد والصالونات الثقافية، ولا أحد يقدم التراث والقيم والهوية المصرية، وإعلاء قيمة العمل لهذه الأجيال التى تعيش فى الواقع الافتراضى»، مؤكدا أنه يستفيد من السوشيال ميديا فى عمله، والإعلان عن مسرحياته والتواصل مع جمهوره ولكن لا يستغرق استخدامه لها سوى نصف ساعة يوميا.
يشير إلى أنه رغم أن تعداد المصريين وصل إلى 100 مليون إلا أن 30% من هذا العدد يمثلون قيمة مضافة فى حين أن 70 % قيمة سالبة لأى إنجازات، وهذه النسبة تتكاثر بسرعة وبأعداد كبيرة وتلتهم أى إنجازات وحتى يتم حل هذه المعادلة قال: «الحل ليس بإصدار قوانين فيها ترهيب للمواطن لحل المشكلة السكانية، ولكن بالاستفادة من التجربة التونسية، فتونس منذ 20 عاما لم يزد تعدادها عن 10 ملايين نسمة، وذلك بمنح مكافأة للطفل الأول ونصف هذه المكافأة فى حالة إنجاب الطفل الثانى، أما فى حالة إنجاب طفل ثالث يتم سحب المكافأتين، أما القانون الذى يقترحه أعضاء مجلس النواب بحرمان الطفل الثالث من التأمين والتموين والدعم فهذا غير جائز لأنه مواطن مصرى، ولو دفعت هذه المكافآت ستوفر على الدولة ملايين مما تنفقه على الزيادة السكانية».
وتابع: «يجب أن يفهم الشعب قيمة العمل، ونقضى على ثقافة الكرتونة والإعانة، وأن نحول هذه الأعداد إلى طاقة عمل ونؤهلها لذلك، وتمنح الإعانة لمن يعمل ولكن راتبه لا يكفيه، حتى لا يعتاد العاطل على التسول، ويصبح عالة على الوطن».
يؤكد الفنان محمد صبحى أن القضية التى سيناقشها فى أعماله القادمة هى قضية الجهل وعدم الوعى حتى بين المثقفين، مشيرا إلى أن الجهل لا يعنى الجهل التعليمى أو الأمية لكن الجهل فى كل ما نستخدمه ونتلقاه من الغرب، قائلا: الغرب بيلعب بيك، وعدوك بيلعب بيك والوعى إنك تفهم لو عدوك عاوز يساعدك فى علاج مرض معين موت وبلاش تاخد دواه لأنه أكيد لا يقصد شفاءك.