قدم الموسيقار الكبير فريد الأطرش عشرات الأغانى والألحان التى ارتبط بها الملايين فى العالم العربى من كل الأجيال.
وأبدع الأطرش روائعه وسط منافسة وزخم فنى كبير، وتميز وخلق له لونا خاصا، ورغم أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كان متحفظا فى الحديث عن ألحان وروائع غيره من الموسيقيين إلا أنه أبدى إعجابه الشديد بأحد ألحان وأغانى الموسيقار فريد الأطرش لدرجة أنه صرح بأنه على استعداد للتنازل لفريد عن 5 سنوات من عمره مقابل مطلع هذه الأغنية.
وفى عدد خاص عن الفنان فريد الأطرش بمجلة الكواكب صدر عام 1998، أشار الكاتب الصحفى محمد الدسوقى إلى هذه الأغنية التى توقف أمامها موسيقار الأجيال، ووافقه فى نفس الرأى الموسيقار المجدد بليغ حمدى.
وقال الدسوقى إن هذه الأغنية التى توقف أمامها محمد عبدالوهاب هى أغنية "أنا واللى بحبه" التى غناها ولحنها فريد الأطرش وكتب كلماتها مأمون الشناوى.
وأشار الكاتب الصحفى إلى أن هذه الأغنية التى ظهرت فى الأربعينات كانت بداية توجه فريد الأطرش للألحان الناعمة الانسيابية، وبداية مرحلة التانجوهات وأبدع فيها فريد وبعده سار الكثيرون على دربه.
وبعد وفاة فريد الأطرش قال موسيقار الأجيال عن هذا اللحن أن التركيبة الموسيقية التى ابتكرها فريد فى هذا اللحن لا يمكن أن تخرج إلا من عقل موسيقى نابغ يجمع فى الجملة الموسيقية بين الهندسة والفن، وهو ما يعبر عن مدى تفتحه المبكر على الموسيقى العربية وقدرته على التطور.
وأشار الدسوقى إلى أن بليغ حمدى أيضا أبدى إعجابه الشديد بذات الأغنية واللحن الفريدى رغم اختلافه مع عبدالوهاب فى الكثير من الآراء، وقال عنها: "حين استمعت إلى لحن أنا واللى بحبه توقفت مبهورا ومندهشا فى ىن واحد، لقد كنت صغيرا وقتها ولكنى عاشق الموسيقى والألحان، وقد أحسست بمدى التطور الذى حققه فريد فى هذا اللحن دون غيره، لقد كان فى اللحن شرقية وأصالة ونظر وسفر باتجاه المستقبل، لقد سبق فريد زمنه وزماننا بهذا اللحن.