وحش الشاشة وملك الترسو.. هذه بعض الألقاب التى أطلقت على الفنان الكبير الراحل فريد شوقى، والذى سيطر فى شبابه على أدوار البطل الفتوة القوى الذى يستطيع أن يهزم بقوته ولياقته فريقا كاملا من الأقوياء، ومن هذه الأدوار ماقام به فى أفلام: "الفتوة، جعلونى مجرما، عنتر بن شداد، باب الحديد، الزوج العازب" وغيرها.
ورغم هذه القوة والشراسة التى اشتهر بها الفنان الكبير والتى حصل بسببها على لقب وحش الشاشة كان هناك جوانب كثيرة لا يعرفها الجمهور عن ملك الترسو، كشفتها الفنانة الكبيرة هدى سلطان والتى تزوجت من الفنان فريد شوقى خلال الفترة من عام 1951 وحتى عام 1969 بعد أن جمعتها به قصة حب بدأت منذ اشتراكهما معا فى فيلم " حكم القوى"، وأثمر هذا الزواج عن ابنتين هما "ناهد ومها".
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ 15 فبراير عام 1955، نشرت المجلة مقالا للفنانة الكبيرة هدى سلطان تحت عنوان: "وحش الشاشة بلا أنياب" تحدثت فيه عن بعض الصفات التى لا يعرفها الناس عن زوجها- وقتها- الفنان الكبير فريد شوقى.
وقالت هدى سلطان فى مقالها: "يتقن زوجى فريد شوقى تمثيل الأدوار الشريرة إتقانا جعله نجما لامعاً من نجوم الشاشة، ويعرف القليلون أن وحش الشاشة يتمتع بقلب كبير يفيض رقة وحناناً وإنسانية".
وأشارت النجمة الكبيرة إلى عدد من المواقف والصفات التى لا يعرفها الناس عن وحش الشاشة قائلة: "قد يضحك القراء حين أقول إنه محظور على الطباخ أن يذبح فرخة داخل المنزل أثناء وجود فريد، وحدث أن سافر منذ أعوام بالطائرة إلى لبنان وكانت أول مرة يركب فيها طائرة وقبلها ظل يتلو القرآن الكريم، ولما حلقت الطائرة فى الجو أصفر وجهه وأمسك بطنه، فناديت المضيفة التى اخذت تهدئه وهمست فى أذن زميلتها حتى جاءه قائد الطائرة وأخذ يطمئنه وفريد يتلوى من الألم ولم يهدأ إلى عندما هبطت الطائرة فى مطار بيروت".
وتحدثت هدى سلطان عن موقف أخر يظهر رقة قلب وحش الشاشة قائلة:" نزلنا أحد الفنادق فى بيروت وفى المساء أطفأنا النور لننام، وبعد لحظات هب فريد مذعورا وصرخ قائلا: "هدى، هدى قومى فيه حاجة وحشة على السرير".
وتابعت: "أسرعت بإضاءة الحجرة وضغطت على الجرس لأستدعى الخادم، وأخذ يفتش فى الفراش معنا حتى وجد صرصار وهم الخادم لقلتله ولكن صرخ فيه فريد، قائلا " اوعى تقتله هنا، خده برة الأوضة واعمل اللى انت عاوزه، انا ماقدرش أشوف حد بيتقتل قدامى حتى لو صرصار"
واستكملت الفنانة الكبيرة سرد العديد من المواقف التى تدل على رقة قلب زوجها :"ذات يوم ذهبنا إلى ملهى استعراضى يقدم فقرة أكروبات ويشارك فى الفقرة طفل يقفز لأعلى مسافة ثلاثة أمتار لينزل على قدمى زميله الذى يكبره بقليل، وأدى الطفلان الفقرة بنجاح وصفق لهما الجمهور ولكن فريد انخرط فى بكاء شديد مشيرا إلى أن الطفلين يعرضان نفسهما للخطر من أجل لقمة العيش، وأخذت أهدأه بأنه تم تدريبهما وهذه سنة الحياة، ومع ذلك ظلت الدموع تسيل من عينيه وبعث فى إحضار الطفلين ومنح كل منهما هدية مالية كبيرة تشجيعا ورأفة بهما".
وأضافت: "ذات مرة مرضت ابنتنا ناهد واستدعينا الطبيب الذى رأى أن يحقنها بالبنسلين، وما كادت ابنتى ترى الطبيب والحقنة حتى انهمرت فى البكاء وفجأة وجدت فريد يبكى بجوارها، فأخذت أطمئن ناهد حتى توقفت عن البكاء أما فريد فلم يكف عنه إلا حين أخرجته من الحجرة".