ليس من قبيل الصدفة أن تكون محافظة الشرفية منشأ لعملاقين من عمالقة الفن بل هو عبقرية وسحر المكان الذى صدح منه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ليسكب ألحانه فى آذان عطشى للفن الجميل وكذلك تكون الشرقة التربة الخصبة التى تحتضن عملاق التمثيل النمر الأسود أحمد زكى ويكون حلمه تجسيد شخصية العندليب على الشاشة وعندما يتحقق هذا الحلم يكون هو نفسه قد رحل عن دنيانا وقد قدر له أن يجسد الدور على الشاشة الفضية ولم يقدر له أن يشاهد تحقيق حلمه.
وبعد أن سجل الأسطورتان حليم وزكى اسميهما بحروف من نور فى ذاكرة الفن المصرى وجدنا تشابهًا قلما يوجد بين عملاقين مثلهما، نستعرضه فى التقرير التالى:
الميلاد محافظة الشرقية
جمعت محافظة الشرقية بين النجمين الكبيرين عبد الحليم حافظ وأحمد زكى كمحل للميلاد، حيث ولد العندليب الأسمر بقرية الحلوات محافظة الشرقية يوم 21 يونيو 1929 كما ولد زكى فى 18 نوفمبر 1949 فى مدينة الزقازيق محافظة الشرقية.
فقد الحب الأول
يحكى المقربون من الفنان عبد الحليم حافظ أن حبه الأول كانت فتاة قابلها بالإسكندرية، ذات عيون ساحرة وقد أخفى هذا الحب حتى ماتت، كما قال كمال الطويل إن عبد الحليم فى إحدى حفلاته كان يغنى أغنية بتلومونى ليه وينظر إلى اتجاه معين بالذات فنظر الطويل فوجد هذه الفتاة، كذلك أحمد زكى كانت بينه وبين الفنانة هالة فؤاد قصة حب تكللت بالزواج لكن القدر اختطفها فى شبابها ومات الحب الأول فى حياة كل من العندليب والنمر الأسود.
المعاناة من المرض
عانى العندليب الأسمر من مرض البلهارسيا الذى أصابه فى صغره، وتوفى بسبب تليف الكبد ومضاعفات المرض، كما أصيب زكى بمرض سرطان الرئة وتوفى بسببه بعد انتشاره وصعوبة السيطرة عليه.
الرحيل فى شهر مارس
رحل العندليب الأسمر يوم 30 مارس عام 1977، وكذلك زكى رحل يوم 27 مارس عام 2005 وبذلك يكون كلا النجمين رحلا خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس.
المعاناة حتى يثبت موهبته
عندما كان أول ظهور للعندليب فى الإسكندرية وغنى أغنية صافينى مرة، رفضها الجمهور وطلب منه أغانى عبد الوهاب فرض حليم فثار عليه الجمهور وانسحب عبد الحليم من الحفلة، كما تعرض النمر الأسود لموقف مشابه عندما تم ترشيحه لبطولة فيلم الكرنك لكن تم استبعاده من الفيلم بسبب لون بشرته واستبدل بالفنان نور الشريف مما كان له أثره السلبى على زكى.
الرحيل وهو على قمة الفن
عندما رحل العنديب الأسمر كان على قمة فن الغناء فى الوطن العربى، حيث أفنى عمره فى خدمة فنه الذى عاش من أجله، حتى أنه فى أشد مراحل المرض كان مهموما بما سوف يقدمه لجمهوره، وكذلك الفنان أحمد زكى عندما رحل كان على قمة فن التمثيل فى مصر وقد حفر اسمه فى ذاكرة السينما المصرية كعبقرى فن التمثيل وصاحب مدرسة متميزة فى الفن.