تمر اليوم ذكرى وفاة الشاعر والأديب والفنان عبدالرحمن الخميسى مكتشف سعاد حسنى وبطل من أبطال فيلم "الأرض" ليوسف شاهين، وجد الفنانة الجميلة لقاء الخميسى، ونتذكر اليوم لمحات من حياة ذلك العبقرى المولود فى 13 نوفمبر عام 1920 بمدينة بورسعيد، ودرس فى مدرسة "القبة" الثانوية بالمنصورة، لكنه لم يكمل دراسته بها، فكتب الشعر، وأرسل قصائده فى سن مبكرة لتنشرها كبرى المجلات الأدبية حينذاك، مثل: "الرسالة" للأستاذ أحمد حسن الزيات، و"الثقافة" للأستاذ أحمد أمين، ثم استقر قراره على الانتقال للقاهرة عام 1936.
عبد الرحمن الخميسى ترك "5 دواوين شعرية، وهى: "أشواق إنسان"، و"دموع ونيران"، و"ديوان الخميسى" فى عام 1967، و"ديوان الحب" فى عام 1969، و"مصر الحب والثورة" عام 1980، وفى مجال المسرح كوّن "الخميسى"، فرقة مسرحية تحمل اسمه فى 21 مارس 1958، وقدمت عرضها الأول على مسرح 26 يوليو، بثلاث مسرحيات من تأليف "الخميسى"، وإخراجه، وهى: "الحبة قبة"، و"القسط الأخير"، و"حياة وحياة" ثم قدمت فرقته مسرحية "عقدة نفسية" المترجمة عن الرواية الفرنسية "عقدة فيلمو" لمؤلفها جان برنار لوك واقتبسها للمسرح الإنجليزى جون كلمنتس وسماها "الزواج السعيد"، ثم مصرها أحمد حلمى لفرقة الخميسى. وكانت "عزبة بنايوتى" تأليف محمود السعدنى ثالث عروض الفرقة، وفيها قام الخميسى بدور كشف عن طاقاته كممثل بارع، وقدمت الفرقة بعد ذلك عملها الرابع والأخير، وهو "نجفة بولاق" تأليف عبد الرحمن شوقى، فى مارس 1961، وجابت الفرقة محافظات القاهرة، ثم توقفت بسبب الظروف المالية.
أما عن إسهاماته فى السينما فقدم "الخميسى" للسينما أربعة أفلام شارك فى وضع قصصها وسيناريوهاتها، وألف الموسيقى التصويرية لبعضها، مثل فيلم "الجزاء" 1965 بطولة شمس البارودى وحسين الشربينى، و"عائلات محترمة" عام 1968 حسن يوسف وناهد شريف، و"زهرة البنفسج" عام 1972 بطولة زبيدة ثروت وعادل إمام، كما قدّم للسينما اكتشافه الفنانة الكبيرة سعاد حسنى فى فيلم "حسن ونعيمة" الذى كتب له السيناريو، والذى يعد من أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.
وتقلب عبد الرحمن الخميسى بين مختلف ألوان الفن فى الشعر والقصة والمسرح والتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعى والإخراج السينمائى وتعريب الأوبريت، بل وتأليف الموسيقى والأغانى كتابة ولحنا، ومذيعا عُرف بأنه "صاحب الصوت الذهبى" وكتب للإذاعة عدة مسلسلات، لاقت نجاحا خاصا، أشهرها "حسن ونعيمة" التى تحولت لفيلم، واعتبرها النقاد "قصة روميو وجولييت" المصرية، وانتقل الخميسى إلى تعريب الأوبريتات فى تجربة كانت الأولى من نوعها فى تاريخ المسرح الغنائى، خاصة أوبريت "الأرملة الطروب"، وألّف العديد من الأوبريتات المصرية، ثم انتقل إلى تأليف وإخراج الأفلام السينمائية، إلى جانب ذلك كله كان الخميسى يواصل دوره الصحفى، والأدبى فى مجال القصة والشعر، ومهد الطريق لمواهب كبرى، مثل يوسف إدريس، واكتشف طاقات أخرى، مثل الفنانة سعاد حسنى وغيرها، وترك أثرا خاصا بدوره فى فيلم "الأرض" ليوسف شاهين.
وللخميسى من الأبناء 13، الأكبر عبدالملك والد الممثلة لقاء الخميسى، ثم أحمد الخميسى وشقيقته ضياء وفتحى الخميسى، ثم عزة، ثم عائشة، ثم منى، وله أربعة أبناء من سيدة أخرى هم: عبدالرحمن، وجهاد وعرابى، وطارق، ثم اثنان من سيدة ثالثة هما خالد الخميسى، وهند، أحفاده عددهم 23 حفيدا، منهم لقاء الخميسى الممثلة، وآنا (اسمها على اسم آنا كارنينا الروسية) وهى كاتبة قصة.
رحل الخميسى فى الأول من أبريل عام 1987 فى موسكو، ونقل أبناؤه جثمانه ليدفن فى المنصورة حسب وصيته.
عبدالرحمن الخميسى
عبدالرحمن الخميسى
عبدالرحمن الخميسى
عبدالرحمن الخميسى
عبدالرحمن الخميسى