كشمعة تلفت الأنظار أينما أضاءت وتنشر البهجة والنور فنبتهج بنورها أمتعنا بنوره ثم احترق، وكغيره من عباقرة الفن قليلى الحظ كان يظهر فى مشاهد قليلة من العمل الفنى، ورغم ذلك لا تستطيع أن تنسى كلماته وحركاته وإيفيهاته، فتعيش فى ذاكرتك حتى وإن نسيت باقى أبطال العمل وأحداثه، وهنا تكمن العبقرية والإبداع.
فؤاد خليل الفنان الذى تحل ذكرى رحيله اليوم حيث انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة معاناة مع المرض استمرت مايقرب من 8 سنوات، وتوفى فى مثل هذا اليوم لموافق 9 ابريل من عام 2012، اسم ووجه لا يمكن أن ينسى فى زحام الوجوه الفنية وكثرتها، علامة مميزة تميز كل عمل شارك فيه حتى وإن كانت مشاركته مجرد مشهد واحد، فمن ينسى الريس ستامونى فى فيلم الكيف، وأشعاره التى حفظناها وهو يغنى للقفا، ويقنع المزاجنجى بأهمية ودور القفا فى الحياة بأسلوبه الكوميدى المتميز وحواره وطريقته التى يكاد يحفظها كل من رأى الفيلم ولا يمل من تكرارها، لتبقى عبارة المزاجنجى بحبك ياستامونى مهما الناس لامونى أحد أهم العبارات فى الفيلم، وهو عم سعيد المواطن المطحون الغارق فى مياه الصرف الصحى فى فيلم جاءنا البيان التالى الذى يسخر من سخرية الإعلام ويغنى "الحياة حلوة بس نفهمها" مشيرا إلى أنه يعوم فى حمام الساحة الخاص به مغنيا "بتفوح الروايح منه.. وبيتقل علينا إكمنه"، تلك الجملة التى ارتجلها الفنان المبدع ضمن جمل كثيرة كان يضيفها على العمل الفنى ليمنحه بريقا وتميزا مختلفا.
فؤاد خليل المولود فى 19 يوليو من عام 1940 والذى كان يهوى الفن منذ صغره وكون فريق للتمثيل وهو فى سن 11 عاما، ولكنه التحق بكلية طب الأسنان وتخرج طبيباً عام 1961 ولكنه لم ينس حبه للفن، رغم عمله بالطب فكان أول أعماله المسرحية عام 1968 فى مسرحية سوق العصر، وبعدها توالت أعماله المسرحية ومنها مع خالص تحياتي، وراقصة قطاع عام، وعلى الرصيف، وسوق ا، كما شرك فى العديد من الأعمال السينمائية التى أبدع فيها حتى وإن شارك فى مشهد واحد ومنها، أفلام الكيف، جاءنا البيان التالى، ي، الوحوش الندل، والبيضة والحجر ،الدنيا على جناح يمامة، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، وغيرها وكان آخر أعماله فيلم "صايع بحر" وظهر فيه فى مشهد واحد فقط، كما شار فى عشرات المسلسلات.
ورغم قدراته الكوميدية الكبيرة كان الفنان المبدع فؤاد خليل يمتلك قدرات أخرى هائلة لم تستغل حتى رحيله فمن يراه مجسدا دور الساحر فى فيلم التعويذة يوقن بأن لديه الكثير من الإمكانيات لم يتم استغلالها.
كان فؤاد خليل يجور على صحته وينسى أى تعب وهو يؤدى دوره فيكفى أن ترى مشهده وهو غارق فى المياه فى فيلم "جاءنا البيان التالى" رغم كبر سنه وماعاناه من تعب وهو يجسد هذا المشهد لتعرف أنه دفع من صحته الكثير فى سبيل فنه، حتى أصيب عام 2002 وبعد انتهائه من فوازير عمر فؤاد بشلل وجلطة فضلا عن إصابته بمرض السكر وقضى أكثر من 8 سنوات فى نهاية عمره على كرسى متحرك حتى توفاه الله فى مثل هذا اليوم من عام 2012 بعد حياة أعطى فيها للفن أكثر مما أخذ ولكنه بقى بأعماله وفنه فى وجدان الملايين.