يعتقد البعض أن أبناء الوسط الفنى جميعا تربطهم علاقة صداقة وتجمعهم العديد من المناسبات وأن كل منهم يعرف الآخر، ولكن أحيانا يختلف الواقع عن هذه الصورة، وقد يتقابل بعض الفنانين دون أن يعرف أحدهم الآخر أحيانا ينسى اسمه.
وهذا ماحدث مع عدد من نجوم الزمن الجميل وسبب لهم بعض المواقف المحرجة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1958 نشرت المجلة موضوعاً بعنوان "حاجة تكسف" تضمن عدداً من المواقف المحرجة التى وقعت لبعض الفنانين الذين وقعوا فى حرج لأنهم لم يعرفوا بعضهم فى أول مقابلة أو لم يتذكروا أسماء بعضهم البعض.
ومن بين هذه المواقف ما حدث بين تحية كاريوكا وشكرى سرحان الذين اختارهما لمخرج صلاح أبو سيف لبطولة فلمه "شباب امرأة"، ولم يكن شكرى سرحان قابل تحية كاريوكا من قبل، وبدأ قبل أول أيام التصوير الاستعداد للمشاهد والتدريب عليها.
وفى أول أيام التصوير دخلت كاريوكا البلاتوه ولكنها لم تنظر إلى شكرى سرحان أو تلقى إليه أى تحية، وأقبل عليها سرحان ليسلم عليها قائلا: "صباح الخير يامدام"، ولكن ودون اهتمام ردت الفنانة الكبيرة: "صباح الخير ياأفندى"، فشعر شكرى سرحان بالحرج، وقال لها: أنا شكرى، وأيضا لم تنتبه كاريوكا، وسألته بدهشة: شكرى مين؟، فتصبب وجه الفنان الكبير عرقاً، وقال شكرى سرحان، وهنا انتبهت كاريوكا وتداركت الموقف وأسرعت لتسلم على زميلها معتذرة، ومتعللة بأن ذهنها كان مشغولاً ولم تنتبه، والواقع أنها لم تكن تعرفت عليه من قبل ولا تعرف شكله.
أما الفنان الكبير يوسف وهبى فقد وقع فى موقف آخر مشابه عندما دعت إحدى شركات السينما نجوم الفن والعاملين فى السينما لمناقشة مشكلة الفيلم الخام عام 1942، وعندما دخل يوسف بك سلم على جميع الحاضرين ووجد صبية تجلس بين السيدات، وعندما بدأ الاجتماع قال: أرجو من السيدات إخراج أطفالهن خارج القاعة منعاً للإزعاج، فتلفتت السيدات الحاضرات ولم يجدن أى أطفال، فسألت راقية إبراهيم الفنان الكبير قائلة: "مفيش حد جايب ولاده ياأستاذ"، وهنا أشار يوسف وهبى إلى فاتن حمامة، وقال: "أمال بنت مين دى"، فضحك الجميع، وسرعت الصبية لتقول: "أنا فاتن حمامة ياأستاذ"، فضحك الفنان الكبير، وبعد الاجتماع دعا فاتن حمامة ليسند لها دورا هاماً فى فيلم "ملاك الرحمة".