محمود فرج هو نجم الحلقة الجديدة فى سلسلة "المنسيون فى الفن" وهم كما ذكرنا من قبل كوكبة من الفنانين الذين أمتعونا بأدوارهم حتى ولو كانت صغيرة، فهم كما أطلق عليهم الفنان رشدى أباظة " طبق السلطة الشهى على مائدة الفن " والكثير منا لا يعرف أسماءهم الحقيقية وقصص حياتهم وكيفية دخولهم عالم الفن وهم بالمناسبة ليسوا كومبارس بقدر كونهم فنانين لهم أدوار مؤثرة فى السينما أو يقدمون أدوارا مساعدة، وبعضهم تطور من تقديم أدوار صغيرة لتقديم أدوار أساسية فى الأفلام مع أبطالها، وحقهم علينا أن نعرف الجمهور بهم ليعرف أسماءهم مثلما يحفظ وجوههم وهم بالمناسبة يتعدى عددهم الـ1000 فنان وفنانة وأغلبهم لم ينالوا حظهم من النجومية والشهرة كغيرهم من نجوم الصف الأول والثاني، إلا أنهم بأدائهم الصادق وتفانيهم فى العمل نالوا محبة الجمهور، وتركوا بصمة خاصة فى تاريخ السينما المصرية.
الفنان محمود فرج كان قبل التحاقه بالمجال الفنى بطل من أبطال الملاكمة فى مصر ــ وهو بالمناسبة عم المصارع الكبير والإعلامى الراحل الكابتن ممدوح فرج ــ وقد درس محمود التربية الرياضية وحصل أيضا على بكالوريوس التجارة ودرس الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلى تخرجه من معهد الفنون المسرحية فقد كان محبا للعلم والفن والرياضة.
ملامح الفنان محمود فرج وبنيانه الرياضى جعل المخرجين يحصروه فى أدوار الشر برغم أنه كان عكس ذلك تماما بشهادة كل الوسط الفنى فقد وصفه الفنان إسماعيل ياسين بأنه طيب القلب ومتواضع وخدوم أما عن قصة دخوله عالم السينما فقد كانت أولى مشاركاته من خلال فيلم " أيامنا الحلوة " فى المشهد الشهير الذى دخل فيه مباراة فى الملاكمة مع الفنان أحمد رمزى على "سطوح" العمارة وكان اسمه فى الفيلم "شكرى الملاكم ".
بعد هذا الدور توالت أدوار محمود فرج فى السينما وشارك مع اسماعيل يس فى الكثير من افلامه منها : إسماعيل ياسين فى البوليس الحربى، الفانوس السحرى، وقدم طوال مشواره الفنى حوالى 100 فيلم منها : الرجل الثانى 1958، فجر الاسلام 1971، ضربة شمس 1980، ابن كليوباترا 1965 وكان اخر أعماله السينمائية عام 1986 فيلم " احضان الخوف " بالاضافة إلى أعماله التليفزيونية حيث قام بدور "وحشى " قاتل حمزة عم الرسول (ص) فى مسلسل "محمد رسول الإنسانية" وشارك ايضا فى فوازير رمضان مع شريهان والمخرج فهمى عبد الحميد 1987 ومسلسل"لا إله إلا الله "و"الكعبة المشرفة".
محمود فرج قدم أدوارا كثيرة جميعها كانت تنحصر فى الرجل المدبر للمكائد والشرير أو يكون أحد الكفار فى المسلسلات أو الأفلام الدينية ولكن هناك ثلاثة أدوار قدمها تعد هى الأشهر فى مشواره السينمائى أولها هو دور " عفركوش بن برطكوش " فى فيلم الفانوس السحرى ونتذكره فى هذا الفيلم بعدة جمل منها «يا مصطفى»، التى كان يقولها بطريقة مميزة مازالت محفورة فى الأذهان إلى الآن.
ومن أشهر جمله أيضا التى مازالت محفورة فى عقولنا "شلت يداي.. لا لا إنها سليمة" التى قالها فى المشهد الشهير فى فيلم "فجر الإسلام" حينما كان يهدم الاصنام وهو يقدم شخصية "حنظلة" كما أنه مشهور بدور "مجانص" وهى الشخصية التى قدمها مع إسماعيل ياسين فى فيلم "إسماعيل ياسين فى البوليس الحربى" وهو الاسم المرتبط به والذى يعرفه كل الجمهور من خلاله.
مالا يعرفه الجمهورعن محمود فرج أنه فى عام 1964 شارك فى فيلم إيطالى بعنوان " ابن كليوباترا"مع الفنان الراحل يحيى شاهين وكان له تجربة فى الكتابة والتأليف، حيث قام بتأليف مسلسل إذاعى يحمل اسم " الفراشة القاتلة " كما أنه فى المسرح مثل فى روائع الأعمال المسرحية ومنها مثلا مسرحية " عطيل " كما أنه قدم الفوازير مع الفنانة شريهان فى 1987.
محمود فرج فى أواخر أيامه انحصرت عنه الأضواء مع تغير الزمن وتغير الأجيال وبعيدا عن عمله بالفن كان موظفا بوزارة الكهرباء واحيل للمعاش وهو وكيلا لوزارة الكهرباء بالإسكندرية وقبل رحيله كان متأثرا بحالة نفسيه سيئة، بعد تعرضه لموقف شعر معه بنوع من العجز عندما تعذر عن دفع فاتورة مياه كبيرة بعد قيام مالكة العقار بقطع المياه عن مسكنه فتملكه شعور بغياب القيم الإنسانية التى تربى عليها وتغير طبائع الناس، وظل يتألم نفسياً وجسدياً مع معاناته بمرض السكرى الأمر الذى أدى لقطع إحدى قدميه بالإضافة لعدم تمكنه من النظر بالعين اليمنى وظل مريضا حتى توفى فى 5 يوليو 2009 عن عمر يناهز 87 عاماً.