كان نجوم الزمن الجميل يلتقون دائما فى رمضان وتجمعهم موائد ومواقف وحكايات كثيرة، حيث كانت تربطهم علاقات صداقة قوية، وكانت هذه اللقاءات تتسم بروح الود والدعابة وتمتلئ بالنوادر والمواقف الطريفة.
وحكى نجوم الزمن الجميل عن كثير من هذه المواقف، سواء فى مذكراتهم، أو فى مقالات نشروها فى الصحف والمجلات، كما غطت المجلات الفنية، التى صدرت وقتها، كثيرا من هذه اللقاءات، ورصدت ما كان يدور فيها.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى شهر رمضان عام 1961 نشرت المجلة عددا من النوادر التى حدثت لنجوم الزمن الجميل فى رمضان.
ومن هذه المواقف ما حدث فى بيت الفنان الكبير محمد فوزى الذى أقام سهرة رمضانية فى بيته بالهرم، دعا فيها زملاءه من الفنانين والموسيقيين ومؤلفى الأغانى للسحور.
وكان من بين الحضور الشاعر سيد مرسى مؤلف الأغانى، وحين جاء موعد السحور دعا فوزى الجميع للمائدة، ولكن سيد مرسى حاول الاعتذار، مشيرا إلى أنه تناول طعاما كثيرا فى وجبة الإفطار، وأنه مصاب بالتخمة، ولكن فوزى ألح عليه، فجلس يشارك الجميع الطعام.
وفى أثناء الأكل لاحظ الشاعر مأمون الشناوى أن سيد مرسى كان يتناول الطعام بشراهة ونهم شديد، حتى أنه أكل أضعاف ما أكله زملاؤه، فضحك مأمون وقال: "إيه ده يا سيد واضح إنك فطرت كازوزة النهاردة"، فضحك باقى الحضور على سيد مرسى الذى كان قبل قليل يحاول الاعتذار لأنه شبعان ومصاب بتخمة.
جدير بالذكر أن شهرة الشاعر سيد مرسى انطلقت بعد أن كتب أغنية "عالحلوة والمرة" التى غناها المطرب عبد الغنى السيد، وبعده غناها عدد من المطربين والمطربات، وكتب سيد مرسى بعدها مئات الروائع لكبار المطربين، منهم: شادية وهدى سلطان ووردة وفايزة أحمد وليلى مراد ومحمد قنديل وسعاد مكاوى ومحرم فؤاد وعفاف راضى وميادة الحناوى، ولحن أشعاره كبار الملحنين، منهم: محمد فوزى ومحمد سلطان وبليغ حمدى.
ومن بين الأغانى التى كتبها سيد مرسى ما يعبر عن نار الشوق والحب والغربة، منها: "احضنوا الأيام، وحشتونى، يا ولاد الحلال، اشترونى، خليكوا شاهدين، صعبان علينا، والنبى وحشتنا، ردوا السلام، أهى دى الدنيا، أول وآخر حبيب، فاتت سنة، اسمعونى، خليك هنا خليك، كله ماشى، وأدى حالك يا هوى".