كشفت الحاجة هناء حسين حفيدة صوت السماء الشيخ محمد رفعت تفاصيل علاقته بعمالقة ونجوم الفن الذين جمعتهم به علاقة صداقة قوية.
وقالت الحفيدة فى تصريحات لـ"عين" إن جدها كان واسع الاطلاع فى كل المجالات وكان يمتلك مكتبة ضخمة تضم مختلف الكتب وأن والدها كان يقرأ له هذه الكتب منذ كان عمره 9 سنوات.
وأوضحت الحاجة هناء أن الشيخ رفعت كان يحب سماع الموسيقى الكلاسيكية وكن لديه أسطوانات كثيرة لبيتهوفن وموتزارت.
وأكدت حفيدة الشيخ رفعت أن منزل جدها كان ملتقى وصالونا ثقافيا اجتمعت فيه كل الأطياف والأديان بعدما ذاعت شهرته، فالتف حوله الفنانون والأدباء والمفكرون وعلماء الأزهر والقساوسة والرهبان وحتى المواطنون اليهود.
وقالت حفيدة الشيهخ رفعت: «كان يُعقد فى بيت جدى صالونات ثقافية يحرص على حضورها أعلام الأدب والفن والثقافة ومنهم فكرى أباظة والشاعر أحمد رامى، ومحمد التابعى، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووالدها الشيخ إبراهيم، وليلى مراد ووالدها اليهودى قبل دخولها الإسلام، ونجيب الريحانى».
وتؤكد أن عمالقة الطرب مثل أم كلثوم وليلى مراد كانوا يستمعون له ويتعلمون منه المقامات.
وأضافت: «كان عبد الوهاب يقول أنا صديق الشيخ رفعت حتى يقرأ القرآن فأصبح خادما تحت قدميه»، مؤكدة أن حيدر باشا أباد وهو مهرجا هندى من أثرياء الهند حاول إقناع جدها وإغرائه بالمال لإحياء ليالى رمضان فى الهند بأى مبلغ يطلبه، حتى وصل إلى 100 جنيه يوميا وكان هذا مبلغ خرافى فى ذلك الوقت ولكن الشيخ رفعت رفض.
وتابعت:" المهرجا الهندى وسط الموسيقار محمد عبدالوهاب الذى كان صديقا لجدى لإقناعه بالسفر، حتى أن عبدالوهاب قال لجدى إنه سيسافر معه، ولكن الشيخ رفعت رفض لأنه كان لا يفضل القراءة فى أى بلد أو إذاعة أخرى سوى الإذاعة المصرية، وبالفعل أحيا رمضان فى الإذاعة المصرية فى هذه السنة مقابل 100 جنيه طوال الشهر".
وأكدت الحاجة هناء أن جدها كان صديقا للعديد من القساوسة والرهبان الذين عشقوا صوته، موضحة أنه ربطته علاقة قوية بنجيب الريحانى وبديع خيرى، وأن الريحانى كان يبكى عندما يستمع إلى القرآن منه، وقال إنه عندما يكون عنده مسرح، والشيخ رفعت يقرأ فى الإذاعة لا يفتح الستارة حتى ينتهى الشيخ رفعت من القراءة.
وأشارت حفيدة الشيخ رفعت إلى أن الريحانى كتب مقالات عن جدها وتحدث عنه فى مذكراته، كما كان يصطحبه فى فترة مرضه بالحنطور الخاص به ليخفف عنه ألام المرض.
وكتب الريحانى مقالا فى حب الشيخ رفعت بعنوان: «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» يشير فيه الريحانى إلى فضل القرآن عليه وما تعلمه منه، بعد قراءته مترجما بالفرنسية وسماعه بصوت الشيخ رفعت قائلا: ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى هز كيانى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة، وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها، صممت على لقاء الشيخ رفعت، فالتقيته أكثر من مرة وتصادقنا»، ووصف الريحانى الشيخ رفعت بالعالم الكبير، وأن صوته هو الخلود بعينه، مؤكدا أن نبراته احتار فى فهمها العلماء، وأنه عندما سأل عبد الوهاب عن سر حلاوة هذا الصوت قال إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر».