عائلة بأكملها اتبعت خطى والدها لمحاربة الفيروس التاجى، إذ انتقل 3 من الإخوة الـ4، رافايلى وفاليريو وماريا، إلى الشمال للعمل بين كومو وسويسرا، بينما بقيت ستيفانيا فى نابولى، لرعاية المرضى فى مستشفى بيليجرينى، وفقا لصحيفة "leggo" الإيطالية.
وورث الأبناء حب الطب والتمريض من والدهم جورجيو ماوتونى الممرض المتقاعد صاحب المسيرة المهنية التى بلغت 40 عاماً، باذلين كل جهودهم لرعاية مرضى الفيروس التاجى والتخفيف عنهم، آملين فى انتهاء الوباء وعودة الحياة لطبيعتها.
ويواجه الأشقاء الأربعة الخطر يوميا لتعاملهم مع الوجه الآخر الصعب للطوارئ الصحية التى تمر بها بلادهم؛ لاتصالهم المستمر مع مرضى "Covid-19" المعلقين بين الحياة والموت، ما يعزز احتمالات إصابتهم بالعدوى.
ويعمل رافايلى، الأخ الأكبر، والذى يبلغ من العمر 46 عاما، وهو متخصص فى ديناميكا الدم، بمستشفى Cardiocentro فى مدينة لوجانو السويسرية.
وانضم الشقيق الثاني لعائلة ماوتوني، فاليريو، صاحب الـ43 عاماً، إلى الحرب على فيروس كورونا كممرض متطوع فى قسم العناية المركزة بمستشفى Sant'Anna فى مدينة كومو بشمالى البلاد.
أما ماريا، الشقيقة الصغرى، والتي تبلغ من العمر 36 عاما، وهي أم لطفلين، فتعمل أيضا مع شقيقها فاليريو بجناح "كوفيد" فى مستشفى Sant’Anna، حيث لم يكن يومها الأول سهلا على الإطلاق، والتي تغلبت على خوفها بفضل كلمات والدتها المشجعة قائلة: "المشاكل يجب أن تواجه، وإلا تفاقمت"، لترتدي قناعها وقفازاتها وتنسى جميع مخاوفها برعاية مرضى الفيروس التاجي.
أما الشقيقة الرابعة، ستيفانيا، صاحبة الـ38 عاما، فهى ممرضة أيضا وبقيت فى مدينتها الأم نابولى، والتى قررت العودة مرة أخرى للعمل فى مستشفى Vecchio Pellegrini، ذات القلب الطيب الرقيق التى تقرض هاتفاً المحمول للمرضى المسنين للتواصل مع أسرهم من خلال إجراء مكالمات الفيديو، كما تقوم بجمع البيجامات والملابس للمرضى الذين بلا مأوى ويعالجون فى المستشفى.
وولد الأشقاء الأربعة فى أحد الأحياء الشعبية بمدينة نابولى فى جنوبى البلاد، حتى أصبحوا الآن فخورين بما وصلوا إليه، وبما يفعلونه فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها بلادهم.