- "ليالينا 80" يجيب على تساؤلات شغلت تفكيرى
- معنديش مشكلة فى أى أدوار بس حذر من الكوميدى.. ودايما أقول أنا بعرف أضحك مش بعرف أضحّك
- مفهوم "اعمل النوع دا علشان تضمن المكسب مبقاش موجود"
يحرص النجم إياد نصار دائمًا على تقديم الأعمال التى تتناسب مع أفكاره سواء فى الدراما أو السينما، حيث إنه يبحث دائمًا عن الموضوعات التى تشغل باله وهو جعله يختار "ليالينا 80" ليكون مسلسله فى شهر رمضان هذا العام، خاصة أنه مهموم دائمًا بالطبقة الوسطى، واختفاؤها واندثار دورها فى فترة الثمانيات، وذلك ما يتم مناقشته فى المسلسل الذى تنطلق أحداثه من عام 1980 وتحديدًا بعد اغتيال الرئيس السادات.
إياد تحدث مع "عين" عن المسلسل والموضوعات التى أجابت على أسئلة شغلت باله حول الطبقة الوسطى، وأوضح الغرض من مشهد اغتيال السادات وفائدته للأحداث، وتطرق لسبب حب الجمهور دئمًا للنوستالجيا وحنينهم إلى الماضى، كما تحدث عن السينما والمراحل غير المنتظمة التى مر بها وأمور أخرى فى الحوار التالى.
فى البداية لماذا تحمست لتقديم مسلسل "ليالينا 80" فى رمضان هذا العام؟
حقيقة كان أمامى أكثر من مشروع للعرض فى شهر رمضان هذا العام، ولكن دائماً يلتفت انتباهى إلى الأعمال التى تعتمد على العودة إلى فترة تاريخية معينة، إضافة أن من الأشياء التى تشغل تفكيرى دائمًا الطبقة الوسطى التى لم تعد موجودة فى مجتمعاتنا العربية، وسط تساؤلات حول أين ذهبت؟ وماذا حدث لها؟ و"ليالينا 80"يناقش هذا الموضوع بشكل معين ولذلك قررت تقديمه.
هل قراءتك فى التاريخ المصرى أو العربى مرتبط بأعمال تقدمها؟
أقرأ دائمًا قراءة تاريخية وتحليلية، فأوقات تكون دراسات مجتمع أو مثل ذلك، وعلى قدر الإمكان أحاول متابعة تطور المجتمع فى الحقب الزمنية، ولكن فى نفس الوقت يكون فيه وجهة نظرى وتحليلى الخاص، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بشكل علمى دقيق، بقدر ما هو إحساسك أنت كإنسان، أما مسألة القراءة المرتبطة بالأعمال فلا أقوم بها خصيصًا لأنى أذهب دائمًا إلى المشروعات التى أستطيع التعبير عنها أو لدى فكرة أريد توصيلها والتى تعبر عنى بغض النظر حول كونه إيجابيا أو سلبيا.
معنى ذلك أن حقبة الثمانينيات بها أفكار تعبر عنك وتريد توصيلها؟
تشغلنى دائمًا الطبقة الوسطى التى كانت لها دورها المهم فى المجتمع خلال مرحلة معينة، وفى فترة الثمانينيات، أصبحت هذه الطبقة مشغولة بالأمان الاقتصادى أكتر بعد ما كان كل اهتمامها بثقافة المجتمع وتثقيفه، وكانت هذه الطبقة تنتج أغلب هذه ألفئات، وبعد ذلك انشغلت بأمانها الاقتصادى الذى أصبح الهاجس الأهم لهم، وأفقدها ذلك دورها، ويتمثل ذلك فى سفر "هشام" الشخصية التى أقدمها إلى الخليج لتأمين مستقبله.
إياد نصار فى ليالينا
مع طرح البرومو توقع الجمهور أن يكون المسلسل يحمل طابعًا سياسيًا بسبب مشهد اغتيال السادات؟
الجميل فى "ليالينا 80" أن اغتيال السادات كان هو الحدث على كل شاشات العالم فى لحظة، وكان المجتمع المصرى فى خلفية الحدث، ونحن نستعرض تأثير الحدث على المجتمع نفسه، ففى "ليالينا 80" فى الخلفية الحدث السياسى والمقدمة المجتمع نفسه، فالأحداث بدأت من هذه اللحظة وبعد ذلك نرى أثرها، فهو ليس عمل سياسى، ولكن بعمقه ترى عملاً يتكلم فى سياسة بتأثر على مجتمع.
إلى أى مدى ترى تعطش الجمهور لأعمال الحقب الزمنية؟
المراحل التاريخية الأقدم هى مرحلة الاكتشاف عند المشاهد، أن يشاهد الحياة فى فترة معنية وكيف أصبحت منفصلة تمامًا عن ما نحن فيه، أما مرحلة "الثمانينيات" متبقى منها أشياء معنا حتى الآن مثل الفيديو والكاسيت الموجدين فى المنازل حتى وإن كنا لا نستخدمه، وهنا النوستالجيا هى الأهم، حالة الحنين لمرحلة معينة هى الموجودة، لأن عناصر هذه الفترة موجودة حياتنا من بنايات وتفاصيل وناس نعرفهم، هناك حالة حنين عند المشاهد عندما يرى هذه الحقبة التاريخية.
حنين للماضى جإذب دائماً لنوعية معينة من الجمهور ولكن فى الدراما هذه التيمة ليست المفصلة أو بالمعنى الدارج "غير تجارية"؟
"ليالينا 80" يناقش إنسانيات لكل البشر، فيتكلم فى أفكار بسيطة وغير معقدة، نتكلم عن بنى آدمين، فالمسألة هنا ليس فكرة تيمة تجارية أو لا، بقدر ما هو شكل وطريقة الطرح، لأن هناك طريقة بسيطة وأخرى أكثر تعقيدًا، حسب مَن الجمهور المستهدف من المشروع، فنحن نتناول المرحلة التاريخية بمنتهى البساطة من خلال قصص بسيطة جدًا، ومشاكل معروفة ومفهومة وحكايات لكل الطبقات، فهو ليس مسلسلا نخبويا بالمفهوم المتكبر، وإنما عمل به عمق، يستطيع مشاهدته بأكثر من مستوى.
اياد نصار وغادة عادل فى مشهد من ليالينا
تعاونت مع غادة عادل فى "سر علنى" و"كازابلانكا" وصابرين فى "أفراح القبة" وخالد الصاوى فى "أدرينالين" فإلى أى مدى يفيد تكرار العمل مع نفس الفنانين؟
تكون فاهم أكثر للممثل الذى أمامك، لكن نحن نتطور من عام لآخر، فبالنسبة لغادة عادل بعد "سر علنى" قدمناه منذ سنوات، وتطورت بعدها وهى أيضًا تطورت، حتى أنا وخالد الصاوى تعاونا فى فيلم "أدرينالين"، ولم نتقابل فى "الفيل الأزرق 2" ونلتقى بعد هذه الفترة كله، فطبعا هناك خطوات مختلفة وتغيير فى طريقة التفكير وفهمك للتمثيل، وتظل الكيمياء عندما تكون موجودة بين ممثلين طبعًا أهم، فكرة التفاهم تجعل الممثلين واثقين فى بعض، فعندما تقدم عملا وترى نتيجته فأنت فاهم الممثل الذى أمامك كيف والعكس صحيح.
وحالة وقوف ممثلين أمام بعضهما للمرة الأولى كيف يكون الوضع؟
عندما تتواجد الثقة والكيمياء مع ممثل أفضل من آخر تتعامل معه لأول مرة لا تعرف طريقته فكل ما تعرفه عنه هو نتائج أعماله، وذلك يتطلب وقتا حتى يتم كسر الحواجز بينكما، وفى النهاية يظل الهرمون فى الشغل يحصل أو ميحصلش.
ما سر تقديم إياد نصار للأدوار الجادة فقط والابتعاد عن اللايت والكوميدى؟
معنديش مشكلة فى أى نوعية من الأدوار، لكن حتى الآن لم أتلق عرضا لمشروع كوميدى، كما أشعر أن هذه المنطقة إذا دخلت فيها، لابد أن يكون لها شكل خاص، أنا عندى حذر وباعد عن الكوميدى، وأقدم نوعا أستريح له، أن تقدم نفسك بشكل معين، فى نفس الوقت هناك البعض الذى يحب التعبير عن نفسه بالكوميدى.
النجم اياد نصار
وبم تفسر عدم وصول أى عروض لأدوار كوميدية لك حتى الآن.. هل بسبب طبيعتك الجادة؟
لا أعرف، يمكن شايفين إنى شخص واخد خط معين، وشكل معين من الأعمال وفى ناس كتير مثلى، أنا برج العقرب، وعندما ترى الأوساط القريبة منى هتسمع كلام مختلف تماما عما تراه، فعندما تكون فى دائرة عارف الهزار لن يقلل ذلك منك، ولن يعطى وجهة نظر مختلفة عنك، من حولك مدركين أنت بتهزر عشان احنا مبسوطين مع بعض، بس أنا دايمًا بقولهم أنا بعرف أضحك مش بعرف أضحّك، إنك تعرف تضحك تصنف كوميدى، تستقبل النكتة، ده إنجاز.
كيف تعاملت مع أزمة انتشار فيروس كورونا طوال الفترة الماضية حتى الآن؟
الأزمة ليست سهلة على الإطلاق، خصوصا أنك مرتبط بتصوير مسلسل لابد أن يتم الانتهاء منه، ودائمًا يوجد احتياطات وحذر، وأنا معنديش فوبيا من الأمراض ولكن أوقات الوهم يجعلك دائمًا تشعر بأى أعراض وتعتقد أنها كورونا، المشكلة إن الموضوع ليس مرتبطا بك بفرد، أنت خايف على اللى حواليك، لو الموضوع لوحدك كان هيبقى تمام، كان هيبقى أقل حذرًا، بس المشكلة إنك تخاف على حواليك.
ما الذى تعتقده إيجابيًا فى أزمة كورونا خصوصا مع مقولة رب ضارة نافعة؟
لو هتيجى على مبدأ رب ضارة نافعة، إن شاء الله محدش يتضرر والأمور تعدى، ونطلع من المرحلة دى بإذن الله، ولكن شخصى رأيت أثرا لهذه الأزمة، أننى لم أكن أقضى وقتا كبيرا فى البيت، بسبب الشغل والاجتماعات والتحضيرات، ولكن حاليًا أصبح هناك وقت أطول مع العيلة، أولادى يرونى كثيرًا، أنت شفت عيلتك بطريقة وقضيت وقت معاها بطريقة أفضل، قعدنا، أنا أب نشيط على أد ما اقدر، الفترة دى كنت مع الأولاد أكتر، بعمل نشاطات أكتر، بعمل عروض سحر أكتر، حاولت، قربتنى أكتر.
اياد نصار فى كواليس ليالينا
عملك فى السينما مر بمراحل من بداية قوية وبطولة مطلقة لغياب سنوات حتى العودة المكثفة خلال العامين الماضيين؟
«مصور قتيل» قمت ببطولته عام 2012، وكان مشروع حلو جدًا، ولكن لم يأخذ حقه بسبب ظروف معينة، وبعد ذلك لم يكن هناك مشاريع مثل التى أبحث عنها ودخلت السينما فى شكل معين للمشاريع التى تنجح، شكل معرفش أكون موجودا فيها، مش شبهى، ولما رجعت السينما تعمل أفلام فعلًا أحب أكون فيها فكنت فى مشروعات أرغب بالتواجد فيها، بمعنى أنه عندما عادت السينما تقديم أنماط متنوعة أكتر، ولا تعتمد على فكرة وأحدة، أصبحت أحب التواجد فيها.
ولكن دائمًا ما كنت تصرح فى الفترة من 2013 حتى 2018 بأنك مازالت تحأول اكتشاف نفسك سينمائيًا؟
لأن خلال هذه الفترة لم يكن تواجدى السينمائى على نفس قوة الدراما، ورغم ذلك قدمت أكثر مثل فيلم «ساعة ونص»، واختفت النوعية التى أبحث عنها حتى جاءنى «تراب الماس»، وشعرت أن السينما بدأت فى الخروج من النمط السائد خلال فترة معينة، أصبح هنا كم جرأة أكبر مثل «الفيل الأزرق» به مغامرة ونجح، «تراب الماس»، مشروع مهم وفيه مغامرة كذلك، بقية المشاريع فيها شغل وفيها نوع صح ومحترم بدأت تتواجد أكتر من النوعية اللى كانت هى المضمونة فى وقت معين.
معنى ذلك أن نوعية الأفلام المقدمة فى السينما حاليًا تناسب أفكارك؟
طبعًا وهذا السبب فى تواجدى الكبير خلال السنوات القليلة الماضية، فقدمت «كازابلانكا» كازابلانكا مشروع أكشن وتجارى تم تنفيذه بشكل مميز، فيلم «الممر» بقالنا سنين مشوفناش النوعية دى من الأفلام، وكان المنتجون بيقولوا إيه اللى يدخلنى بالفيلم دا فى شباك تذاكر وأنا خسران، فأهو كسب، بعدين «الفيل الأزرق 2» حقق نجاحا كبيرا وأيضًا «ولاد رزق 2»، الأفلام المصنوعة بشكل محترم كسبت، وذلك غير مفهوم إنك فى نوع معين من الأفلام لو عملته فأنت ضمنت إنك كسبان، وطبعًا كلامى معروف أنا بتكلم عن إيه، ده مات، وده بقى مبقاش يكسب دلوقتى ومبقاش يتعمل أصلًا.
اياد نصار
ما موقفك من مسلسل الجماعة 3 الذى تم الإعلان عن تحضيراته وتقديمه فى الفترة المقبلة؟
سمعت فقط ومعنديش فكرة أكتر من كدا، لو بيكلموا المراحل فأنا قدمت حسن البنا، مش هينفع، لما كلمنى أستاذ وحيد حامد فى الجزء التانى وقالى فيه مشهد قولتله طبعًا أنا موجود، أصل الجماعة مشروعى، مش حاجة أتنصل منها، مش مرحلة وخلصت، مشروع مهم، أنا موجود فى الجزء الأول والتانى، ولو طلب منى أتواجد فى الثالث هبقى موجود، بس الأكيد مش هكون موجود فى شخصية تانية، أعتقد أنه مش هينفع إنى أكون فى حاجة غير حسن البنا.
إلى أى مدى تضع حدود للشخصيات التى تقبل تقديمها؟
معنديش حدود، لكن أوقات فيه ناس بيبقى عندها وجهة نظر معينة بسمعها، يقولك بلاش الدور ممكن الناس متحبش النوع ده من الشخصيات، ممكن تكرهك أوى، مثلًا لما قدمت شخصية ديفيد الإسرائيلى فى «الممر»، كان فيه خوف الناس تكرهنى، أنا عاوزاها تكره الشخصية بس فيه ناس مش بتعرف تميز، لكن فى نفس الوقت مرحلة الناس اللى مبقتش تميز بين الممثل والشخصية مبقتش موجودة، الناس الواعية قادرة تميز، حقيقى الناس كرهت الشخصية وحيتنى على أدائى لها.
معنى ذلك أنك توافق على تقديم أى شخصية حتى لو كانت من نماذج المجتمع السلبية؟
حسب الشخصية بتتقدم إزاى، لو كانت بتتقدم من مفهوم تحببك فيها، أنا هيبقى عندى مشكلة فيها، لكن بمعنى محاكمتها وأن يكون فيه وجهة نظر، معنديش مشكلة خالص، لكن أكيد مش هعمل تاجر مخدرات ظريفة يحبوها الناس، أكيد لأ، فالشخصية لابد أن يكون عليها حكم، وتحليل ليها بشكل حقيقى.
اياد نصار فى الممر
اياد نصار والزميل محمد زكريا