فى عام 1952 اشتركت مصر للمرة الأول بشكل رسمى فى مهرجان كان السينمائى وكان ذلك قبل قيام ثورة يوليو بشهرين، ورفع العلم المصرى لأول مرة بالمهرجان بين أعلام 28 دولة.
وتحدثت المجلات والصحف المصرية وقتها عن تفاصيل المشاركة المصرية فى مهرجان كان، وخصصت مجلة الكواكب عدد من صفحاتها بتاريخ 13 مايو 1952 لتفاصيل هذا الحدث تحت عنوان "كنا فى كان".
وقالت المجلة إن العلم المصرى الأخضر رفرف بين أعلام 28 دولة أجنبية – وكان هذا لون العلم المصرى قبل ثورة يوليو- وكان المهرجان توقف لفترة ثم استأنف نشاطه.
وتحدثت المجلة عن تفاصيل المشاركة المصرية فى "كان" وعن استقبال الجمهور العالمى للأفلام المصرية ورأى صناع السينما العالمية مع النجمتين مارى كوينى وفاتن حمامة اللتان عادتا إلى مصر بعد مشاركتهما فى المهرجان.
وقالت النجمتان إن المهرجان بدأ بحفل استقبال للتعارف بين الفنانين وصناع السينما المشاركين، وكانت المشاركات من مصر الفنانات مع مارى كوينى وفاتن، النجمتا مديحة يسرى وتحية كاريوكا، واستقبلتهم الجاهير والصحافة استقبالا حافلا، كما استقبلهن عمدة كان بحفاوة كبيرة.
وكان الفيلم المصرى المشارك وقتها هو فيلم" ابن النيل" الذى تغير اسمه خلال الماركة فى "كان"إلى "نداء النيل" بطولة شكرى سرحان وفاتن حمامة ويحيى شاهين وإنتاج مارى كوينى وإخراج يوسف شاهين وعرض فى المهرجان بحفلة الساعة الرابعة يوم 28 إبريل عام 1952، وخفقت قلوب المشاركين بالفيلم ومخرجه ومنتجته، انتظارا لرد فعل الجمهور عليه، خصة وأنه عرض فى نفس الليلة فيلم يابانى وانصرف الجهور أثناء العرض حتى لم يعد أحد موجود فى الصالة بعد انتهاء العرض.
ولكن ازدحمت الصالة قبل عرض الفيلم المصرى ووضع صناعه ومخرجه أيديهم على قلوبهم انتظارا لرد فعل الجهور بعد بدء العرض.
ولكن بعد دقائق من العرض ضجت القاعة بالتصفيق والاستحسان، أشادت مجلة لو فيجارو الفرنسية بالفيلم المصرى.
وكانت مصر شاركت بشكل غير رسمى فى مهرجان "كان" لأول مرة سنة 1946 مع فيلم "دنيا" للمخرج محمد كريم، وبعد ثلاث سنوات شاركت مصر فى هذا المهرجان بفيلمين، هما "البيت الكبير" للمخرج أحمد كامل مرسى، و"مغامرات عنتر وعبلة" للمخرج صلاح أبو سيف، حتى عادت مصر فى نهاية العهد الملكى، عادت لتشارك بصورة رسمية فى المهرجان عام 1952.