أحيانا يوشك الإنسان على الموت بسبب تصرف متهور أو محاولة لتجربة أو تقليد موقف ما، وهو ما حدث مع الفنان أحمد رمزى الذى كاد يموت شنقا وهو يحاول تجربة الانتحار شنقاً.
تفاصيل هذا الموقف كتبه الفنان أحمد رمزى بنفسه فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى مايو عام 1957 فى مقال تحت عنوان: "إعدام على الطريقة الأمريكية".
وقال رمزى فى هذا المقال إن هذه الواقعة حدثت قبل 15 عاما من كتابته لهذا المقال وكان عمره 10 سنوات، وتعرض وقتها للموت طواعية واختياراً، حيث كان يتردد على السينمات التى تعرض أفلام رعاة البقر والسفاحين والقتلة، وكانت هذه النوعية من الأفلام تستهويه.
وأوضح الولد الشقى أن أبطال هذه الأفلام كان هو مثله الأعلى فيقلدهم دائما فى القفز وتسديد اللكمات وحمل المسدسات.
وأشار الفنان لكبير إلى أنه استهوته فكرة الانتحر شنقاً التى رآها فى عدد من مشاهد هذه الأفلام وقرر أن يخوض هذه التجربة.
وتابع رمزى أنه استقر ذات يوم على تنفيذ هذه التجربة فاتجه إلى كوخ أحد رعاة الخراف على شاطئ النيل بعيداً عن منزله، وفى منطقة لم تكن مأهولة بالسكان وقتها.
وأكد أحمد رمزى أنه وجد فى الكوخ عددا من الحبال التى يعلقون فيها الخراف بعد ذبحها، فوضع عددا من الأحجار فوق بعضها حتى وصل للحبال ولفها حول رقبته وأمسك طرفها بيده حتى يفلته إذا أوشك على الموت، وكانت الخطوة التالية أن يزيل الأحجار بقدمه فيصبح معلقاً فى الهواء مثل طريقة الإعدام على الطريقة الأمريكية.
وأضاف أنه شعر بأنه بطل وأزاح الأحجار دون خوف، فشعر أن روحه تكاد تقفز من حلقه، فأرخى الحبل الذى فى يده وسقط على الأرض مثل كيس الرمل بعد أن جرحت رقبته وسالت منها دماء غزيرة، وهنا شعر بالخوف، وأسرع إلى منزل أحد أصدقائه وحاولت والدة صديقه علاجه ووقف النزيف، واقترحت عليه أن تصطحبه إلى بيته ولكنه خاف من رد فعل والدته.
طلب أحمد رمزى من والدة صديقه أن يظل معهم حتى الخامسة مساء فتكون الدماء توقفت ولا يظهر الجرح، واتصل بوالدته ليطمئنها أنه عند صديقه، ولكن بعد أن تأخر شعرت الأم بالقلق فأرسلت الخادم ليصطحبه للبيت، وما أن رأته أمه حتى أدركت أن شيئا حدث، وضغطت عليه حتى اعترف بما فعل.
وقال الفنان الكبير إن والدته غضبت أشد الغضب ولم ترحم إصابته وانهالت عليه ضرباً عقاباً له على ما فعله، مؤكداً أنه من يومها قرر ألا يقلد ما يراه فى هذه الأفلام مرة أخرى.