تحل اليوم ذكرى وفاة شرير الشاشة الطيب الفنان العبقرى محمود المليجى الذى رحل عن عالمنا فى مثل ها اليوم الموافق 6 يونيو من عام 1983، أثناء تصوير فيلم "أيوب" آخر أفلامه وهو يجسد مشهد موت خلال أحداث الفيلم.
ورغم شهرة وجماهيرية الفنان الكبير محمود المليجى إلا أن هناك الكثير من المعلومات التى قد لا يعرفها الكثيرون عن الفنان العبقرى خير من جسد أدوار الشر والخير والتى نسوق بعضها فى التقرير التالى.
فهل تتخيل يوما أن الفنان الكبير محمود المليجى أبدع من قدم أدوار الشر والقتل والبلطجة كان يحلم فى بداية حياته بأن يكون مطرباً، ليس هذا فحسب بل كان يتوق إلى منافسة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأن يتفوق عليه؟ وهل تتخيل أن عبقرى الفن أول مرة ينشر فيها اسمه فى الصحف كانت تحت عنوان مطلوب القبض عليه؟
هذه المعلومات كشفها الفنان الكبير محمود المليجى فى عدة حوارات ومقالات نشرتها مجلة الكواكب فى الخمسينات.
وفى عدد نادر من الكواكب قال المليجى إن أول مرة قرأ فيها اسمه فى الصحف كان فى إحدى الجرائد اليومية تحت عنوان «القبض على طلبة مشاغبين».
وأوضح عملاق التمثيل أن هؤلاء الطلبة المشاغبين كانوا بعض طلبة المدرسة الخديوية الذين تظاهروا فى إحدى المناسبات السياسية، وألقى القبض عليهم، وذكر الخبر اسم محمود المليجى ضمن هؤلاء الطلبة.
وأشار المليجى إلى أنه لم يكن من بين هؤلاء الطلبة، ولكن وكيل المدرسة أملى اسمه على ضابط البوليس ليعتقله بتهمة المشاغبة.
وأكد محمود المليجى أنه بعد قراءة اسمه فى الصحيفة أسرع بالاختباء خوفا من إلقاء القبض عليه، وظل مختبئا حتى عفا وزير المعارف عن الطلبة المقبوض عليهم.
وكان من أهم ما ميز الفنان الكبير محمود المليجى صوته الذى لا تخطئه أذن ونظرة عينيه الثاقبة، ولكن هل كانت نبرة صوته المتميزة تؤهله للغناء والطرب كما كان يحلم فى شبابه وصباه؟ وكما صرح فى مقال كتبه لمجلة الكواكب عام 1954 بعنوان: "كدت أصبح مطرباً"، قال فيه إن والده كان من هواة الموسيقى والطرب وكان لديهم فى المنزل بيانو وبعض آلات العزف وجهاز "فونوغراف"، ومجموعة من أسطوانات المطربين والمطربات القدامى، وكان والده يجمع أصدقاءه كل ليلة للاستماع إلى أسطوانات عبده الحامولى وغيره، ثم يقوم بعضهم من الهواة بالغناء والعزف.
وتابع المليجى قائلا: "كان والدى يسمح لى بحضور بعض هذه السهرات كلما سمحت ظروفى المدرسية، ولكن عندما عرف بأننى أود أن أصبح مطرباً شتمنى وطلب منى أن أتفرغ لدراسته وأن أقطع كل صلة بينى وبين الموسيقى، وحرمنى من حضور السهرات التى كان يعقدها فى البيت لهواة الموسيقى".
ولكن المليجى أصر على هوايته وتعرف على عدد من الموسيقيين وبدأ يتلقى دوساً فى أصول الغناء والطرب والموسيقى على يد أحد المطربين المغمورين، الذى استغل ما يدفعه المليجى له من أجر شهرى يقتطعه من مصروفه كمصدر رزق له، فكان يجامله ويوهمه بأنه سيصبح من أشهر مطربى عصره بل وسينافسهم، وأن صوته أفضل من صوت المطرب الناشئ فى ذلك الوقت محمد عبدالوهاب وسيحقق نجاحاً أكثر منه فى عالم الطرب.
وقال المليجى فى مقاله إنه قرر ذات يوم أن يغنى أمام عدد من أصدقائه، فجمعهم فى البيت أثناء غياب والده وطلب منهم أن يصارحوه بالحقيقة وألا يجامولونه.
وأضاف قائلا: "ما أن انتهيت من الغناء وتلفت حولى حتى وجدت أصدقائى متفرقين فى أنحاء البيت هرباً من الاستماع إلى صوتى، وقال لى أحدهم: "أن صوتى أشبه بصوت مدفع رمضان"، وكانت هذه الجلسة آخر صلة بينى وبين الموسيقى، وقررت بعدها أن أمتنع عن الغناء وأكتفى بالثقافة الموسيقية وألتفت لدراستى.