قليلة جدا المعلومات المتوفرة عن مدام جربيس التى ظهرت مرة واحدة فى السينما المصرية، من خلال فيلم "سلامة فى خير" لنجيب الريحانى، وجسدت شخصية "أم ينى" فقد اختار المخرج نيازى مصطفى فى أولى أفلامه الروائية الطويلة تلك السيدة من الجالية الأجنبية فى مصر التى كانت منتشرة آنذاك وتعمل فى المجال الفنى.
اختفت مدام جربيس بعد هذا الفيلم، ولم تظهر فى السينما، ولم تتوفر عنها أى معلومات، ربما تكون قد عادت إلى موطنها الأصلى، فبعض الأخبار النادرة عنها أكدت أنها عادت إلى اليونان، وأخبار أخرى كشفت عن ذهابها إلى إيطاليا، وأخرى تؤكد عودتها إلى إسرائيل.
فيلم "سلامة فى خير" إنتاج عام 1937، ويحتل المركز رقم 76 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائى بالإسكندرية (1896-1996) وكان الاختيار بداية من عام 1927، حيث تم عرض أول فيلم مصرى (ليلى 1927) وحتى عام 1996.
وهذا الفيلم من أوائل الأفلام المصرية اللى خلت من أى عنصر فنى أجنبى (حيث إن المونتاج والتصوير والتسجيل والموسيقى) قام به طاقم مصرى، وهو كما أشرنا أول فيلم روائى طويل للمخرج نيازى مصطفى.
ويعتبر فيلم (سلامة فى خير) الفيلم الذى أعاد نجيب الريحانى إلى التمثيل فى السينما، بعدما قرر اعتزالها، والتركيز على المسرح فقط، وخاصة بعد فيلمه (كشكش بيه) الذى لاقى انتقادا جماهيريا كبيرا عن نص مسرحية (قسمتى) لبديع والريحانى، ويعتبر أول نص مسرحى لهما يتحول إلى فيلم سينمائى.
والفيلم تدور أحداثه حول سلامة وهو محصّل فى أحد المحلات التجارية، يذهب للبنك لإيداع إيراد المحل، ولكنه يجد البنك مغلقا، ويقع سلامة فى حيرة خوفا على الإيراد، ويشير عليه أحدهم الإقامة فى أحد الفنادق، ويودع المبلغ لدى إدارة الفندق.
وهناك يتقابل مع أحد الأمراء الذى يطلب منه أن يحل محله؛ لأن هناك خطرًا على حياته، وتقلق زوجة سلامة لغيابه كذلك صاحب المحل، وينجح سلامة فى مهمته ويحقق للأمير مكاسبا، وفى النهاية يتسلم حقيبة النقود التى استبدلت بحقيبة أخرى سهوا بها عينات من الأقمشة، ويطلب صاحب المحل القبض عليه، ولكن تظهر الحقيقة، فيسلمه الأمير مكافأته، وكذا صاحب المحل، ويعود مع زوجته إلى المنزل.